التنافس نعم.. التآمر لا!بقلم: محمد علي إبراهيم

من طرف samey الأربعاء فبراير 11, 2009 10:30 pm

حكايات اسبوعية
بقلم: محمد علي إبراهيم
التنافس نعم.. التآمر لا!

التنافس نعم.. التآمر لا!بقلم: محمد علي إبراهيم M%20ali

بدا للبعض أن دولة قطر تريد إزاحة مصر والسعودية من مكانيهما كدولتين
أساسيتين في الوطن العربي.. غضب البعض لأن مصر تركت الغير يتقافزون علي
دورها التاريخي وينزعون عنها أمضي أسلحتها وهي القضية الفلسطينية.

للأسف نجحت قطر في إرسال رسالة إلي الرأي العام بالمنطقة العربية أن
كل الذين ينادون بعملية السلام جبناء.. وانهم وحدهم الشجعان ومعهم طبعاً
سوريا وإيران.. الشجاعة في نظرهم أن نقف مع الشارع الغاضب! حسناً وماذا
بعد الغضب إما الحرب أو الشجب!! إما القدرة علي خوض حرب كدولة وهذا لا
يتوفر لقطر.. أو التمسك بمقاومات أخري في لبنان وفلسطين تشاكس وتناور
بعيداً عن قطر وسوريا وإيران.. وهذا هو الأرجح.

قطر لا تملك مقومات الدولة المحاربة.. لكنها تملك المال.. والمال
تغدقه علي فصائل المقاومة كحماس وحزب الله.. هذا المنطق في الانفاق لا
يجعل قطر دولة. وإنما يجعلها بنكاً.. والبنوك لا تلعب أدواراً سياسية..
لكن الدوحة أرادت أن يكون لها هذا الدور.

الدوحة يحتلها الأمريكان برضائها.. قاعدتهم العسكرية فيها لو انطلقت
منها صواريخ لضرب عاصمة عربية أو أقلعت طائرات مقاتلة لمهاجمة دولة أخري
لما استطاعت الدوحة عصيان الأمر.. من ثم فإن التشدد الذي تلجأ إليه
والممانعة التي تحاول الانتماء إليها لن يغنيا عنها في شيء.. قطر "مكشوفة"
للجميع.. الدوحة تخشي شر إيران خاصة بالنسبة لحقول الغاز القطرية ولذلك
تقوم بتنفيذ مخططات طهران في المنطقة أكثر من السوريين.

الدوحة تتصور أنها طالما عرضت دفع 500 مليون دولار فدية لإطلاق سراح
الجندي شاليط. وطالما دفعت 400 مليون دولار لإطلاق سراح الممرضات
البلغاريات ال 13 من ليبيا وطالما دفعت 150 مليون دولار لتقنع الفرقاء
اللبنانيين بعقد اجتماع في الدوحة للاتفاق علي رئيس كانوا متفقين عليه
أساساً. فإنها تتعامل مع نفسها علي اعتبار أنها دولة عظمي طالما تطبق
دبلوماسية الشيكات والحقائب المليئة بالنقود!! الدول لا تأخذ مكانتها
بنقودها.. فدولة كقطر جيشها من باكستان والبنغال. ويحميها الأمريكان
وأميرها انقلب علي والده بأوامر واشنطن ورئيس وزرائها أكبر كذاب في
التاريخ. لا يمكن أن تكون منافساً لمصر.

أعترض علي كل من يقول إن الدوحة خطفت دور القاهرة.. غير صحيح.. الدوحة تتآمر علي القاهرة نعم.

أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير علي غزة.. وبالتحديد بعده ب 3 أيام
اتصل وزير خارجية الأردن بوزيرنا أحمد أبو الغيط طالبا التنسيق معه للدعوة
لاجتماع وزاري عربي وتم إبلاغ عمرو موسي أمين الجامعة العربية بذلك.. وبدأ
موسي وأبوالغيط والوزير الأردني يخططون للاجتماع.. قفزت قطر وطالبت بعقد
قمة عربية وذلك في الاجتماع الوزاري الذي عقد بمقر الجامعة العربية
بالقاهرة.. كان رأي مصر الذي أعلنته علي لسان وزيرها أن القمة العربية
ستكون للشجب والإدانة والأفضل التوجه لمجلس الأمن.. لكن الوزير القطري قال
إنه لا فائدة من مجلس الأمن وأن العرب لن يستطيعوا إصدار قرار منه.. هنا
تظهر الحرفية المصرية السياسية. ويتضح كيف أن الدولة لا تكون بنقودها ولكن
بحرفية سياسييها ومسئوليها.. تصادف أن تأخر طرح المشروع العربي علي مجلس
الأمن وفي هذه الأثناء قدمت بريطانيا مشروع قرار آخر. تلقفته مصر والأمين
العام للجامعة العربية والسعودية لتصوغ مشروعاً يقترب إلي حد كبير من
المشروع العربي.. لكن المشروع كان يتهدده "الفيتو" الأمريكي.. قطر ذهبت من
الباب الخلفي لأمريكا وللدول الخمس دائمة العضوية والدول الأعضاء غير
الدائمين وللدول العربية وحاولت جاهدة إقناعهم برفض المشروع المقدم من
بريطانيا والمدعوم بقوي عربية فاعلة.. لماذا ترفض الدوحة مشروعاً لوقف
إطلاق النار صادراً من أعلي هيئة دولية في العالم إذا كانت تريد فعلاً
تحقيق فائدة لقطاع غزة وإنقاذها من جحافل غاشمة معتدية تقتل وتدمر.. ولا
تبقي ولا تذر؟ كانت تنفذ أوامر إيران ورغبة سوريا.. من ثم فقطر لا يمكن أن
تكون دولة لأن أول ما يميز الدول هو استقلال القرار.. ونسوق للذين يلومون
مصر ما حدث ليحكموا علي الدوحة وشجاعتها وقناتها الفضائية ودلالها علي
أمريكا وإسرائيل.

كانت الدوحة تتصور أن واشنطن ستصوت بالاعتراض علي القرار المقدم
لمجلس الأمن مجاملة لها ولإسرائيل.. كان التصويت اختباراً حقيقياً لأموال
قطر ونفوذها.. امتنعت أمريكا عن التصويت.. وليس هذا فقط ولكن صدر قرار
مجلس الأمن وفيه ثلاث إشارات إلي المبادرة المصرية التي أعلنها الرئيس
مبارك.. وعفواً فهذه قيمة مصر. لم يحدث أن صدر قرار لمجلس الأمن فيه إشارة
لمصر إلا هذه المرة.. العالم يعرف قدرنا.. ونحن لا نعرف قدر أنفسنا!

إذا كان الخيار بين مصر وقطر.. فإن أحداً لا يفكر!. من أجل هذا سعت
قطر إلي عقد مؤ تمر الدوحة الطاريء لتكيد لمصر وتستصدر قراراً من الدول
العربية التي ستحضره بأن المبادرة المصرية غير ملزمة للعرب.. ليس هذا فقط
ولكنها هددت بتجميد مبادرة السلام العربية وقطع العلاقات مع إسرائيل..
التهديد كان تآمراً صريحاً ضد القاهرة.. وكانت مشكلتهم هي اكتمال النصاب
القانوني وأرسلوا حقائب أموال إلي جيبوتي والصومال وجزر القمر ليحضروا
ويكتمل النصاب. ورغم موافقتهم إلا أن النصاب لم يتحقق.. اتصلوا برئيس
وزراء المغرب في أوروبا وقالوا له إننا نريد أن تكون المغرب الدولة
السادسة عشرة. وكذب حمد بن جاسم في هذا الاتصال الهاتفي لأن النصاب كان 14
فقط فوافق المسئول المغربي لكنه عرف الحقيقة فامتنع.. وقالوا نفس الكلام
للشيخ خليفة بن زايد رئيس الإمارات مؤكدين أن لديهم 15 دولة ويريدون أن
تكون الإمارات الدولة السادسة عشرة. . وافق الرجل ثم عندما اكتشف التوريط
اعتذر.. حمد بن جاسم يتصرف كرجل متآمر وليس كمسئول في دولة يفترض أن لها
ثوابت وأعرافاً.

والحقيقة أن الرئيس السوري بشار الأسد كان يعرف قيمة مصر دولياً.
لأنه عندما ذهب إليه الرئيس ساركوزي الشهر الماضي قادماً من القاهرة. رفض
تأييد المبادرة المصرية وقال لنعقد قمة عربية بمن حضر.. كان متأكداً من
عدم اكتمال النصاب.. لأنه لا أحد يتنافس مع مصر في مناطق معينة هي الأهم.

لقد سقت هذه التفاصيل لأدلل علي أن قطر لا تتنافس مع مصر. ولكنها
تتآمر عليها.. ونفس ما حدث في مشروع قرار مجلس الأمن. حدث في مؤتمر الدوحة
الذي انعقد بعيداً عن مظلة الجامعة العربية.. وحدث كذلك في محاولة سرقة
مؤتمر إعمار غزة و التآمر علي إفساده.. تصور الشيخ حمد بن جاسم رئيس
الوزراء القطري أن مسارعته بعرض فدية لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد
شاليط "والذي يحمل الجنسية الفرنسية" ودفعهم أموالاً ضخمة لإطلاق سراح
الممرضات البلغاريات بناءً علي طلب الرئيس ساركوزي وفرنسا.. ودفعهم
أموالاً للفرقاء اللبنانيين لإصلاح ذات البين بينهم ومساعدتهم علي اختيار
الرئيس.. تصور المسئول القطري الضخم الجثة والعقل أن هذا سيشفع له عند
الرئيس ساركوزي لينتقد مصر في الإليزيه ويهاجم مؤتمر الاعمار الذي تنوي
عقده لكن ساركوزي أوقفه عند حده وطلب منه عدم انتقاد مصر أو أي شيء يمسها
في حضوره أو علي أرض فرنسية.. هذه مصر الدولة.. وهؤلاء أشقاؤها الصغار
الذين لا يقوون علي التفكير في شيء ويخصصون وقتهم للتآمر وإلقاء الأحجار
والطوب علي كل من لا يأتمر بأوامر إيران!!

الرهان علي مستقبل المنطقة

"لا شك أن العام الحالي وبداية العام القادم سيشهدان حسماً
لأمور كثيرة أهمها في رأي كثيرين مستقبل القضية الفلسطينية والعلاقات مع
إسرائيل.

والرئيس مبارك وهو يقوم بجولته الأوروبية الحالية لا يسعي إلي ترسيخ
مكانة حققتها مصر منذ زمن بعيد. ولا ينافس علي مؤتمر أو اجتماع أو
قرارات.. ولكن الرئيس مبارك يسعي إلي ترسيخ مفهوم هام هو أن العرب هم
السوق الاستهلاكية الأولي لألمانيا وفرنسا وإيطاليا واسبانيا وانجلترا..
ومن ثم فجنوب البحر المتوسط هو حزام الأمن القومي لأوروبا.. بعد فاجعة غزة
يستطيع العرب. والرئيس مبارك تحديداً بما له من علاقات مع حكام أوروبا
وصداقات مع زعمائها أن يطالبهم بموقف حاسم إزاء النزاع الفلسطيني
الإسرائيلي حتي يأمنوا تداعيات جنوب المتوسط الذي التهب.

الرئيس مبارك في جولته الأوروبية يهتم بأن يذكر الساسة الأوروبيين أن
الدم يولد الدم.. والعنف في هذا الجزء من العالم يتغذي وينمو علي
الإجراءات والأعمال العدوانية المتطرفة.. والحقيقة انني شخصياً أخشي أن
تكون النتيجة الحتمية لمثل هذه المآسي هي تحول البعض رغم قلة عددهم من
العرب والمسلمين المعتدلين وطالبي السلام إلي التطرف.

بصراحة شديدة يثق العالم كله في الرئيس مبارك وهو يتحرك يميناً
ويساراً لإحلال السلام في الشرق الأوسط وتثبيت التهدئة وفتح المعابر ورفع
الحصار. لكن الآن علي أوروبا والعالم أن تختار بين أمرين لا ثالث لهما..
إما السماح للفلسطينيين أن يكون لديهم وطن وأمل أو مواجهة العواقب
الوخيمة.

لقد قال الرئيس مبارك في خطابه أمام قمة الكويت الاقتصادية: اننا لا
نريد أن تكون القضية الفلسطينية هي قضية الفرص المهدرة.. فالرؤية والأمل
بمستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين قد تم استبدالهما بنوع من العقاب
الجماعي ربما لا يماثله عقاب آخر سوي ممارسات العصور المظلمة.

إسرائيل تستخدم - للأسف - قوة وحشية لإخضاع أعدائها والإفلات دونما
عقاب.. لكن هل يستمر ذلك.. لقد كتبت في العدد الأسبوعي يوم الخميس الماضي
أن هناك جبلا حليدياً كامنا تحت السطح لا تراه إلا العيون الخبيرة صاحبة
الرؤية والبصيرة مثل الرئيس مبارك.. هذا الجبل هو الشباب الفلسطيني البائس
الذي تتكاتف الظروف الإقليمية والدولية ضده ليحدث انفجار لم يعهد العالم
مثيلاً له.. سيكون السبب فيه هؤلاء الشبان الذين فقدوا عوائلهم والآباء
الذين راحت فلذات أكبادهم والأمهات اللاتي يجلس أزواجهن في المنزل بلا
مورد رزق أو طعام والثكالي اللاتي يموت أطفالهن من جراء القصف الإسرائيلي
أو قسوة الحصار وندرة الطعام واستحالة العلاج.. مستقبل الجميع قاتم والأمل
المفروض أن يبحث الإنسان عنه حتي آخر العمر ضاع وتلاشي.

الرئيس مبارك خاطب الفلسطينيين أكثر من مرة قائلاً: ساعدونا كي
نساعدكم.. لا يمكن أن نساعد أشقاءنا وهم منقسمون ويقتلون بعضهم بعضاً
ويتنازعون أمرهم بينهم.. وهو الآن يوضح للعالم المتحضر ولأصدقاء إسرائيل
من الأوروبيين أن علي إسرائيل وحكومتها القادمة - أياً كانت هويتها - أن
تقبل بخطة السلام العربية كاملة بوصفها أساساً للمفاوضات الهادفة وعليها
أن ترفع الحصار الجائر نهائياً ولا تلجأ إليه مستقبلاً.

إن التجاذب الحاصل في المنطقة - كما يوضح الرئيس مبارك - يعطي للتطرف
مبررات. وللإرهاب مساندة وللعنف تشجيعاً.. الأمور ليست إعماراً فقط أو دفع
أموال لقوم يعانون الأمرين طوال سنوات. لكن الأمور تحتاج حلاً دائماً
وشاملاً.. حلاً لا يترك للتطرف الإسرائيلي أو العنف العربي مجالاً للعمل..
حان وقت اغلاق القضية الفلسطينية.. لأن تركها معلقة يجعل هذا يرهنها
لحسابه وذاك يسخرها لخدمة أهدافه ومخططاته ولا أحد يسأل عن مصلحة الشعب
الفلسطيني.. أعتقد أن هذه هي الرسالة التي ينقلها الرئيس مبارك لقادة
أوروبا إلي جانب ما جري تنفيذه من خطوات إيجابية للتهدئة والإعمار
والمصالحة.. لكن يظل الهدف الأسمي والأبعد هو السلام الشامل.

لقاء الحضارات وليس صراعها ..

إيطاليا وفرنسا يخطبان ود مصر !

الاحتفاء والدفء اللذان قوبل بهما الرئيس حسني مبارك في
إيطاليا وفرنسا يعكسان حقيقة لا جدال عليها.. البلدان يتنافسان علي خطب ود
مصر وبإلحاح.. وقد ظهر ذلك في إصرار بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا
وساركوزي الرئيس الفرنسي علي حضور المؤتمر الدولي لإعمار غزة الذي يعقد في
القاهرة 2 مارس القادم.. جميعنا يعرف أن المؤتمر علي مستوي وزراء الخارجية
وليس من البروتوكول حضور رؤساء جمهوريات أو رؤساء وزراء لفعالياته.. ولكن
أنظروا إلي من يحضره انهما بيرلسكوني وساركوزي المتنافسان التقليديان
لبعضهما في أوروبا.. يتنافسان في كل تجارة من الموضة وحتي النبيذ.. من
الأزياء الرجالي والحريمي والجلود إلي السيارات وسباقاتها.. من كرة القدم
إلي ألعاب القوي.. التنافس بينهما في كل شيء.. أحيانا تكون فرنسا الأولي
وإيطاليا الثانية وأحيانا أخري العكس.

عندما طرح الرئيس ساركوزي فكرة الاتحاد من أجل المتوسط عارضه
بيرلسكوني وميركل بشدة وقالا انه سيهدم الاتحاد الأوروبي.. وعندما سعي
ساركوزي لاشراك مصر في رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط. سارعت إيطاليا
واستبقت إعلان الاتحاد المتوسطي بعقد قمة شراكة استراتيجية معززة بين روما
والقاهرة.. لم توقع روما مشاركة استراتيجية مع دولة أخري سوي مصر..

وإذا كان الرئيس الفرنسي ساركوزي استطاع أن يحافظ علي علاقات بلاده
الطيبة مع مصر التي بلغت مكانة عالية أيام حكم الرئيسين ميتران وشيراك.
فان رئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني وقع مع مصر أكثر من مذكرة تفاهم حول
عدد من المشاركات والاستراتيجيات. وجميعها هي الأولي من نوعها لإيطاليا..
فهناك اتفاقية لحماية التراث التاريخي والثقافي بين البلدين ومذكرة لترميم
المتحف المصري وتحويله لمتحف خاص في القطع الأثرية النادرة كما أن هناك
مذكرة أخري في مجال الصيد والزراعة واتفاقية لتقديم الخبرة الفنية لهيئة
السكك الحديدية وتجديد القطارات.

في إيطاليا وفرنسا سمعنا من الصحفيين في كلتا الدولتين تعبيراً
واحداً وهو أن الدولتين ومعهما مصر أبناء لحضارة المتوسط.. حضارة اعتدال
ووسطية.. بوتقة امتزاج وانصهار وذوبان.

في خضم الأزمة المالية العالمية. وفي وقت تتراجع فيه الدول
الاقتصادية الكبري عن تنفيذ تعهداتها المالية نجد أن دولة كإيطاليا أصرت
علي تنفيذ اتفاقها مع وزارة البترول بالاستثمار في حقول أبي قير البحرية
باجمالي استثمارات قدره 2.3 مليار دولار.. هذا الاتفاق هو الوحيد الذي لم
تؤجله إيطاليا وأصرت علي استكماله رغم قيامها بتأجيل مشروعات اقتصادية
أخري.. إيطاليا أيضا مازالت مستمرة في مبادلة الديون مع مصر رغم الأزمة
العالمية وهي تساهم بكفاءة في حماية البيئة بأماكن عديدة مثل واحة سيوة
ومحمية وادي الريان ودعم جبل علبة والتراث الحضاري في سقارة والفيوم.

عام 2009 هو عام مصر - إيطاليا للعلوم والتكنولوجيا والقاهرة هي ضيف شرف معرض تورينو الدولي للكتاب في مايو هذا العام.

إيطاليا لم تسحب أي مشروع أو تجمده مع مصر. وكذلك فرنسا.. الأوروبيون
ليسوا ملائكة وهم يختلفون معنا كثيراً ويدعمون إسرائيل سياسياً. لكنهم
أيضا يعرفون قدر مصر وقيمتها وامكانياتها العلمية والفنية والحضارية..

الدول الكبري تهتم بمصر الدولة ذات الموقع الجغرافي الهام وهم ليسوا
مثل بعض الدول العربية الصغيرة التي تريد فرض رأيها "بنقودها".. الدول
الكبري تستثمر المليارات في مصر ولا تشترط ولا تطلب تنازلات ولا تملي آراء
سياسية ولا تتدخل في سياسات.. بينما علي الجانب الآخر تجد في صحرائنا
شُعثا غبراً يتطاولون في البنيان وتصور لهم نقودهم "وقناتهم" انهم دولة
عظمي. مع أن الدول الحقيقية لا تقاس أبداً بحكم الانفاق والثروات والقنوات
الفضائية..

الدول لها حجم إنتاج ومعدل استهلاك ولابد أن يكون الإنتاج من عدة
مصادر للدخل وليس مصدراً واحداً كما تحاول قطر أن تفرض رأيها علي الجميع..
لذلك لن تنتقل أبداً من مصاف "المشايخ" إلي "الدويلات"!