الحاخامات قبل الجنرالات‏!‏بقلم : محـمـود معـوض

أحوال عربية
بقلم : محـمـود معـوض

الحاخامات قبل الجنرالات‏!‏

كل
الشعوب تكره الحروب‏..‏ الا شعب اسرائيل الذي أثبت أنه الأكثر تطرفا حتي
من حكامه الارهابيين‏.‏ علي حس حرب الأبادة في غزة انتزع المهاجر الروسي
المتطرف‏,‏ أفيجدور ليبرمان وهو حارس أمني سابق في ملهي ليلي موقع حزب
العمل التاريخي الذي أسس دولة اسرائيل

ليصبح الرجل الشعبوي الأول
الذي يتحكم في تشكيل حكومة هي الأكثر تطرفا في اسرائيل‏.91%‏ من شعب
اسرائيل هم الذين ضغطوا علي الحكومة لشن حرب علي غزة قبل الانتخابات‏..‏
وعلي الرغم من أنها كانت حرب ابادة غير مسبوقة في الدمار الشامل منذ
عام‏1948‏ فإنها لم تشف غليل الشعب الذي قرر أن ينتخب الأكثر تطرفا
وعنصرية والأكثر قدرة علي قتل عدد اكبر عدد من الفلسطينيين‏.‏

لم
تكن مجرد انتخابات‏..‏ فهي انتخابات حرب قاد الدعوة لها الحاخامات قبل
الجنرالات‏.‏ ففي كتاب تم توزيعه علي قادة الجيش قبل الحرب قال مكتب كبير
الحاخامات بالجيش الاسرائيلي‏:‏ آن الأوان أن يستعيد الجيش دروس شمشون
وداوود ضد سكان شعب فلسطين الذين ليسوا سكان البلد الأصليين‏,‏ ولكنهم
غزوا البلاد قادمين من بلد أجنبي وهم ليسوا الفلسطينيين الذين ورد اسمهم
في التوراة‏.‏

أما الرسالة الأخطر والتي تكشف معدن شعب اسرائيل فهي
التي بعث بها الحاخام السافرديم الأسبق موردخاي الياهو إلي أولمرت قبل
الحرب‏,‏ قال فيها ليس هناك أي مانع أخلاقي يحظر قتل المدنيين دونما
تمييز‏..‏ لابد أن يفهم الفلسطينيون في أعمق أعماق نفوسهم أنهم شعب
مهزوم‏!‏

وأعتقد أن المشكلة الوحيدة التي تواجه الحكومة المتطرفة
أن الحكومة السابقة لم تترك لها وسيلة دمار واحدة يمكن أن ترتكبها لتضيف
إلي رصيد الشعب الاسرائيلي من جرائم جديدة في بنك الدم الفلسطيني‏.‏

هل
حانت اللحظة الحاسمة للانتقام من المقاومة في غزة خاصة أنها مستنزفة في
حربين مع اسرائيل ومع السلطة الفلسطينية‏..‏ هل الحكومة الجديدة قادرة ـ
بعد فشل استراتيجية حرب الضاحية في لبنان وغزة ـ علي خوض المغامرة
والاشتباك المباشر مع جنود المقاومة الباسلة أم أنها ستواصل فرض الحصار
ووقف الإعمار وليذهب الجميع إلي الجحيم‏.‏

هل حلم التنسيق الأمني
في غزة مازال يراود جنرالات الحكومة الجدد خاصة بعد أن تجلت آثاره
الايجابية خلال الحرب حينما لم يزد عدد المتظاهرين احتجاجا علي الحرب في
رام الله علي عدد المتظاهرين في مدينة بوسطن الأمريكية‏,‏ وبعد أن حانت
لحظة الانتقام من شعب غزة الذي رفض أن يرتد علي المقاومين ويستبدلهم
بمعتدلين‏..‏

مجرد اسئلة تبحث عن اجابات في حقائب وزارة الحرب
الاسرائيلية التي فيما يبدو لا يوجد في اجندتها أي مجال للتفاوض علي ما
تبقي من خرائب السلام‏.‏

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها‏,‏ وأفرزت الانتخابات سمومها لم تعد هناك فرصة أمام العرب لأي تسوية‏..‏ ولك الله يا شعب غزة‏.‏