إعمار غزة .. بين المسئولية..والاستجداء! بقلم : خالد إمام

.. وماذا بعد ؟!
إعمار غزة .. بين المسئولية..والاستجداء!
بقلم : خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg
من روما

العالم كله.. شرقه وغربه.. لديه قناعة
بأن القضية الفلسطينية وتوابعها وتداعياتها منذ ضاعت فلسطين حتي اليوم
بصفة عامة وقبل وأثناء وبعد العدوان الإسرائيلي علي غزة علي وجه الخصوص..
هي في أيادي أمينة طالما أن هذا الملف مع مصر.. وغير ذلك لا.

هذه القناعة ليست وليدة اليوم أو الموقف.. بل هي قناعة ترسخت عبر
عقود وزادت رسوخاً في الفترة الأخيرة.. خاصة في ظل التداعيات المخجلة التي
كان لبعض الأنظمة العربية وفي مقدمتها قطر وكذلك بعض الفلسطينيين الشاردين
دور البطولة فيها لحساب إيران وأجندتها.

.. وهذه القناعة أيضاً لم تأت من فراغ.. بل هي انعكاس أمين وصادق
للواقع.. فالكل يعلم ويؤمن بأن مصر هي التي حملت القضية منذ مولدها. وهي
التي دافعت عنها في المحافل الإقليمية والدولية. وهي التي احتضنت
الفلسطينيين يوم لم يجدوا مأوي سوي أرض الكنانة وشعبها الطيب المضياف. وهي
التي وقفت بالمرصاد حتي لا تطوي القضية طي النسيان أو تدخل الثلاجة أو يتم
تفتيتها أو ضياعها بأيدي العملاء من أصحابها.. وهي اليوم التي تقف وتناضل
لتحمي شعب غزة وتحقن دماءه وتسعي للتهدئة والمصالحة بين الفصائل وتثبيت
وقف إطلاق النار وفتح المعابر ورفع الحصار ثم الدخول في عملية السلام من
أجل إقامة الدولة الفلسطينية.


***



ورغم أن أوراق التوت قد سقطت من فوق عورات عملاء إيران بعد أن
تكشف هدف طهران الحقيقي ودور كل عميل سواء قطر أو حسن نصر الله أو خالد
مشعل أو الجماعة المحظورة وغيرهم ممن هم أقل حقارة منهم وبالتالي لا
يستحقون الذكر.. فإن البعض مازال يحاول كحلاوة روح ممسكاً بتلابيب الخيانة
والعمالة حتي آخر خيط فيها.. ويعتبر المسألة حياة أو موت بالنسبة له.

وسوف نأخذ مثلين من هؤلاء العملاء.. لنري الحقارة في أجلي صورها. والاستجداء كما يجب أن يكون.


وفي نفس الوقت سنري مصر الكبيرة والقوية كيف تتصرف بحكم موقعها ومكانتها بمسئولية وفهم.



***



في قمة الكويت.. أعلن الرئيس حسني مبارك عن عقد مؤتمر دولي في 2
مارس القادم في مصر يشارك فيه المجتمع الدولي لإعادة إعمار غزة بعد الدمار
الذي لحق بها نتيجة العدوان الإسرائيلي.

إذن.. المؤتمر تم الإعلان عنه وسيكون تحت رعاية مصر وعلي أرض مصر.. وتحدد يوم انعقاده.. والمشاركون فيه.. والهدف منه.


أي أن المؤتمر استوفي كافة الشروط الواجبة لعقده.


فجأة.. أعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم أن بلاده تنوي عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة!!


هل رأيتم قذارة و"جليطة" مثل هذه؟


قطر تعلن عن "نيتها" في عقد مؤتمر لنفس الغرض الذي أعلنته مصر.. ودون أن تحدد موعده ولا مكانه.. فماذا تسمون ذلك؟


ومع هذا.. بدأت الموافقات تصل إلي مصر من دول العالم "الثقيلة" للمشاركة في مؤتمر القاهرة 2 مارس.


فماذا يفعل العملاء؟


بدأوا يتجهون لنفس الدول التي أرسلت موافقاتها لمصر لدعم قطر أو بمعني
أصح دعم الشيخ حمد بن جاسم الحاكم الفعلي لهذه الإمارة التي أصبحت الآن في
حجم أحد شوارع شبرا بعد أن التهمت أمريكا معظم أراضيها لإقامة قاعدتي
العيديد والسيلية الممنوع الاقتراب منهما حتي ولو كان من الأسرة الحاكمة.


***



توجه صاحب قناة "الجزيرة" والتي تمولها إسرائيل حمد بن جاسم
بنفسه إلي تركيا وطلب من رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي دعم مؤتمر
قطر.. فأبلغه أن مصر أرسلت دعوتها إلي وزير الخارجية وتم قبول الدعوة..
فأسقط في يديه!

لم يكتف بذلك.. بل أرسل شماشرجي إيران وعميلها بين صفوف المقاومة
الفلسطينية خالد مشعل إلي السودان لإقناع الرئيس السوداني عمر البشير بنفس
المطلب.

يا ناس.. كفاكم غشاً وخداعاً ولعباً بمصائر الناس.. المسألة ليست من يعقد المؤتمر.. ولكن أين يعقد لمصلحة الفلسطينيين.


نقولها للمرة المليون لأن كل التكرار يعلم "......".. ولعلهم
يتعلمون.. إن مصر هي المسئولة والوحيدة عن التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار
والمصالحة بين الفصائل وإعمار غزة.. وهي المحور الرئيسي في عملية السلام..
ولن يتحقق أي شيء بدون مصر.. ألا يفهمون؟

ها هو نيكولاي ساركوزي رئيس فرنسا.. أعلنها مدوية أمس الأول أنه يؤيد مؤتمر 2 مارس.. وسوف يحضره.. ولن يحضر مؤتمراً سواه.


.. وها هو سيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا أكد أمس خلال المؤتمر
الصحفي العالمي مع الرئيس مبارك في روما قبوله دعوة الرئيس وحضوره المؤتمر
بصفتين كرئيس للحكومة الإيطالية وكرئيس لمجموعة الثماني الكبار.

إنها مصر.. يا شيخ حمد.. وأنصحك أن تلعب علي قدر حجمك.. أموالك لا تهم ولن تجدي.. الأهم هو صاحب المبدأ والموقف الثابت والمسئولية.


نعم إعمار غزة يحتاج أموالاً فهل أنتم في قطر أصحاب "بنك العالم"؟..
هناك رعاة كثيرون لا يقدمون التعهدات فقط بل سيدفعون لإعمار غزة بشرط أن
يكون المؤتمر في مصر.

.. ونعم إعمار غزة يحتاج أموالاً.. ولكن كيف سيتم الإعمار إذا كانت إسرائيل تحاصر غزة من البر والبحر والجو؟.


ألا يستدعي الأمر أولاً التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار والمصالحة بين
الفصائل والتوافق بين الفلسطينيين ثم فتح المعابر التي سيتم منها مرور
الآلات ومعدات إعادة الإعمار وأخيراً رفع الحصار؟ هل سيحدث كل هذا بدون
مصر.. أم بأموالك يا شيخ حمد أنت وإيران؟

صدقني أنا مشفق عليك وعلي مشعل وعلي إيران مما ينتظرها.. وليتكم تتركون الفلسطينيين في حالهم.. فنحن أدري بمصلحتهم منهم ومنكم.


يا شيخ حمد.. ألم تسمع أن غزة خط أحمر؟.. نصيحتي أن تبتعدوا عنه..
وتبحثوا عن ملعب آخر تمارسون فيه "ساديتكم" وتنفسون فيه عن أمراضكم
النفسية وعقدكم الشخصية.

ألا تهتدون.