رسائل مختلطة بقلم : سجيني دولرماني

من طرف مشمش الثلاثاء فبراير 10, 2009 10:52 am

سياسة خارجية
بقلم : سجيني دولرماني

رسائل مختلطة

يبدو
أن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس أوباما مازالت في مرحلة التشكل
والتطوير ولذلك جاءت الرسائل مختلطة في المهمة الصعبة التي واجهها جوزيف
بايدن نائب الرئيس في مؤتمر ميونيخ الأمني وهو يحاول أن يحدد النغمة
والنهج الجديدين دون أن يكشف عن مبادرات محددة للتعامل مع القضايا محل
الخلاف‏.‏

بايدن قال ان الولايات المتحدة مستعدة للتفاعل والاستماع
والتشاور‏,‏ ولكنه أوضح بلهجة قاطعة أنه إذا كان الأوروبييون يريدون أن
تتعاون أمريكا معهم في معالجة الأزمة الاقتصادية واتفاقات للحد من
التغيرات المناخية فعليهم أن يتحملوا مسئوليات أكبر في تأمين الوضع في
أفغانستان والشرق الأوسط والتعامل مع إيران‏.‏

بايدن أكد أن أمريكا
لاتريد الدخول في صراع حضارات أو تقسيم العالم إلي محاور أيديولوجية للخير
والشر ولكنه ابقي علي قضية مواجهة الإرهاب علي جدول الأعمال رغم اعترافه
بأن الهزيمة لن تكون عسكرية ولكن بتجفيف منابع الفكر التي تغذي الإرهاب في
باكستان‏.‏ رسائل بايدن إلي إيران والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي لم تحفر
مسارا جديدا بعد‏..‏

فالتأكيد علي تعزيز وقف إطلاق النار في غزة
والتعامل مع السلطة الفلسطينية فقط ونبذ حماس والالتزام بصيغة الدولتين هي
نفس المفردات السابقة ولم يقابلها مطالبة إسرائيل باحترام استحقاقات
التسوية الدائمة‏.‏ وعلي الرغم من مده يد الحوار مع طهران إلا أن تكراره
المطالب الخاصة بوقف تخصيب اليورانيوم أولا ووقف دعم الإرهاب جعلت علي
لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني متحفظا في رد فعله ومطالبا واشنطن
بالاختيار بين الخوض في مباراة ملاكمة أو لعبة الشطرنج‏.‏

روسيا علي عكس الصين حظت بنصيب وافر من الاهتمام قوبل برد فعل إيجابي من موسكو‏.‏

بايدن
تحدث عن رغبة لوقف تدهور العلاقات وعدم قلقه من تزايد القوة الروسية
وضرورة التفاهم بشأن القضايا ذات المصالح المشتركة ورغم تأكيده استمرار
بلاده في تطوير النظام الدفاعي الصاروخي إلا أنه ركز علي عدم توسيع كلتا
القوتين نفوذهما علي حساب الأخري‏.‏

الرسائل الإيجابية الصادرة من
ميونيخ قابلتها رسائل سلبية في خطة أوباما الانعاشيةالتي تضمنت بندا يدعو
إلي استخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين الممولة للخطة في شراء
البضائع الأمريكية فقط‏.‏ صحيح أن مجلس الشيوخ خفف من حدة البند لكننا لم
نسمع من أوباما رفضا قاطعا للنزعة الحمائية الجديدة التي تنتشر نيرانها من
الهند إلي روسيا عبر أوروبا وتهدد التدفقات التجارية والرأسمالية إلي
الدول الفقيرة‏.‏

لقد كانت السياسات الحمائية السابقة سببا في تحول
ركود يمكن احتواؤه إلي كساد عظيم في الثلاثينيات والقيادة الأمريكية
مطالبة بأن ترسل رسالة واضحة لالبس فيها لوأد الخطر في مهده‏.‏