.. وقطر أيضاً تنتحر وهي في كامل قواها العقلية..!! خالد إمام

.. وماذا بعد ؟!
.. وقطر أيضاً تنتحر
وهي في كامل قواها العقلية..!!
خالد إمام
من اسطنبول
E-mail:khaled@almessa.net.eg

إذا كان علماء النفس يفسرون الانتحار
بأنه حالة لا وعي من الإنسان يفقد فيها ذاته وكيانه وأمانه وتواصله مع
المجتمع وهو بذلك لا يكون عاقلاً بالمرة.. فإن قطر تنسف هذه النظرية
وتُقدم علي الانتحار وهي في كامل قواها العقلية.

قطر.. عندما تسير في الاتجاه المعاكس مثل قناتها الإسرائيلية
التمويل.. فإن هدفها ليس مزاحمة مصر أو التنافس معها لأنها تعلم جيداً أن
100 دولة مثلها لن تستطيع أن تزاحم أو تنافس مصر.. وإذا أصابها "مس"
وحاولت. فإن النتيجة ستكون كارثة لها.

هذا ليس هدف قطر الحقيقي بل هو هدف ظاهري فقط لسحب الأنظار إليه مثلما كان يفعل المستعمر التقليدي.


أما الهدف الحقيقي لقطر فهو تجسيد وإظهار الشقاق العربي والفلسطيني
بجلاء وتوصيل رسالة إلي المجتمع الدولي بأن هناك أطرافاً عربية وغير عربية
-بعيدة عن مصر- لابد من النظر إليها والاهتمام بها والتعامل معها وفي
مقدمة هؤلاء إيران وسوريا والجماعة المحظورة وبالطبع قطر.. خيالات وأوهام
وأضغاث أحلام!!


***



.. وقطر حين تسير في طريق الانتحار فإنها لا تسعي إليه
بمفردها.. ولكنها تشد معها كل ضعيف أو في موقف ضعف مثل حماس والسودان
الآن.. وتدفعه أيضاً إلي الانتحار أو الاستمرار فيه.

مثلاً.. حدوتة القمة الطارئة التي دعت إليها ولم تستوف النصاب
القانوني فتحولت إلي مجرد اجتماع تشاوري.. ومع ذلك أصرت الدوحة علي عقده..
لماذا؟!

أولاً.. لكي تحضره إيران وتترأس جلساته وهي رسالة للغرب.


ثانياً.. محاولة إضفاء الشرعية علي حماس التي حضر منها عميل طهران خالد مشعل كممثل للفلسطينيين.. هكذا صبغوه!!


ثالثاً.. لكي تقول للدنيا بأسرها "نحن هنا" ونستطيع أن نفعل أشياء وليس مصر أو السعودية فقط.


المهم عقدت الاجتماع وهي تعلم مسبقاً أنه فاشل وغير قانوني وقراراته ليست ملزمة لأحد.



***



.. ومثلاً.. عندما تعلن قطر عن مؤتمر غامض وهلامي لإعادة
إعمار غزة رغم تلقيها دعوة مصر لحضور مؤتمر دولي لنفس الغرض يوم 2 مارس
القادم وترسل زبانيتها إلي دول العالم لدعمها.. أليس هدفها من ذلك هو
زيادة الشقاق ومحاولة استعراضية للفت الأنظار إليها؟

عموماً لقد تلقت الصفعات الواحدة تلو الأخري.. الاثنين الماضي من
فرنسا. وأول أمس من إيطاليا. وبالأمس من تركيا.. حيث أعلن قادة هذه الدول
للرئيس مبارك الذي يقوم بجولة أوروبية فيها دعمهم لمؤتمر القاهرة وحضورهم
فعالياته.

ألا تخجل قطر من نفسها؟!



***



.. ومثلاً أيضا حينما جرت أقدام حماس إلي مواصلة الانتحار
بالإيعاز لمشعل أن يعلن عن مرجعية جديدة للفلسطينيين غير المرجعية
التاريخية التي تنص علي أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي
والوحيد لشعب فلسطين إنها تعلم جيداً أن لا أحد من العرب والفلسطينيين
سيوافق علي هذه الفكرة الوضيعة.. لكنها تريد شغل الناس وإظهار الفلسطينيين
بأنهم مختلفون ومفككون ومتناحرون ولا مجال للصلح بينهم.. وذلك طبعاً لصالح
إيران وأجندتها أولاً وقبل كل شيء.


***



..و كذلك.. عندما توعز لبعض الفلسطينيين العملاء المنشقين
الذين يتقلبون علي ريش النعام في قصور دمشق برفض التهدئة واستمرار إطلاق
الصواريخ فإنها تلقي بشعب غزة كله في آتون لا يعلم مداه سوي الله.. خاصة
أن الحكومة الإسرائيلية القادمة لن تكون متطرفة فحسب بل أكثر تطرفاً..
نجاحها يرتبط بمدي التنكيل والإبادة لشعب فلسطين.. وهذا ما تبتغيه قطر
لصالح إيران وأجندتها .. بل وتتوهم - وهو هدف استراتيجي لها ولإيران- أنهم
يستطيعون جر مصر إلي حرب مع إسرائيل.


***



.. ومثلاً أخيراً.. عندما ترسل عميل طهران خالد مشعل إلي
السودان الغارق في المشاكل الداخلية والدولية.. فإن الهدف أن تتخذ الخرطوم
أحد أمرين: إما الانضمام إلي محور الشر ليزيد المجرمون واحداً -وهذا بعيد
المنال- أو أن تبدأ في مناطحة الغرب والسودان لا يتحمل ذلك أبداً..
وبالتالي تكون النتيجة كسره واعتقال رئيسه مما يسحب أنظار العالم عن الملف
النووي الإيراني.


***



إن قطر عندما اختارت لها إيران كلاً من غزة والسودان لم
تخترهما اعتباطاً بل تعرف جيداً أنهما عمق استراتيجي لمصر وخط أحمر لا
يجوز الاقتراب منه.. ولذلك تحاول قطر اللعب في المنطقة المحظورة للفت
النظر إليها وتعميق الجراح العربية والفلسطينية وإشعال الموقف علي الحدود
المصرية.. وتنفيذ أجندة إيران خاصة وأنها العميل الأساسي لطهران في
المنطقة.

إن كل نوافذ قطر أغلقت.. وكلما فتحت باباً للحرب أغلق بعنف في وجهها.. ومع ذلك مازالت تحاول وتحاول.


أن تنتحر فهذا قرارها وأيضا مصيرها.. ولكن أن تدفع أناساً آخرين لنفس المصير فلابد من تأديبها عربياً ودولياً.