المشي فوق الأشواك بقلم:محسن محمد

المشي فوق الأشواك
بقلم:محسن محمد
حكايتنا مع إيران

سادت في العالم نغمة التفاؤل بحل الأزمة
بين أمريكا وإيران بعد اعلان أوباما بدأ اجراء حوار بين أمريكا وإيران
وترحيب أحمدي نجاد الرئيس الإيراني" بهذا الحوار .

ولكن هذا التفاؤل يخفي حقائق كثيرة.


عمر الجمهورية الإيرانية الإسلامية هذا الأسبوع ثلاثون عاماً..وباراك
أوباما عمره في البيت الأبيض أقل من شهر.. ومع ذلك تغير موقف أوباما من
الدولة الإيرانية الإسلامية تماماً.

خلال الحملة الانتخابية كان أوباما يقول إنه سيلجأ إلي الحوار مع إيران.


ولكن جوزيف بايدن نائب أوباما أعلن في ميونيخ أن علي إيران إما أن
تستمر في مسارها الحالي أي الاستمرار في تخصيب اليورانيوم والضغط عليها من
المجتمع الدولي أو أن تتخلي عن برنامجها النووي السري.

وقال بايدن إن أمريكا ستستمر في تطوير الدروع الصاروخية لمواجهة أي تهديد إيراني.


وفي الوقت نفسه طالبت انجيلا ميركيل المستشارة الألمانية بفرض عقوبات أقسي ضد إيران إذا لم تمتثل!


ولكن الإنذار الكبير والتهديد الحقيقي لإيران جاء من بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود في إسرائيل وأقوي السياسيين نفوذاً في بلاده.


قال:


- تسليح إيران النووي أخطر من الأزمة المالية العالمية وهو يمثل تهديداً مباشراً لإسرائيل.


وأضاف:


- التقيت بأوباما مرتين وتناول حديثنا مسألة إيران. وإذا فشلت
المباحثات بين أمريكا وإيران فستقع علي إسرائيل مسئولية القيام بعمل عسكري
ضدها. وقال العسكريون الأمريكيون إن إسرائيل تستطيع وحدها القيام بضرب
المفاعل النووي الإيراني.

هذا عن تخصيب إيران لليورانيوم واهتمام إسرائيل والغرب بذلك.


ولكن


- ماذا عن طموحات إيران الإقليمية أي في العالم العربي.


أعلن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن الثورة الإسلامية لم تعد محصورة بحدود إيران.


وقال الرئيس الإيراني السابق رافسنجاني الذي رشح نفسه رئيساً مرة أخري في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجري في يونيو القادم.


- إن سكان غزة وحزب الله ألحقوا هزيمة بإسرائيل بفضل النفوذ الإيراني.


وهذا ليس الاعتراف الوحيد بدور إيران مع حماس وتحريضها علي عدم مد التهدئة مما أدي إلي قيام العدوان الإسرائيلي علي غزة.


إن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أعلن من طهران ودمشق عن
ضرورة قيام مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية أي إلغاء المنظمة.

ومعروف أن إيران ضد المنظمة منذ قبلت الصلح مع إسرائيل.


وفي لقاء متقي وزير الخارجية الإيراني بالسفير السعودي في طهران قال الوزير:


- علي السعودية أن تدعم المقاومة الفلسطينية.


وفي واشنطن أعلن المسئولون في إدارة أوباما أنهم يدرسون زيادة الضغط علي إيران وفرض عقوبات جديدة عليها.


ومعروف أن أمريكا منعت الاستثمارات الأمريكية في حقول البترول والغاز
الإيراني وتطوير هذه الحقول أساسي لاستمرار ضخ كميات البترول الإيراني.

ومعروف أن أوباما سيلتقي لأول مرة بزعماء أوروبا في اجتماع ستراسبورج
لحلف الأطلسي. وستكون إيران علي رأس الموضوعات التي ستبحث في هذا
الاجتماع.

وكان الرئيس الأمريكي السابق بوش متردداً في ضرب إيران. ولكن رجال
أوباما يقولون إنهم سيضربون المفاعل النووي الإيراني وكذلك القواعد
الصاروخية الإيرانية. وهذه العملية ليست حرباً مثل تلك التي شنها بوش علي
العراق وأفغانستان أي أنها معركة محدودة إذا تمت.

نجيء للدول العربية.


اجتمع وزراء خارجية 9 دول عربية في أبوظبي يبحثون دور إيران في المنطقة وبالذات مع الفلسطينيين وضد منظمة التحرير.


وكان اهتمام الوزراء العرب بالذات دور إيران في حرب لبنان مع حزب الله ودورها في غزة.


وطالب الوزراء بمنع التدخل الخارجي. أي منع إيران.


إذا أضفنا إلي هذا كله أن إيران بدأت بالاستيلاء علي 3 جزر تابعة
لدولة الإمارات أدركنا أن الثورة الإسلامية لاتزال لها طموحات شاه إيران
الراحل مع اختلاف كبير هو أن الشاه حليف لأمريكا وإسرائيل وكان يعتمد علي
واشنطن أما الملالي فيكررون باستمرار رغبتهم في ضرب إسرائيل والقضاء عليها
ويعادون أمريكا بشدة ويتهمونها بأنها "الشيطان الكبير".

والآن


- إلي أين يقودنا هذا كله؟


إيران تحاول وتتدخل في الشئون العربية عن طريق حزب الله وحماس وإلي حد ما سوريا.


ولكنها تطمع في أكثر من ذلك ومن هنا تعادي مصر بشدة. والحملة الإعلامية ضد مصر حتي أثناء عدوان غزة وما بعدها كانت بتحريض إيران.


- إيران تحاول أن تكون دولة نووية مثل إسرائيل. وإذا كان العالم
العربي والإسلامي يتمني أن تكون هناك دولة إسلامية ثانية بعد باكستان تملك
السلاح النووي إلا أن إيران لا تريد أن تعطي نفسها والعالم العربي
والإسلامي ليتمني لها الوصول إلي هذا السلاح النووي.

وفي الوقت نفسه هل ستنتظر أمريكا وإسرائيل حتي تصل إيران إلي السلاح النووي وهل سيضربونها قبل ذلك.


هذا هو السؤال!؟


ساعدوا الإنتاج المصري


لولا قرار أصدره الرئيس الأمريكي أوباما إلزام الشركات الأمريكية التي
قدمت لها الحكومة أموالاً طائلة حتي لا تفلس أن تشتري الصلب الأمريكي وألا
يستعمل غيره في صناعة السيارات وغيرها.

وبدأ أوباما حملة عنوانها "اشتروا كل ما هو أمريكي".


ومن يدخل أي متجر كبير أو صغير في أمريكا فلن يجد فيه إلا سلعاً مستوردة من الصين وكوريا الجنوبية ودول جنوب شرق آسيا.


ومن هنا فالرئيس الأمريكي الذي يعرف أن العالم لا يستورد الآن السلع
الأمريكية يريد من الشعب الأمريكي أن يشتري إنتاج بلاده قبل أن يشتري
المستورد.

والأزمة المالية العالمية تغير نمط استهلاك الشعوب وتجعلها تفضل تشجيع مصانعها المحلية.


ونحن هنا في مصر يجب أن ننتهز الفرصة أيضاً.


كثير من السلع المصرية التي كانت تصدر إلي أوروبا وأمريكا فقدت الأسواق هناك بسبب الأزمة المالية.


ولو أن المصانع التي تنتج هذه السلع أعلنت أنها ستباع في مصر. وصنعت
أماكن بالذات لعرضها فقد يقبل عليها المصريون لأنهم يرون أن الأمريكيين
والأوروبيين يشترونها. وأغلب الدول التي اشتركت في الحرب العالمية الثانية
انتهزت فرصة هذه الحرب ومنع الاستيراد لتنشيء صناعات جديدة قوية.

أما كيف تم لها ذلك بفضل الاعتماد علي المواد المحلية الأولية وخبرة المهندسين المحليين.


ونحن يجب ألا نأخذ الأزمة المالية العالمية علي أنها شر كله.


لو اشترينا الإنتاج المصري قبل المستورد وأقمنا صناعة محلية فربما حققنا نهضة صناعية.


والفرص المتاحة لنا ليست قليلة ولكن المهم الفكرة والتنفيذ بجرأة.


الهجوم علي الملط


لا أفهم الحكمة من الهجوم علي الدكتور الملط لأنه ينتقد أخطاء الحكومة في تقاريره.


الدكتور الملط جزء من الحكومة ومن أجهزتها.


وعمله هو مساعدة الحكومة فهو يكشف لها أخطاء بعض أجهزتها الإدارية وكثير من الموظفين.


ولو تم تصحيح هذه الأخطاء فسيتوفر للحكومة المال اللازم لتنفيذ كثير
من مشروعاتها فلن يتسلل المال إلي جيوب بعض الموظفين غير الشرفاء وبعض
التجار الانتهازيين.

ولو أن الحكومة أفادت من تقارير الدكتور الملط لتم إصلاح الجهاز الإداري دون أن نحتاج إلي خبراء من الخارج.


ولكن!