في البيت والشغل‏!‏ بقلم‏:‏ نبيــل عـمـــر

من طرف صفاء الأربعاء فبراير 11, 2009 4:20 pm

في البيت والشغل‏!‏
بقلم‏:‏ نبيــل عـمـــر

يقول
المثل العامي القديم الرجل ما يزعلوش غير حاجتين يا فرشته‏..‏ يا فرشته‏,‏
أي فرشته في الشارع والمقصود بها أكل عيشه أو شغله‏,‏ وفرشته في بيته أي
فراشه مع شريك حياته والمقصود بها استقراره وسعادته‏!‏

وبالرغم من
قدم المثل إلا أنه يشبه الجواهر الثمينة يظل لامعا براقا يتجاوز الزمن
والمكان‏,‏ فالعمل والبيت هما هاجس أي إنسان في الحياة‏,‏ سواء كانت تلك
الحياة بسيطة بدائية أو معقدة عصرية‏!‏

وقبل أيام انخرطت جماعة
خاصة علي شبكة الإنترنت في حوار شيق عن البيت والشغل‏,‏ حوار باللغة
الانجليزية لأن بعض أعضاء الجماعة من الأجنبيات أو الأجانب المتزوجين من
مصريين‏,‏ وهذه رسائل متبادلة بينهم تستحق أن تعلن علي الملأ‏,‏ لأن ما
يناقش فيها يتجاوز هذه الجماعة التي لها بريد شخصي باسمها‏,‏ يتبادلون من
خلاله الأفكار والمشاعر الذاتية‏,‏ أو يمدون يد العون إلي بعضهم البعض
بحثا عن شقة للايجار أو مدرس خصوصي أو ممرضة أو معلومات خاصة عن مدينة
خارجية سوف يهاجر أو يسافر إليها أحد الأعضاء وهكذا‏.‏ وهذه الرسائل تكشف
بعمق عن طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه‏,‏ خاصة في الطبقة الوسطي منه‏.‏
والحوار بدأ برسالة من داليدا‏,‏ ولن أكتب الأسماء كاملة حرصا علي خصوصية
الجماعة‏,‏ وقالت فيها داليدا تحت عنوان أفكار ضربت رأسي‏,‏ أكتب لكم في
وقت مبكر جدا من صباح الأحد الأول من فبراير‏,‏ ولا أعرف السبب‏,‏ ربما
لأني محبطة‏,‏ فأنا أعمل في شركة معروفة قد تكون الأكبر في مجالها‏,‏
وأواجه جحيما من المشكلات مع الناس هنا‏,‏ أنهم عدوانيون يهاجمون دون
سبب‏,‏ وحين أدخل إلي مكتبي في الصباح أدعو في سري‏(‏ يارب عديها اليوم
علي خير‏),‏ أعرف أن كل شغل الآن فيه بلاوي كثيرة‏,‏ لكن العمل مع بشر
سيئين هو الأصعب علي الاطلاق‏!‏

وهناك فكرة أخري تشغلني عن
الزواج‏,‏ وحين أنظر حولي أجد مليون تجربة سيئة‏,‏ وقد ظللت أسأل نفسي‏:‏
لماذا أفكر في الزواج‏,‏ فأنا أستمتع بحياتي دون مسئوليات إضافية‏,‏ إجازة
نهاية الاسبوع ملكي وحدي‏,‏ استطيع الذهاب إلي السينما بحرية بعد الشغل أو
أعود إلي منزلي وأنام بعد صلاتي دون أن أكون مضطرة لتجهيز الطعام أو لعمل
شغل البيت‏,‏ استطيع التوقف عن الكلام مع العالم أجمع حين يتعكر مزاجي‏,‏
وليس لدي أي التزامات عائلية‏,‏ لكن الآخرين دائما يقولون لي إنني سوف
أعاني من الوحدة حين أكبر في السن‏,‏ وهذا يبدو صحيحا‏,‏ فقد أحتاج في
لحظات كثيرة إلي الحديث مع شخص يخصني‏,‏ لكنني لا أريد تحمل هذا العبء‏!‏

هذه أفكار مشوشة ضربت رأسي‏,‏ وأود أن تشاركوني فيها‏..‏

في
نفس اليوم ردت عليها ميمي قائلة‏:‏ سأتحدث عن الزواج‏,‏ فانا زوجة ولي بنت
صغيرة‏,‏ والزواج مسألة ليست سهلة أو صعبة‏,‏ ويمكن للطرفين أن يجعلاه
ناجحا أو العكس‏,‏ وهو ليس بهذا السوء إذا مضي قدما‏,‏ ومن المؤكد أنك حين
تكبرين في السن سوف تحتاجين شخصا إلي جوارك يقاسمك الحياة حتي لو كنت لا
تفتقدين هذا الشريك الآن‏,‏ فكري بجدية هل فعلا أنت تحتاجين إلي نصفك
الآخر‏,‏ نعم نصفك الآخر حتي لو تصورت أن حياتك الآن جيدة‏,‏ ماذا عن
مشاعرك وحبك وأنوثتك؟‏!..‏ قد تتحملين مسئوليات أكبر‏,‏ لكن شريكك
والمشاعر بينكما سوف تصنع الفرق‏.‏

ورد العضو شديد‏:‏ أحيانا يمر
الإنسان بحالات إحباط‏,‏ وفي كل مكان يوجد السيئون‏,‏ فلا تهتمي‏,‏ وكوني
عاقلة وحكيمة وطبيعية مع كل شخص في عملك‏,‏ وبالنسبة للزواج أعتقد أن
المرأة يمكن أن تبني لها مستقبلا مهنيا ويكون لها مجتمعها الخاص ودائرة من
الأصدقاء‏.‏

أما سيف فكتب مطولة هذا ملخصها‏:‏ عندك حق‏,‏ أنا أيضا
أعاني من بيئة العمل في مصر‏,‏ وقد سألت أصدقائي‏:‏ هل تفضلون مرتبات أعلي
أم بيئة عمل جيدة؟‏!,‏ فاختلفوا في الرد لكن من المؤكد أن الشخص يكره أن
يذهب إلي عمله كل صباح ليتقاتل مع الآخرين‏,‏ نستطيع أن ننجح في مواجهة
المشكلات وحلها‏,‏ لكن التعامل مع الناس العدوانيين أمر شائك للغاية‏,‏
ولذلك لك حق الاختيار بين الانتقال إلي مكان أكثر هدوءا حتي لو كان في غير
مهنتك القديمة‏,‏ أو البقاء ومحاولة ترويض العدوانيين‏.‏

وبالنسبة
للزواج‏..‏ فقد صادفت شخصيا نماذج كثيرة ناجحة‏,‏ لكنني أومن بأن الزواج
صداع‏,‏ قد يخففه اختيارك للشخص المناسب‏,‏ ولابد أن تتاح لك فرصة كبيرة
لاختبار شخصيته وعقده النفسية وردود أفعاله واتجاهاته‏,‏ خلال فترة خطوبة
ليست قصيرة‏,‏ فإذا نجح في الاختبار تأتي مرحلة الزواج‏,‏ وعليك أن تعرفي
أن الزواج مثل الحذاء الجديد صعب الارتداء في الأيام الأولي ثم نعتاد عليه
بعدها‏.‏

لكن مني اختارت أن تنصحها باستخدام الرشوة بحسن الأدب في
التعامل وتقديم الطعام‏,‏ وألا تفقد ابتسامتها أبدا مهما حصل‏,‏ أما عن
الزواج فقالت‏:‏ علي أقل من مهلك وحسب مشاعرك ونوع الحياة التي تريدين أن
تعيشيها‏..‏ عموما كلما واجهت مشكلة أو إحباطا اسألي نفسك‏:‏ هل يمكن أن
تؤثر في حياتي لعشر سنوات قادمة‏,‏ إذا كانت الاجابة لا فهي شيء بسيط يجب
ألا يفسد حالتك النفسية‏!‏

وتوالت الرسائل علي هذا المنوال‏..‏ فما رأيكم أنتم؟‏!‏