من القلب محسـن محمـد

من القلب
محسـن محمـد

أصبح الحذاء لغة سياسية هذه الأيام منذ
أطلق منتظر الزيدي الصحفي العراقي حذاءه في اتجاه الرئيس الأمريكي جورج
بوش في آخر مؤتمر صحفي له في العراق.

والسبب في تقليد الزيدي يرجع إلي أن الحذاء يظهر بسرعة بدلاً من
الكلمات الغاضبة ويعبر عن شعور قوي بالمرارة من سياسة متبعة لا تستطيع
الشعوب مقاومتها.

وقد وضح ذلك في الغرب عندما أطلق طالب في جامعة كمبردج في لندن حذاءه
نحو ون جيلباو رئيس وزراء الصين وهو يتحدث في الجامعة فسقط الحذاء علي
مسافة متر منه وقبض علي الطالب بتهمة الإخلال بالنظام.

ولم تكسر ضلوع الطالب كما حدث لمنتظر الزيدي ولم يقبض عليه ليحاكم
ويسجن 7 أو 14 سنة بل كل تهمته الإخلال بالنظام رغم أن الجريمة واحدة في
الحالتين فالمستهدف رئيس أمريكي ورئيس وزراء الصين. ولكن هذا هو الفرق بين
ما يجري في دولة تحت الاحتلال الأمريكي كالعراق ودولة مثل بريطانيا تؤمن
حقوق المواطن حتي لو استعمل الحذاء للتعبير السياسي!

وتبين أن السفارات الأمريكية ضُربت بالأحذية في عدة عواصم أوروبية
تعبيراً عن غضب الشعوب من السياسة الأمريكية في عهد الرئيس السابق بوش.

الآن


علي الرئيس أوباما أن يحاول بشدة وبسرعة تغيير السياسة الأمريكية
الخارجية لا للحصول علي رضا الشعوب بل علي الأقل حتي لا تصبح واشنطن رمزاً
للسياسة المعادية لحقوق الإنسان.. والشعوب.

والمشكلة الحالية هي:


ــ هل سيظل الحذاء تعبيراً عن مشاعر سياسية أم سيجد الغاضبون وسيلة
أخري وهل ستظل الدول تعادي الشعوب فلا تجد تعبيراً عن استيائها إلا
الحذاء؟!