أبوحصيرة تاني؟! محمد العزبي

من غير ليه
أبوحصيرة تاني؟!
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com

ظهرت قصة طبيب الموت النازي وموته في مصر
قبل سنوات طويلة في توقيت مناسب لأصحاب الدعوة الصهيونية. إذ توافق مع
احتفالات إسرائيلية وعالمية لاحياء ذكري "الهولوكست" وابقاء شبحه ماثلا
أمام الجميع يبتزونهم ويهددونهم بما يروجونه من حكايات ومبالغات وأفلام
سينمائية مثيرة وكتب تلبس ثياب العلم والتحقيق.

هل تم الكشف عن قصة الدكتور "أريبرت هايم" علي يد فريق عمل صحفي
مشترك من التليفزيون الألماني والنيويورك تايمز الأمريكية في هذه الأيام.
وأعلنا عنه علي الفور أم أنه قديم بعض الشيء انتظر الموعد المناسب لإعلانه
والاستفادة منه؟!

هل يعني ذلك فشل إسرائيل والجماعات الصهيونية المنتشرة في العالم كله
مازالت تبحث وتنقب وتفتش عن فلول النازية بعد ستين عاما من سقوطها. تحارب
كل من يشكك في صحة المعلومات المشاعة عن بشاعتها وترهب الجميع.

كان التركيز علي دول أمريكا اللاتينية حيث عثر علي عدد من رجال
"هتلر" وهو ما كان مستقرا في اذهان العامة.. ولم يكن للشرق الأوسط نصيب
كبير في تلك العملية. علي الرغم من تواجد عدد من الخبراء الألمان عملوا في
خدمة مصر أيام عبدالناصر وعلي الرغم من تعاطف الملك فاروق قبل ذلك مع دول
المحور وانحياز بعض طوائف الحركة الوطنية للألمان كرها في الاحتلال
الانجليزي واتهام "السادات" في قضية تجسس لصالح الألمان أيام الحرب
العالمية الثانية.

مع ذلك لم تتجه أنظار الباحثين عن فلول النازية لصالح الدعاية
لإسرائيل والصهيونية لمنطقة الشرق الأوسط حتي فوجيء كثيرون بقصة الدكتور
"هايم" التي أصبحت علي كل لسان.

هل يمكن أن تستغلها حكومة "تل أبيب" في دعاياتها وتبرير عدوانها
والدعوة للتدخل في شئوننا بحجة انه لابد من وجود نازيين آخرين مختفين في
مصر من زمن؟!

لم يكن غريبا - أو لعلها بداية عزف الجوقة الصهيونية - أن يعلن مدير
معهد "دافيد.اس وايمان" لدراسات الهولوكست ان القاهرة لابد أن تتحمل
المسئولية عن النازيين الهاربين الذين فتحت لهم أبوابها في الخمسينيات.
مطالبا بتسليمهم للمحاكمة!!

وتذكر التقارير أسماء ألمان عملوا في خدمة الحكومة المصرية في مجالات
الدعاية والتصنيع الحربي تخص "يوهان فون ليرز" الذي كان مساعدا لجوزيف
جوبلز رجل الدعاية النازية وأسماء أخري لم يختفوا عن الساحة - كما يقولون
- إلا بعد ان اشترط الروس استبعادهم عند مجيئهم للمشاركة في بناء السد
العالي ولكنهم جميعا ماتوا!

ثم اتضح أن هناك الدكتور "هايم" الذي لم يسمع عنه أحد حتي مات ومضي
علي وفاته سبعة عشر عاما.. وبدأت الشكوك الصهيونية أو علي الأصح محاولة
الاستفادة من فشلهم ومن الموقف.. ولعلهم يفكرون - مع الفارق - في اختراع
اسطورة مثل "أبوحصيرة" في الغربية ويقولون ان هناك مواقع مماثلة في محافظة
الشرقية.