ليبرمان‏..‏ دلالة مخيفة‏!‏بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد‏

من طرف فواكة الأربعاء فبراير 11, 2009 10:54 am

نقطة نور
بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد‏

ليبرمان‏..‏ دلالة مخيفة‏!‏

برغم
الانحياز المتزايد داخل المجتمع الإسرائيلي إلي مساندة برامج أحزاب اليمين
وراؤها المتطرفة لأبعاد الصراع العربي الإسرائيلي‏,‏ التي تكشف عن روح
عنصرية تجاه العرب وعداء متزايد تجاه الفلسطينيين يتجاوز الكراهية إلي
الرغبة في الإيذاء والانتقام‏,‏ لم يحدث أن وصل المجتمع الإسرائيلي إلي
هذا الحد البالغ الخطورة من العنصرية والتطرف الذي تكشف عنه خياراته
السياسية الغريبة في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس‏,‏ ليس فقط لأن
الإسرائيليين يمكن أن يمنحوا غالبية أصواتهم الانتخابية لزعيم الليكود‏,‏
بنيامين نيتانياهو الذي يعدهم إن أصبح رئيسا للوزراء بحرب عاجلة ثانية
يمكن أن تنشب غدا أو بعد غد‏,‏ يغزو فيها قطاع غزة مرة ثانية ويعيد
احتلاله كي يكمل المهمة التي لم تستطع حكومة أولمرت إنجازها ويستأصل حماس
بالكامل بعد أن يسقطها عن الحكم مهما يكن حجم المجزرة التي سوف يتعرض لها
الشعب الفلسطيني‏,

‏ ولكن لهذا الصعود المفاجيء لافيجدور
ليبرمان‏,‏ زعيم حزب إسرائيل بيتنا الذي يمكن أن يتحصل علي‏19‏ مقعدا في
الكنيست القادم ليصبح الحزب الثالث في البلاد بعد حزبي الليكود وكاديما‏,‏
ويقصي حزب العمل مؤسس الدولة الإسرائيلية عن مكانته ليصبح رابع أحزاب
إسرائيل الكبيرة‏!‏

ووجه العجب في هذا الصعود المفاجيء لافيجدور
ليبرمان‏,‏ أن الجميع يعترف بفاشيته وعنصريته وديما جوجيته وتخلف فكره‏,‏
فهو الذي هدد المصريين بضرب السد العالي بقنبلة نووية‏,‏ ويعتبر العرب
حثالة الأمم لا حل لهم سوي استخدام القوة‏,‏ ويتوعد المواطنين العرب في
إسرائيل بسحب حقوقهم السياسية‏,‏ أن لم يمتثلوا لقانون جديد‏,‏ يلزمهم
تحية العلم الإسرائيلي في المدارس والانتظام في خدمة جيش الدفاع
الاسرائيلي‏,‏ وأداء اليمين القانونية‏,‏ علي أن يكونوا مخلصين للدولة
اليهودية إن أرادوا البقاء في إسرائيل‏,‏ أوتهجيرهم إلي داخل غزة والضفة
إن رفضوا الأمتثال لهذا القانون‏..‏ فهل يمكن لمجتمع سوي يريد التعايش
والسلام أن يمنح لمثل هذا الفاشي هذه المساندة الواسعة التي ربما تعطيه
فرصة أن يكون رئيسا لوزراءاسرائيل لأن الفارق بينه وبين نيتانياهو قد لا
يتجاوز أربعة مقاعد‏!‏

إن أخطر ما في صعود ليبرمان المفاجيء هذه
الدلالة المخيفة التي تؤكد أن مصاعب السلام مع إسرائيل لا تكمن فقط في جيل
جديد من القادة الإسرائيليين غير قادر علي الحسم وإتخاذ القرار‏,‏ ولكن في
الطبيعة العدوانية المتزايدة للشعب الإسرائيلي التي تخاصم دينه وتاريخه‏,‏
وتزرع داخله عنصرية جديدة يزداد خطرها كل يوم‏,‏ تفوق عنصرية النازي
الألماني الذي ارتكب مذابح اليهود‏.‏

mmahasabo@yahoo.com