تساؤلات عبدالله نصار

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM

الظلم ظلمات يوم القيامة فلا تظالموا..
هكذا نصح الرسول الكريم الأمة الإسلامية.. وأشد أنواع الظلم هو أن يضيع
الحق ويصل إلي غير أصحابه وربما يحرم صاحب الحق والمستحق للتكريم والتقدير
بينما يفوز به آخرون دون مجهود.. أو مصادفة.

وأمامي رسالة إلي الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي
للآثار والتي تحتاج إلي فحصها والنظر إليها بضمير القاضي العادل.. وأن
يعود الحق لأصحابه فوراً.. وتنال صاحبة الحق ما تستحقه من تقدير واحترام.

وأخشي أن يكون الدكتور حواس كما وصفه الأستاذ الكاتب الكبير أنيس
منصور لا يهتم إلا بالأموات ولكني أعتقد أنه صاحب ضمير وسيراجع نفسه ويرفع
الظلم والغبن عن مفتشة الآثار الغارقة التي لم تحصل علي دورها في مرافقة
الآثار بالخارج بعد أن بذلت جهداً في إعدادها للسفر بصورة تليق بمصر.

والأحياء أهم من الأموات.. رغم حرصنا علي التراث والآثار وقيمتها..
ولكن قيمة الإنسان المصري المجتهد المتفاني في عمله يجب أن تكون فوق كل
اعتبار.

وتقدير الاجتهاد والتفاني في العمل هو من الصفات التي كان يحرص عليها
أجدادنا الفراعنة يا دكتور حواس والتي لم نتمكن حتي الآن من نقلها أو
استيعابها ولكن هذا قدرنا.. ونحن نحتاج إلي ضمائر حية لإدارة حياتنا في
الآثار وغيرها وهذه رسالة من يسرية شحاتة الغندور مفتشة أول آثار غارقة
عندما طالعتها شعرت بالحزن والأسي.. كيف يضيع الاجتهاد والتفاني في العمل
بهذه السهولة.. ويظل صاحب الحق ينتظره أو يضطر أن يطالب به.

ورسالة مفتشة الآثار رغم ما تعانيه من ظلم غاية في الرقة والأدب
والاحترام وهي تطالب بحقها وتناشد د. حواس أن يعيد الحق إليها.. وينهي
حالة المرارة من تجرع كأس الظلم وتقول الرسالة:

السيد الأستاذ/ عبدالله نصار


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أنا من أشد المعجبين بكتابات حضرتك ومن قرائك


وقد خص الله في الدنيا عباداً نلجأ إليهم طلباً للعون وكنتم أنتم هذا
العون لذا أنا لم أتردد أبداً وأنا أكتب لسيادتكم هذه الاستغاثة وأنا
عارفة ان سيادتك لا تواري وجهك لمن يطلب العون منك. إنسان خدوم تستطيع
الوقوف معي وكل اللي أنا أريده أن توصل صوتي للدكتور زاهي حواس الأمين
العام للمجلس الأعلي للآثار.

الموضوع باختصار ياسيدي/ أنا مفتشة اثار غارقة بالإسكندرية وصاحبة
عهدة الآثار الغارقة لبعثة المعهد الأوروبي للآثار البحرية وأكيد حضرتك
سمعت عن معارض الآثار الغارقة التي تجوب الدول الأوروبية مش عايزة أقولك
كم أنا تعبت جدا جدا في أعمال التجهيزات التي قمت بها بالإسكندرية قبل
خروج القطع من مصر أكثر من خمسة شهور عملاً متواصلاً والله العظيم يا سيدي
حتي تخرج القطع من مصر بالشكل الذي يليق بنا كمصريين أمام الأجانب ونظر
للمجهودات الجبارة الكبيرة التي قمت بها وتقديرا من الجانب الأوروبي وجهوا
لي دعوة لزيارة المعرض بألمانيا لمدة أسبوع لأشاهد ثمرة تعبي ومجهودي
بالإسكندرية وياليتني ما قبلت هذه الدعوة. فقد تفضل الدكتور/ زاهي وتقديرا
من سيادته قرر بأن جميع مفتشي الآثار الغارقة يرافقون هذا المعرض علي طول
فتراته شهراً لكل مفتش.

ومن الغريب انه عندما حل الدور علي كنت خارج الحسبة فقد رافق المعرض
من هم أحدث مني بكثير واعتبروا الدعوة التي وجهت لي كفاية ولم أتهم أحداً
بالتقليل من مجهودي ولكنه مرارة الظلم ياسيدي التي لا أستحقها فقد كنت
فخورة أمام الأجانب بأنني أعمل لبلدي علي أمل أن المسئولين هنا ببلدي
سيقدرون هذا العمل.

وأنا أرجوك يا سيدي أن توصل صوتي للدكتور/ زاهي لأني متأكدة انه لو
عرف بموضوعي سيضبط المسار فأنا ياسيدي أحب عملي جداً وعلي استعداد تحمل
مسئولية العهد الأثرية ولا أتكلم ولكن السؤال كيف أكون بذلت كل هذا
المجهود وصاحبة العهد ويتم استبعادي بهذا الشكل فأنا لا أريد أن أفقد
الثقة في أحد لأني عارفة ان الدكتور زاهي لا يعرف بهذا الموضوع وكم من
أناس كثيرة نصفهم.

وأخيراً ياسيدي ساعدني أرجوك.


ولك مني أرق تحياتي وأدام الله عليك بركته ونعمته.


يسرية شحاتة الغندور


مفتشة أول آثار غارقة


وهذه رسالة لا تستحق التأجيل لاتخاذ قرار بشأن هذا التظلم وإعادة الحق
وبخاصة لمن يطالب بحقه ويسعي لاسترداده دون تجريح في أحد رغم أن ما جري
معه قد يؤدي بالعاقل إلي حافة الجنون أعان الله كل مظلوم علي الصبر وتحمل
ضربات الظلم وضياع الحقوق حتي تعود.

وسيعود الحق لأصحابه مهما طال الزمن وسيوقف الله كل مسئول صاحب ضمير في إنصاف المظلوم.


ولن يقبل أمين المجلس الأعلي للآثار أن يهتم بالأموات وعليه أيضاً أن
يضع الأحياء والعاملين تحت رئاسته في بؤرة اهتمامه فإن هؤلاء ثروة عظيمة
لا تقل عن قيمة الآثار الغارقة وغيرها والبشر أغلي وبدونهم لن تكون للآثار
قيمة وبخاصة أصحاب الخبرات والمجتهدين.

كلمات لها معني


بيتك ليس الذي تسكنه


ولكن الذي يفهمك من حولك فيه


الشاعر الألماني/ كريستيان مورجستيرن