مأزق خاتمي‏!‏بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد

من طرف مشمش الثلاثاء فبراير 10, 2009 10:30 am

نقطة نور
بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد

مأزق خاتمي‏!‏

لماذا
يغامر السيد محمد خاتمي قطب الإصلاحيين في إيران بالنزول إلي معركة
انتخابات الرئاسة الإيرانية‏,‏ منافسا للرئيس أحمدي نجاد الذي يحظي
بمساندة واسعة من جماعة المحافظين المتشددين داخل الحوزة الدينية‏,‏
ويدعمه علي خامنئي مرشد الثورة‏,‏ ويناصره الحرس الثوري بما يقلل من امكان
وجود تكافؤ في المنافسة ويقلص من فرص نجاحه علي منافسة أحمدي نجاد‏!‏

ولماذا
يكرر خاتمي تجربة سابقة لم يتمكن خلالها من انجاز أي من الشعارات والأفكار
التي ينادي بها مثل حوار الحضارات‏,‏ واصلاح العلاقات مع الغرب‏,‏ وإعادة
العلاقات مع مصر والسعي إلي كسب صداقتها‏,‏ ووقف تصدير الثورة خارج
إيران‏,‏ وتحسين العلاقات مع العالم العربي ودول الخليج‏,‏ وفتح بعض
النوافذ المطلة علي ثقافات الآخرين تخفيفا للعزلة الثقافية التي تعيشها
إيران‏,‏ وتوسيع الحريات العامة والحريات الشخصية بعض الشيء كي يتمكن
الناس من أن يتنفسوا الصعداء‏!‏

لقد صبر الإيرانيون كثيرا مع حكم
خاتمي‏,‏ أملا في أن ينجز الاصلاحيون الذين هم جزء من الحوزة الدينية بعض
الاصلاح والتغيير قبل أن يصيبهم اليأس والقنوط خصوصا جموع الشباب الإيراني
الذين ساندوا خاتمي بكل قوة ثم فقدوا الثقة في قدرته علي تحقيق أي انجاز
حقيقي لأن المحافظين كانوا له بالمرصاد‏,‏ يفشلون جهده أولا بأول‏,‏
ويغلقون الصحف التي تساند أفكاره ويلقون بمحرريها في السجون‏

وعندما
قرر المحافظون التخلص من خاتمي تم الأمر بصورة مهينة لمعاونيه‏,‏ الذين
اتهمهم المحافظون بالعمالة والخيانة وقذفوا وزير ثقافته بالطماطم والشتائم
وطردوه من المجلس النيابي مشيعا باتهامات ظالمة أبسطها أنه عميل للغرب‏!‏

ويحار
المرء في الأسباب التي دفعت خاتمي إلي تكرار تجربته مرة أخري برغم
المساندة الرسمية التي يلقاها أحمدي نجاد من رأس النظام ومن كل نواب مرشد
الثورة في جميع المحافظات‏,‏ ومن جميع أجهزة الأمن والإعلام‏,‏ والقوات
المسلحة التي تتبع المرشد‏

ويزيد من صعوبة مهمة خاتمي الإنجاز
العلمي المهم الذي حققته إيران اخيرا بإطلاق صاروخ من مرحلتين يصل مداه
إلي اكثر من ألفي كيلو متر‏,‏ يمكن ان يحمل قمرا صناعيا ويمكن ان يحمل طنا
من المتفجرات‏,‏ والذي ينسبه أحمدي نجاد الي حكومته برغم فشلها الذريع في
استثمار فيض الأموال الضخمة التي تدفقت علي إيران عندما وصل سعر البترول
إلي‏140‏ دولارا في تحسين أحوال غالبية الإيرانيين الذين يشكون الغلاء
والتضخم وارتفاع معدلات البطالة‏.‏

أعرف براعة النظام الإيراني في
إحماء معارك انتخابات الرئاسة الإيرانية خصوصا عندما يكون في موقف التحدي
مع الغرب‏.‏ يريد أن يؤكد التفاف الناس حوله‏,‏ فيدفع إلي المعركة
الانتخابية بقطب آخر من أقطاب الحوزة كي يشعل المنافسة‏,‏ كما فعل في
الانتخابات السابقة التي جرت بين أحمدي نجاد والرئيس الأسبق رافسنجاني
الذي خسر المعركة لأن مرشد الثورة انحاز إلي نجاد‏,‏ ولم يسلم من عمليات
التجريح هو وأسرته‏

فهل يحتمل خاتمي تكرار تجربة رافنسنجاني‏.‏ أم
ان الرجل حصل بالفعل علي وعد من مرشد الثورة بأن يلتزم هو والأجهزة
التابعة له الحياد في معركة يمكن أن تحسن بعض الشيء صورة النظام الإيراني
وهو يستعد للتفاوض المباشر مع الرئيس الأمريكي الجديد أوباما؟‏!‏

mmahasabo@yahoo.com