قمر إيران الاصطناعي بقلم‏:‏ عبد المعطي أحمد

من طرف lzeem الإثنين فبراير 09, 2009 12:43 pm

أحوال عربية
بقلم‏:‏ عبد المعطي أحمد

قمر إيران الاصطناعي

ليست
المرة الأولي التي تحاول فيها طهران إطلاق قمر اصطناعي إلي الفضاء‏.,‏ فقد
أجرت تجربتين سابقتين الأولي عام‏2005‏ بصاروخ روسي حاملا قمرا صناعيا
تجاريا في مشروع مشترك مع موسكو التي تعد الشريك الرئيسي الذي يمد إيران
بتقنية الفضاء‏,‏ والثانية في أغسطس عام‏2008‏ بصاروخ محلي الصنع لكنه
فشل‏.‏

القمر الجديد اسمه أوميد أي الأمل باللغة الفارسية‏,‏ وحمله
صاروخ محلي الصنع‏(‏ سفير‏2)‏ يدور حول الأرض‏15‏ دورة في اليوم الواحد‏,‏
ويبعد ما بين‏250‏ إلي‏500‏ كيلو متر عن سطح الأرض‏,‏ وتجري مراقبته مرتين
عبر المحطة الأرضية في كل دورة‏,‏ ويفترض أن يعود إلي الأرض بعد ما يبقي
في الفضاء ما بين شهر وثلاثة أشهر‏.‏

وإيران هي البلد الثاني في
المنطقة بعد إسرائيل الذي يمتلك قدرة علي إطلاق أقمار صناعية‏,‏ فقد
افتتحت في العام الماضي مركزا فضائيا يضم قمرا صناعيا‏,‏ ومحطة تحت الأرض
للمراقبة‏,‏ ومنصة للإطلاق رغم العقوبات والحصار المفروضين عليها‏.‏

ووفقا
للبيانات الإيرانية الرسمية‏,‏ فإن القمر الاصطناعي والصاروخ الحامل له تم
انتاجهما بالاعتماد علي الخبرات الوطنية تماما‏,‏ ودون الحصول علي أي دعم
تقني من الخارج‏.‏

لكن المثير في الأمر أن التكنولوجيا المستخدمة
في عملية الإطلاق مشابهة جدا لتكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدي العابرة
للقارات التي تستخدم في وضع الأقمار الصناعية بمدارات حول الأرض‏,‏ والتي
يمكن أن تستخدم أيضا في إطلاق الرءوس الحربية والأسلحة النووية‏,‏ وإن
كانت إيران تقول إنها لا تنوي القيام بذلك‏,‏ وأن القمر الاصطناعي الذي
أطلقته يوم‏3‏ فبراير الحالي مخصص للأغراض السلمية فقط‏,‏ ولتغطية
احتياجات إيران من تكنولوجيا الفضاء التي تساعد الخبراء في أبحاثهم عن
الكرة الأرضية‏.‏

وعلي الرغم من أن القمر الصناعي الإيراني صغير
الحجم وخفيف الوزن بالمقارنة مع الرءوس الحربية النووية التقليدية‏,‏ إلا
أن للخطوة الإيرانية عددا من المضامين العسكرية المحتملة التي علي العرب
ــ خصوصا دول الخليج ــ أن تخضعها للبحث الدقيق‏,‏ والدراسة المستفيضة‏.‏

فالخبراء
يقدرون مدي هذا الصاروخ بمسافة تصل إلي نحو ثلاثة آلاف كيلو متر‏,‏ وأن
بمقدوره حمل رأس حربي صغير خلال تلك المسافة‏,‏ وبالتالي يستطيع أن يصل
إلي دول الجوار‏,‏ وإسرائيل‏,‏ وجنوب وشرق أوروبا ودول آسيا‏!‏

وهذا يدل علي امتلاك إيران قدرات متنامية لإطلاق صاروخ نووي في حال توافر السلاح النووي‏.‏

لسنا
ضد حق إيران في دخول عصر الفضاء‏,‏ ولا في حصولها علي التسلح للحفاظ علي
أمنها‏,‏ لكننا فقط نريد أن يكون برنامجها سلميا‏,‏ ولا يخل بموازين القوي
في المنطقة‏.‏