كي لا نموت بالسكتة الوظيفية بقلم‏:‏ محمود مخالي

من طرف koko الإثنين فبراير 09, 2009 12:53 pm

وجهة نظر
بقلم‏:‏ محمود مخالي‏

كي لا نموت بالسكتة الوظيفية

85%‏
من خريجي جامعاتنا لا تحتاجهم سوق العمل وبرغم ذلك تقذف جامعاتنا بأعداد
هائلة من هؤلاء الخريجين سنويا إلي الشارع حتي اكتظت النواصي والطرقات
والمقاهي بالعاطلين الجامعيين ويكاد المجتمع يختنق بالسكتة الوظيفية‏.‏

كيف
تستقيم المعادلة المختلة بين أعداد هائلة لا تحتاج اليها سوق العمل وأعداد
أخري هائلة تنقصنا من الفنيين نحن بحاجة اليها في كل المجالات ؟‏!‏ وكيف
إذن تدور عجلة الحياة ؟‏!‏

لقد توسعنا اكثر من اللازم في التعليم
الجامعي‏,‏ خاصة النظري منه علي حساب التعليم الفني‏,‏ ومن هنا جاء
الخلل‏,‏ فما يحتاجه مصنع من مهندسين لايقارن بما يحتاجه من فنيين وعمال
مهرة وكذلك ما يحتاجه المستشفي الواحد من أطباء يعد علي أصابع اليد في
مقابل أعداد كبيرة من هيئات تمريض وفنيي معامل‏.‏ ما علينا إلا العودة إلي
جادة الصواب بالاهتمام بالتعليم الفني ومعاهد التكنولوجيا المتقدمة التي
تغلب الجانب العملي علي القراءة النظرية‏,‏ لقد كان بعض هذه المعاهد في
حلوان والمنصورة ومنوف وحولناها إلي كليات احتقارا لمسمي معهد فتدهور
مستواها وأصبحت لا هي مدارس ولا هي كليات‏,‏ والقاسم المشترك بينها جميعا
هو ضعف الامكانات والمستوي‏.‏ إن كرة الثلج تكبر‏,‏ وما نراه من اكتئاب
وشرود ذهن وضيق بالحياة وظواهر سلبية كثيرة لم تكن موجودة من قبل في
مجتمعنا‏(‏ علي الأقل بين المتعلمين‏)‏ مؤشر علي المستقبل الغامض
لمجتمعنا‏.‏ علينا إذن أن نعظم دور العمل الفني ونغير نظرتنا السلبية لكل
ما هو يدوي‏,‏ هذه النظرة التي قضت علي صناعتنا وسمعتها في العالم وأصبح
بلدنا سوقا للسلع الرديئة من كل الأنحاء‏.‏

في الماضي كان لدينا الترزي الماهر وصانع الأحذية والنجار المبدع والعامل اللي تتلف ايده في حرير فأين ذهب كل هذا ؟‏!‏

إن
خريجي المدارس والمعاهد الفنية في الستينيات هم الذين حملوا عبء النهوض
السريع لقواتنا المسلحة بعد نكسة‏67‏ اللعينة‏,‏ كانوا الأقدر علي استيعاب
الأسلحة الحديثة وأضافوا إليها وطوروها وأصبح منهم الخبراء في اصلاح
الطائرات والمعدات الحربية وطوروا أداءها وبدأوا حرب الاستنزاف التي قادت
إلي انتصار‏73.‏ انتبهت قواتنا المسلحة مبكرا إلي دور العمالة الفنية
وأهميتها فأنشأت المدارس والمعاهد الفنية الخاصة بها‏,‏ فلماذا لانقتدي
بها في حياتنا المدنية‏,‏ خصوصا بعد التقدم التكنولوجي الهائل في كل
المجالات؟ وبذلك نجعل التعليم الفني أفضل ما عندنا بعد أن مسخناه وجعلناه
موئلا لأصحاب المجموع الضعيف وراسبي الإعدادية‏.‏