تحية لنوري المالكي بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد

من طرف **احمد** الأحد فبراير 08, 2009 1:12 pm

نقطة نور
بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد

تحية لنوري المالكي

‏يستحق
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مساندة العرب ودعمهم‏,‏ لأنه يقود
العراق في الطريق الصحيح الذي يمكن العراقيين من تعزيز خياراتهم السياسية
استنادا الي هوية العراق القومية كدولة مركزية واحدة‏,‏ تأتلف قومياتها
المختلفة في إطار عراق واحد موحد لا يتنكر لوجهه العربي‏,‏ ولأنه
اختاردولة القانون شعارا صحيحا لحملته الانتخابية‏,‏ يلبي حاجة العراقيين
الي أن ينتظموا في حكم جديد يأتلف مع تراث العراق الحضاري الذي أعطي
الانسانية شريعة حمورابي‏,‏ يعلي سطوة القانون فوق النعرات الطائفية
والدينية والعشائرية‏,‏ التي مكنت ميليشيات الطوائف المسلحة التي تعتمد
علي دعم الخارج من أن تأخذ البلاد الي حرب أهلية‏,‏ كادت تمزق نسيجه
الوطني في فتنة كبري‏,‏ كأن يمكن أن تتجاوز نيرانها حدود العراق الي معظم
أطراف العالم العربي‏.‏

نجح المالكي في تقليم أظافر بعض ميليشيات
الطوائف‏,‏ خصوصا في بغداد والبصرة‏,‏ لكن نجاح المالكي الحقيقي مصدره أنه
لا يري مستقبلا جديدا للعراق إلا في ظل حكومة مركزية قوية يدعم سلطاتها
دستور جديد يحفظ لمناطق الحكم الذاتي حقها في تسيير الحياة اليومية
للناس‏,‏ لكنه يقدر علي كبح النزعات الانفصالية التي تغذيها طموحات
طائفية‏,‏ تهدد بتفكيك العراق الي دويلات ثلاث متناحرة‏,‏ تحت دعاوي حق كل
طائفة في أن تملك الثروة النفطية في أراضيها‏,‏ وحق كل ولاية في أن تكون
إقليميا منفصلا‏,‏ وفق خطوط الأساس للقانون الذي وضعه بريمر أول حاكم مدني
أمريكي للعراق بهدف تفكيك العراق دولة وشعبا‏,‏ واسقاط كل مؤسسات سلطته
المركزية‏.‏

يمكن أن نذكر للمالكي أيضا أنه كان مفاوضا قويا
للأمريكيين في دفاعه عن كرامة الشعب العراقي‏,‏ استلهم اجماع شعبه علي رفض
الاحتلال‏,‏ واصر علي رحيل كل القوات الأمريكية عام‏2011,‏ ورفض تمديد عمل
أي من شركات الأمن الخاصة التي استباحت دماء العراقيين‏.‏

تمكن
المالكي من الحصول علي انتصار ساحق في ثمان من ولايات الجنوب الشيعي‏,‏
إضافة الي ولاية بغداد‏,‏ ونجح في تحقيق أغلبية هامشية في سبع ولايات أخري
علي حساب المجلس الأعلي للثورة الإسلامية الذي يقوده عبد العزيز الحكيم‏,‏
الوثيق الصلة بإيران‏,‏ وأكبر دعاة فصل الجنوب الشيعي في ولاية شبه
مستقلة‏,‏ الذي كان الخاسر الأكبر في الانتخابات الأخيرة‏...‏ وما يزيد من
قيمة ما أنجزه المالكي‏,‏ المشاركة الواسعة من جانب السنة في انتخابات
محافظات الوسط التي أسفرت عن نجاح تيارات مدنية قومية رشيدة علي حساب
تيارات عشائرية تستمد دعمها من الأمريكيين‏,‏ بما يؤكد أن عراقا جديدا
يبزغ من ركام عراقين سقطا تباعا‏,‏ عراق صدام حسين ا لذي كان يحكمه الخوف
والحديد والنار‏,‏ وعراق بوش الذي كان يتهدده التفكك والاندثار‏.‏

mmahasabo@yahoo.com