الأزمة في غرفة صناعة السينما‏!‏بقلم‏:‏ نادر عدلي

من طرف قسمة ونصيب الأربعاء فبراير 11, 2009 11:14 am

هوامش نقدية
بقلم‏:‏ نادر عدلي

الأزمة في غرفة صناعة السينما‏!‏

دون
اعداد مسبق‏,‏ وفي عجالة‏..‏ قرر مجلس ادارة غرفة صناعة السينما برئاسة
منيب شافعي عقد اجتماع طارئ‏..‏ لم تكن هناك ورقة عمل للجلسة الطارئة‏,‏
فالاجتماع جاء بناء علي رغبة بعض الكبار في الغرفة‏,‏ وفي صناعة السينما
المصرية ايضا‏.‏

المهم‏..‏ أن الاجتماع الطاريء انتهي الي إقرار أمرين في غاية الأهمية‏:‏
‏
{‏
الأمر الأول‏:‏ مواجهة تزايد أعمال القرصنة علي الافلام السينمائية‏(‏
التي اصبحت تباع علي الارصفة عيني عينك‏),‏ وتأثير عمليات سرقة الافلام
علي القدرة الانتاجية لاعضاء الغرفة‏.‏
‏
{‏ الامر الثاني‏:‏ ترشيد
الكلفة الانتاجية للافلام‏..‏ وهنا تحدثوا عن امرين الاول هو تقليص حجم
الدعاية للافلام التي اصبحت مكلفة وفيها مغالاة‏,‏ والثاني هو وضع اجور
النجوم في قائمة الترشيد‏.‏

ثم عقد بعد ذلك باسبوعين اجتماع آخر
حضره هذه المرة نقيب الممثلين والسينمائيين بينما تغيب بعض الاعضاء الكبار
الذين سعوا لعقد الاجتماع الطاريء اصلا‏.‏

ـ فما هي المسألة بالضبط؟

منذ‏100‏
يوم بالتمام والكمال‏,‏ كتبت في الاهرام مقالا بعنوان السينما المصرية
تبحث عن طوق نجاة‏..‏ مفقود‏..‏ واوضحت فيه أن الأزمة الاقتصادية العالمية
في طريقها للتأثير بشكل سلبي علي الإنتاج‏,‏ وصناعة السينما في مصر‏..‏
وأشرت الي ان ذلك بسبب حقيقتين‏,‏ الاولي هي الانكماش في السوق المحلية في
الايرادات‏(‏ قد تكون القرصنة أحد اسبابه ولكنها ليست اهمها‏),‏ والثاني
تناقص المبالغ أو الاموال التي تشتري بها المحطات الفضائية الفيلم المصري
نتيجة الازمة المالية العالمية‏.‏

ولان صناعة السينما في مصر تسير
بالبركة‏,‏ فإن ما نبهت اليه لم يثر انتباه كبار صناعة السينما ومحتكريها
الا بعد ثلاثة اشهر كاملة‏..‏ ولكن رد الفعل الايجابي للغرفة يدعو للفرح
لانها اصلا لا تتخذ أي قرار إلا من اجل المصالح الصغيرة لبعض اعضائها‏..‏
ومن هنا اساند الغرفة تماما في محاولة انقاذ صناعة السينما المصرية من
تعثر مخيف‏.‏

لكن‏..‏ تبقي كلمة مهمة‏,‏ وهي ان اجتماع الغرفة
الطاريء والعشوائي لا يمكن أن يحقق اي نتائج حقيقية ومؤثرة دون ان تكون
هناك ورقة عمل ودراسة وأرقام تظهر حجم الازمة القادمة‏,‏ وكيفية التغلب
علي القرصنة‏,‏ وما الترشيد الصحيح الذي لا يؤدي في النهاية الي خروج
السينما من حالة الانتعاش التي عاشتها في العامين الاخيرين الي عودة حميدة
لافلام المقاولات؟‏!.‏