الكرة في الملعب الفلسطيني بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد‏

من طرف ادهم الخميس فبراير 12, 2009 10:15 am

نقطة نور
بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد‏

الكرة في الملعب الفلسطيني

لم
يقدم الإسرائيليون في انتخاباتهم الأخيرة أمس أية اجابات واضحة علي سؤال
الحرب والسلام‏,‏ الذي يشكل أهم التحديات التي سوف تتعامل معها حكومة
إسرائيل الجديدة‏,‏ التي ربما يصعب معرفة تركيبها وتحديد حقيقة وجهتها قبل
عدة اسابيع قادمة‏.‏

في ظل حصول تسيبي لفني رئيسة حزب كاديما
علي‏30‏ مقعدا مقابل‏28‏ مقعدا حصل عليها بنيامين نيتانياهو‏,‏ الأمر الذي
يفرض علي رئيس دولة إسرائيل شيمون بيريز‏,‏ أن يمنحها الفرصة الأولي في
محاولة تشكيل الحكومة الجديدة رغم أن مجمل الأصوات التي حصلت عليها
الأحزاب التي يمكن أن تنضم الي تحالف كاديما‏,‏ الذي ينحاز إلي تسوية
سياسية للصراع العربي الإسرائيلي تقوم علي حل الدولتين‏,‏ لايشكل اغلبية
كافية لتشكيل تحالف حاكم‏.‏

ومن ثم تظل هناك فرصة ثانية لبنيامين
نيتانياهو يحاول خلالها تشكيل حكومة جديدة رغم تفوق رئيسة حزب كاديما عليه
بمقعدين إذا ما فشلت لفني في تشكيل تحالف حاكم‏,‏ لأن احزاب اليمين التي
يمكن ان تشارك في تحالف يرأسه بنيامين نيتانياهو تحصلت علي اغلبية واضحة
في مقاعد الكنيست‏.‏

والواضح ان معطيات هذه الانتخابات في صورتها
الأخيرة تزيد الموقف الإسرائيلي تعقيدا وتزيد من صعوبة معرفة اتجاه الريح
القادمة‏,‏ لأنها لاتعطي لأي من الخيارين‏,‏ خيار السلام الذي تدعو إليه
تسيبي لفني من خلال الالتزام باستئناف التفاوض الفلسطيني‏,‏ وخيار الحرب
الذي تبناه بنيامين نيتانياهو وهو يؤكد في حملته الانتخابية

عزمه‏,‏
علي اجتياح قطاع غزة مرة ثانية لإسقاط حكم حماس واستئصال وجودها في القطاع
إذا ما أصبح رئيسا للوزراء انتصارا واضحا يتجسد في انحياز غالبية
الإسرائيليين الي جانب خيار دون آخر‏,‏ رغم تزايد فرص نجاح اتفاق التهدئة
الطويلة الأمد‏,‏ الذي بات مؤكدا انه سوف ينطوي الي جوار وقف اطلاق النار
علي صفقة موازية‏

‏ يتم من خلالها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي
جلعاد شليط مقابل الإفراج عن الف اسير فلسطيني بينهم عدد من قادة حماس‏,‏
ورغم المناخ الدولي المواتي الذي يحبذ الإسراع بحل الدولتين حفاظا علي
استقرار المنطقة‏,‏ ورغم تأكيدات الرئيس الأمريكي أوباما بعزمه علي
الانشغال بإنجاز تسوية عاجلة للصراع تقوم علي حل الدولتين‏.‏

وما
يزيد من تعقيد الموقف الإسرائيلي غياب ثقة الجمهور الإسرائيلي في كل قادة
أحزابه وكتله السياسية‏,‏ الذي لايري في بنيامين نيتانياهو سوي مجرد فقاعة
كبيرة يصعب الوثوق به‏,‏ ويعتقد أن وزيرة الخارجية تسيبي لفني رغم نظافة
مسلكها اصغر كثيرا من أن تتحمل مسئولية قرار الحرب والسلام‏,‏ ويعتبر رئيس
حزب العمل يهودا أبراك مجرد مغرور يعاني انقسام الشخصية وتضخم الذات‏

أما
ليبيرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا فهو فاشي ديماجوجي اجوف وربما يكون تشكيل
حكومة وحدة وطنية تضم كل هذه المتناقضات هو المخرج الملائم لقادة اسرائيل
من هذا المأزق‏,‏ الأمر الذي يضع الكرة في الملعب الفلسطيني الذي لايزال
يعاني الانشقاق ويفتقد الإرادة الواضحة لتوحيد الموقف الفلسطيني‏.‏

mmahasabo@yahoo.com