خلط واضح‏!‏بقلم : أحمد البري

من طرف ادهم الخميس فبراير 12, 2009 10:19 am

أحداث في الأخبار
بقلم : أحمد البري

خلط واضح‏!‏

مازالت
مسألة التعليم المميز بالجامعات الحكومية تلقي بظلالها علي المواطنين
وأولياء الأمور‏,‏ فمع التوسع الكبير في هذه المسألة حتي أصبحت تشمل معظم
الكليات بالجامعات الحكومية‏,‏ انتشر القلق بين الناس وراح الجميع
يتساءلون‏:‏ وماذا بعد؟‏!‏

الواقع يؤكد أن وزارة التعليم العالي
والدولة للبحث العلمي ماضية فيما اعتزمته‏,‏ ولم يعد هذا التعليم المميز
مقصورا علي جامعات بعينها كجامعة القاهرة مثلا‏,‏ وإنما صار ظاهرة في كل
جامعات الحكومة‏.‏

وكان الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي
والدولة للبحث العلمي قد أكد مرارا أن هذا البرنامج الذي يسمي برنامج
الساعات المعتمدة هو تجربة جديدة‏,‏ وأنه يحاول أن تكون محدودة بحيث يتم
الحفاظ علي النظام القديم المعمول به‏

‏ وقال أيضا إن الهدف من هذا
البرنامج هو إتاحة الفرصة للطالب للحصول‏,‏ علي شهادة تؤهله لاستكمال
دراساته العليا بالخارج‏..‏ وفي النهاية فإن الشهادة التي يحصل عليها
الطالب هي نفسها التي يحصل عليها زميله بالدراسة العادية‏.‏

والحقيقة
أن تجربة الأعوام الماضية تؤكد أن هذه التفرقة بين الطلبة بسبب من يملك
مصروفات التعليم المميز‏,‏ ومن لا يملكها‏,‏ قد تركت آثارها النفسية علي
الطلبة بعد أن تبينوا الفارق الهائل بين النوعين من التعليم‏

حيث
تمردوا علي ذويهم‏,‏ وأصروا علي الالتحاق بهذا النوع من التعليم‏,‏ وهنا
اسقط في أيدي الأهالي إذ كيف يدبرون عشرين ألف جنيه لكل ابن من ابنائهم
لكي يشعر بأنه لا يقل مستوي عن زملائه‏.‏

إن هذا النظام لا يقنع
أحدا‏,‏ كما أن المبررات التي يسوقها الوزير لاقرار هذا النوع من التعليم
غير كافية‏,‏ إذ ليس هذا هو دور وزارة حكومية مهمتها إتاحة نوع واحد من
التعليم المجاني للجميع وفقا للدستور‏..‏ أما أي تعليم آخر فليكن مكانه
الجامعات الخاصة والأجنبية وما أكثرها في مصر‏.‏

والمسألة برمتها
تحتاج إلي فلسفة جديدة للتعليم تكفل إتاحة فرص متساوية أمام الجميع‏..‏
المتفوقون في الجامعات الحكومية‏,‏ ومن يملكون المال في الجامعات الخاصة
وفقا لضوابط محددة‏.‏ أما هذا الخلط الواضح في مهمة الجامعات الحكومية‏.‏

فهو
العبث بعينه‏,‏ ولابد أن تكون للحكومة وقفة جادة إزاءه قبل أن تتفاقم
الأزمة ويصبح من الصعب التغلب عليها‏,‏ ولنا في سوابق وزارة التربية
والتعليم العبرة والعظة من تغيير نظام الابتدائية ثم العودة إلي النظام
القديم وكذلك الثانوية العامة‏,‏ والخاسر في النهاية من هذا التخبط في
التفكير هو الطالب وأسرته‏.‏

من هنا يجب أن تكون هناك فلسفة واضحة
لاتتغير بتغيير الوزراء‏,‏ والأمر كله يجب أن يخضع لسياسة دولة‏..‏ لا فكر
فرد حتي لو كان وزيرا‏!‏

elberyahmed@yahoo.com