مصر.. الزعامة الإقليمية التي أحلم بها مازلنا في حديث غزة..بقلم : محمد أبو الحديد

آخر الاسبوع
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
مصر.. الزعامة الإقليمية التي أحلم بها
مازلنا في حديث غزة..


فلقد كشف العدوان الإسرائيلي الأخير علي القطاع. بين ما كشف. أن العالم
العربي أصبح ساحة مفتوحة ومكشوفة. ومستباحة. لصراعات ومنافسات وتدخلات. من
دول عربية. وقوي إقليمية. وأطراف دولية. تتقاطع خطوطها. وتتضارب مصالحها.
رغم أنها تتحرك جميعاً تحت شعار واحد. هو القضية الفلسطينية.

وجرت محاولات. تابعناها جميعاً. لشق الصف العربي في ضوء الانقسام
الفلسطيني بين "فتح" و"حماس". وإحداث حالة من الاستقطاب الثنائي. تمس
الزعامة الإقليمية لمصر. وتسعي لإظهارها بأنها تقود بالكاد نصف العالم
العربي أو ثلثيه فقط. بينما تمسك قوة إقليمية أخري غير عربية. هي إيران.
بخيوط النصف أو الثلث الآخر. وتحاول أن تجعل منه صورة مكبرة ل "الثلث
المعطل" الذي فرضته في لبنان من خلال حزب الله.

ولقد تم ذلك كله. وسط ضجيج حملات إعلامية شرسة وصاخبة. استهدفت مصر
قيادة وحكومة وشعباً وجيشاً. بهدف إرباكها ووضعها في موضع الدفاع عن
نفسها. وكانت ضراوة هذه الحملات وصخبها. أشبه بنيران المدفعية الثقيلة
التي تسبق أي هجوم. وتصنع سحابات كثيفة من الدخان. يتمكن المهاجمون تحت
ستارها من التقدم.

وكان المعني الوحيد لذلك. أن المهاجمين يدركون جيداً أن مصر كبيرة.
وأن زعامتها راسخة. وأنها تقف بصلابة ضد مخططات شيطانية يريدون تمريرها.
وأنه لا سبيل لتمرير هذه المخططات الشيطانية. إلا بهذه الوسيلة.

وتصدت مصر لهذه المخططات. ولأصحابها. ولمن وراءهم.. وسعت إلي أن تجمع
في يدها خيوط الموقف.. سياسياً من خلال المبادرة المصرية التي اعتمدها
المجتمع الدولي. وقمة الكويت العربية. ومن خلال جمع كل الأطراف الفلسطينية
المختلفة في القاهرة.. واقتصادياً من خلال مؤتمر القاهرة الدولي لإعمار
غزة في مارس القادم.

لكن ذلك لم يمنع أن يظل الانقسام مستمراً.. ومحاولات تكريس الاستقطاب
الثنائي. والاستقطاع من زعامة مصر الإقليمية دائبة.. قمة الدوحة بحضور
الرئيس الإيراني.. في مواجهة قمة الكويت.. ومؤتمر قطر لإعمار غزة. في
مقابل مؤتمر مصر لنفس الغرض.

ولقد كتبت من قبل في هذا المكان. أتنبأ بأن الانقسام العربي هذه المرة لن يلتئم. وشرحت حيثيات ما تنبأت به.


واليوم أقول. إنني. مثل كل مصري يحب بلده. أحلم لمصر دائماً أن تكون
الأقوي. والأفضل. والأكثر نفوذاً وتأثيراً في محيطها. قولاً وعملاً.

ولقد رأيت أن أضع بعض أحلامي علي الورق. ما يتفق منها مع ما هو قائم.
وما يختلف عنه. في محاولة لأن أضيف. ولو بإثارة الحوار والجدل. شيئاً إلي
مسيرتنا الراهنة في ضوء ما كشفت عنه أحداث غزة وتوابعها من مخططات.




أسئلة مشروعة .. وتفكير بصوت عال



لقد أعلن الرئيس مبارك بحق في خطابه الأخير في عيد الشرطة.
أن مصر "ستبقي صاحبة الدور الأول. والمسئولة الرئيسية. لاعتبارات
الجغرافيا والتاريخ والحجم والمكانة".

وبديهي أن هذه الاعتبارات لاتعمل دائما بصورة آلية. ولاتصنع وحدها.
للدولة التي تملكها. زعامة في محيطها. وإنما لابد من خطط وسياسات نشطة ل
"تفعيل" هذه الاعتبارات وتعظيمها. وابقائها حية. ومضاعفة العائد منها. في
ضوء المتغيرات المحلية والاقليمية والعالمية.

والحق ان الرئيس مبارك في ادارته لأزمة غزة ومايتعلق منها بدور مصر
وزعامتها قد أثبت ادراكه العميق لهذه الحقيقة. واستطاع بالفعل. من خلال
تحركات واتصالات نشطة ومكثفة. ان يجمع كما قلت خيوط الموقف في يد مصر. وأن
يجعل القاهرة. هي التي تصب فيها أو تنطلق منها كل التحركات الهادفة الي
مواجهة توابع أزمة غزة. سواء علي الساحة الفلسطينية. أو العربية أو
العالمية.

ولا أدل علي ذلك من جولته الأوروبية التي شملت فرنسا وايطاليا وتركيا من أجل غزة والقضية الفلسطينية كلها.


لكنني .. وقد اصبحت الزعامة الاقليمية لمصر هي المستهدفة. وفي ضوء
مفاجأتنا بالحملات الهجومية السياسية والاعلامية. واضطرارنا الي التزام
سياسة "رد الفعل" قبل ان تتكشف لنا كل خيوط المؤامرة. ونملك زمام
المبادرة.. أري أننا في حاجة الي وقفة نطرح علي أنفسنا خلالها عددا مهما
من الأسئلة مثل:

* هل نحن في حاجة. في ضوء المتغيرات القائمة والقادمة. وماكشفت عنه
أحداث غزة. الي إعادة تحديد وصياغة اهدافنا واستراتيجياتنا. ومفهوم الأمن
القومي المصري ومحدداته وعلاقته بأمن الخليج. وأمن البحرين الأبيض
والأحمر. والأمن الاقليمي العربي. والأمن الافريقي.. ودول الجوار العربي
.. ايران .. تركيا .. اثيوبيا إلي آخره؟!

* هل الأفضل لتعزيز زعامتنا الاقليمية. أن نستجيب لمخططات شق العالم
العربي. ونترك لها الفرصة لتكريس انقسامه.. أم أن نتبع سياسة نشطة ومرنة
لاستعادة الفرقاء. واحتواء الممانعين بدلا من عزلهم.. وان نشعرهم ان مظلة
الزعامة الاقليمية لمصر تتسع للجميع وتحقق مصالح الجميع؟.

* هل الافضل لتعزيز زعامتنا الاقليمية. أن نكون علي علاقة أوثق
باسرائيل وأمريكا.. أم ان نحتفظ بمسافة متفاوتة بيننا وبين كل من
الدولتين. بحيث لايبدو أننا نعمل تحت مظلة أحد أو لحسابه. وانما فقط
لتحقيق المصالح المصرية والعربية العليا؟.

* اذا قلنا وهذا حقنا أن جيش مصر هو للدفاع فقط عن مصر وحماية
حدودها.. فهل الأفضل لتعزيز زعامتنا الاقليمية ان نقول ذلك ونسكت.. فيشعر
الآخرون. خاصة من يحتاجون الينا في العالم العربي. بأننا نتخلي عنهم
فيبحثون عن تحالفات خارجية تحميهم.. أم أن نقول ذلك ونبحث في نفس الوقت عن
بدائل سواء فردية. تشعر الآخرين بأن.. قوتنا الشاملة بكل عناصرها السياسية
والاقتصادية والعسكرية سند لهم وقت الشدة.. أو بدائل جماعية مثل إحياء
نظام الدفاع العربي والامن الجماعي المشترك؟.

وأضيف. توضيحاً لهذه النقطة. إنه لا توجد الآن دولة في العالم تتدخل
عسكرياً لصالح دولة أخري ما لم يكن لها مصلحة في ذلك تتعلق بأمنها القومي.

ولقد رأينا روسيا تجتاح بقواتها حدود جورجيا في صيف العام الماضي.
فلا تتدخل أمريكا عسكرياً لانقاذ جورجيا. رغم أنها التي تشجعها علي تحدي
الدب الروسي. وتغريها بالانضمام إلي حلف الأطلنطي.

ولم يتدخل الحلف الأطلنطي ذاته عسكرياً. ولو بصورة رمزية لإشعار جورجيا بمدي الفائدة التي ستعود عليها من الانضمام للحلف.


ولم يتدخل الاتحاد الأوروبي عسكرياً. سواء بصورة جماعية. أو فردية
لانقاذ جورجيا. لأن الجميع.. أمريكا وحلف الأطلنطي.. والاتحاد الأوروبي
بجميع أعضائه. وجد أن مصالحه مع روسيا أهم وأكبر من أن يعرضها للخطر من
أجل عيون جورجيا.

لكن كانت هناك بعض الترتيبات الأمنية الجماعية. مثل إيفاد مراقبين
عسكريين أوروبيين إلي جورجيا للتأكد من انسحاب روسيا بعد انتهاء عمليتها
العسكرية.. ولطمأنة جورجيا بصورة رمزية إلي عدم تخلي أوروبا عنها.

انتهي التوضيح.


* إذا كنا نقيم "حواراً استراتيجياً" بصفة دورية مع أمريكا باعتبارها القوة الأعظم في العالم. والأكثر تأثيراً في منطقتنا.


فهل نحتاج لتعزيز زعامتنا الإقليمية إلي إطلاق حوار استراتيجي مصري
عربي.. ومصري إيراني.. ومصري تركي.. ومصري إثيوبي. بحيث نتوصل في النهاية
إلي أرضيات مشتركة مع "كل" العرب. ومع "كل" القوي الإقليمية المتنافسة.
يحمي مصالحنا. ويعزز دورنا. ويضع قواعد مشتركة لضمان أمن الخليج وأمن
البحر الأحمر. ويحول دون استمرار الانقسام العربي.. أو تحول العالم العربي
إلي ساحة مستباحة لتدخلات غير مقننة من هذه القوة أو تلك؟!

* هل نحتاج لتعزيز زعامتنا الإقليمية إلي قوة ذاتية إضافية. أياً كان
نوعها. لدعم اعتبارات الجغرافيا والتاريخ والحجم والمكانة؟! وهل نحتاج إلي
سياسات ودبلوماسية "استباقية" تحقق أهدافها. أو تمنع آخرين من المساس
بمصالحنا. حتي لا نتحول. مثلما حدث في أزمة غزة في بداياتها إلي "رد فعل"
يدفع عن نفسه هجمات واتهامات مباغتة لم يتحسب لها؟!

وفي مجال القوة الذاتية الاضافية. أضرب مثلاً بإيران. دون أن يعني
ذلك أنني أؤيدها. أو أوافق بالضرورة علي مسلكها. أو أدعو للتشبه بها.

لكن.. إيران لديها لا بصورة ما بعض ما لدينا من اعتبارات الجغرافيا والتاريخ والحجم والمكانة.


ولديها ما ليس لدينا.. وهو أنها دولة بترولية من أكبر الدول المصدرة للبترول.. وهذا مصدر قوة إضافي.


ومع ذلك.. لجأت إيران إلي تعزيز هذه الاعتبارات جميعاً باطلاق برنامجها النووي.


وبصرف النظر عن أي شيء يتعلق بهذا البرنامج.. فالمعني الذي أريد
الوصول إليه. هو أنها امتلكت "كارتا" أو ورقة. جعلتها محورا من المحاور
التي يدور حولها العالم. اقترابا أو بعدا.

وان هذه الورقة أيا كانت قيمتها الحقيقية. سواء كانت هدفا أم مجرد
وسيلة تفاوضية تعطي لإيران الفرصة ان تحصل من المجتمع الدولي علي "اقصي
ثمن ممكن" عند التخلي عنها.

انتهي التوضيح.


ومع الفارق.. فان هذا يؤكد أهمية البرنامج النووي السلمي المصري وضرورة المضي فيه. خاصة انه يلقي مباركة عالمية.


لكنه يؤكد اكثر.. اهمية سياسة "خلق الكروت والأوراق" باستمرار لتعزيز المصالح العليا لمصر في كل وقت.


والخلاصة..


اننا لا يجب ان نكون في أي وقت.. مجرد رد فعل لسياسات أخري.


واننا لا يجب ان نلعب علي التعادل "حتي لا نخسر.. بل يجب ان نلعب للفوز حتي نفوز أو ندرك التعادل.


واننا يجب مهما تضاربت المصالح. ان نبحث عن ارضية مشتركة فيما يعزز مصالحنا وأمننا القومي. وان نحتفظ ب "شعرة معاوية" مع كل الاطراف.


إذا اتفقنا علي ذلك. فإن السؤال بعده هو:


كيف يتحقق؟!


والحديث متصل.









من أجندة الأسبوع



** لوكسمبورج. وبلجيكا. من اصغر الدول الأوروبية.. ومع ذلك
نجحت كل منهما بالاتفاق لا بالانشقاق في أن تخلق لنفسها دورا في القارة
يفوق حجمها بكثير حتي ان معظم مؤسسات الاتحاد الأوروبي الذي يضم دول
القارة كلها.. إما في بروكسل أو لكسمبورج.

والكلام ل .. قطر.


** ربما لا يعرف الكثيرون ان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي
ترك البيت الابيض في 20 يناير الماضي. كان أول رئيس في تاريخ أمريكا يحمل
ماجستير في إدارة الأعمال.. ومن جامعة هارفارد.

المعلومة وردت في مقال نشرته صحيفة "لوموند ديبلوماتك" الفرنسية
الشهرية في عددها لهذا الشهر.. والمقال لاستاذ مساعد بجامعة "تافتز"
الأمريكية.

والمعلومة تقتضي بيانا يصدر من كل جمعيات ومنظمات إدارة الأعمال في العالم. تتبرأ


من بوش. بعد الخسائر العسكرية والاقتصادية والسياسية التي أدت إليها "إدارته" لأعمال أمريكا علي مدي 8 سنوات.


* * رأس فلافيو.. ورجل جلبرتو.. هل يمكن استنساخهما أو تصنيع مثلهما في مصر؟!





عاجل.. إلي وزير التعليم



* * إبراهيم إبراهيم مرعي. مدير مدرسة عادل عبيدو التجريبية
لغات بقرية وردان. التابعة لإدارة منشأة القناطر التعليمية محافظة 6
أكتوبر. يعتبر المدرسة ملكية خاصة يطبق فيها قوانينه.. لا قوانين التعليم
أو قرارات وزيره.

عندما انتقلت السيدة/ هدي محمد حسين إلي المدرسة. مرقاة إلي درجة
وكيل رياض أطفال اعدادي. وهي خريجة أول دفعة في كلية رياض الأطفال. وأقدم
من يحمل هذا المؤهل في الإدارة التعليمية كلها. وأصغر وكيلة سنا.. رفض أن
يعطيها الاختصاصات المقررة لمنصبها وتركها بلا عمل. رغم أنها قدمت له
المنشور الوزاري الذي ينص علي هذه الاختصاصات.

فهو يعتبر رياض الأطفال "الدجاجة التي تبيض له ذهبا". ولذلك يتكتم
جميع الأمور المالية التي تتعلق بها.. حتي لا يكشفها أحد. ولا يشاركه في
إدارة رياض الأطفال أحد.

صباح الاثنين الماضي... جمع المدير كل مدرسات رياض الأطفال في
المدرسة.. ثم استدعي مدرسة قريبة له من مدرسة أخري خلال اليوم الدراسي.
لكي تؤدب السيدة/ هدي بفاصل من الردح. في حضور كل المدرسات والعاملين
لإرهابها حتي تتوقف عن المطالبة بحقوقها.

أرسلت السيدة/ هدي مذكرة بالواقعة إلي مدير الإدارة التعليمية عن
طريق الفاكس في ذات اليوم 9/2/2009 فلم يتحرك.. ولم يكلف خاطره ارسال
مندوب ولو للتحري عن صحة الواقعة.. فمدير المدرسة. ومدير الإدارة
التعليمية. كلاهما كاتم أسرار الآخر.

أطلب من الصديق الرقيق الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم
ارسال لجنة قانونية ولجنة مالية للتحقيق. سواء في إدارة المدرسة. أو في
الإدارة التعليمية. وأن تسأل مدير المدرسة عن مؤهلاته.. وأن تطلب الاطلاع
علي كشوف توزيع الحوافز ونسبها ولماذا لم يترك الوكيلة بلا عمل ويمنعها من
ممارسة اختصاصاتها.. وأن تتحري عن الأموال التي يدفعها أولياء أمور طلبة
رياض الأطفال.. وأن تعرف لماذا يسانده مدير الإدارة التعليمية علي طول
الخط؟

إن شعور المعلم أو المعلمة بالانصاف في مدرسته. هو أولي خطوات استقرار العملية التعليمية ونجاحها.