الضربة القاضية..

عندما يندس الشيطان بألاعيبه المدمرة بين الأخوة الأحباء يحول حياتهم إلي
جحيم لا يطاق ويصبحون الأخوة الأعداء.. مأساة إنسانية يعيشها شقيق أكبر
حولت شقيقته الصغري حياته إلي رحلة الشقاء والدوخة بين أروقة الشرطة
والمحاكم.. تمادت بجبروتها بتحريض ابنها لتنفث سموم الحقد والكراهية
والبغضاء لشقيقها.. تناسي الابن المثل الشائع بين أهل الريف وأولاد البلد
بالمناطق الشعبية بأن "الخال والد" استغل عنفوان شبابه وحرمه وأسرته من
الحياة الآدمية ونعمة الشمس والهواء بتشييد حائط مخالف ليعيشوا بين جدران
سجن الشقة ذات الجو الرطب الخانق وسط الظلام الحالك بسبب الصراع علي
الميراث الأسود.

تربي الشقيق الأكبر وأشقاؤه الثلاثة وشقيقاته الثلاث بين أحضان أب
أفني حياته وانحني ظهره في السعي وراء لقمة العيش الحلال من تجارته وأغدق
علي متطلباتهم بسخاء حتي وصل بهم إلي بر الأمان وانطلق كل منهم في عمله..
وفجأة اختطف الموت والدهم منذ عامين وودعوا فيه الطيبة وحسن الرعاية
والتربية.. وورثوا عنه منزلا يضم خمسة طوابق شيده لهم من كد وعرق السنوات
ليعيشوا بين جدرانه حياة الأمن والاستقرار والترابط العائلي ويقطن الشقيق
الأكبر بالطابق الأرضي منذ زواجه.. وعقب فترة الحداد اتخذ الإجراءات
القانونية لإعلام الوراثة لفرز وتجنيب حصة كل منهم في الميراث.

ووقع ما لم يخطر له علي بال ولو للحظة واحدة.. فوجيء بشقيقته الصغري
تختال بابتسامة عريضة وبيدها عقد بيع ابتدائي بشقتها بالدور الثاني تضمنت
سطوره بأن والدها تقاضي منها مبلغ ثلاثين ألف جنيه مقابل تمليكها الشقة
التي تقطنها منذ زواجها.. ووقف وأخوته يحملقون في وجهها في ذهول وعيونهم
تتفحص سطور العقد في دهشة وألم.. راحت تطلب تجنيب تلك الشقة من الميراث
وتطالب بحصتها في الباقي علي المشاع..

ومرت أسابيع وتكشف الشقيق حقيقة الواقعة بعدما همست بين أذنيه إحدي
شقيقاته بأن الشقيقة الصغري استغلت مرض والدها وبلوغه أرذل العمر وبالغش
والخداع حصلت منه علي توقيع بصمة أصبعه علي عقد البيع للشقة.. وعندما
واجهها بفعلتها اللاإنسانية ثارت في وجهه ونهرته بغلظة ولفظت نصائحه وأصرت
علي تشتيت شمل العائلة المترابطة.

* تمادت بجبروتها وراحت تطالبهم بالاعتراف قانونا بصحة التوقيع علي
العقد.. وبالفعل انطلقت في اليوم التالي إلي المحكمة وأقامت دعوي قضائية
ضد أخوتها للحصول علي حكم بصحة توقيع "الأب" مورث المدعي عليهم.. وبعد
تداول القضية طعن خلالها الأخوة الخصوم طعناً بالجهالة علي العقد لعدم
معرفتهم بالواقعة "الوهمية" ببيع والدهم الشقة للشقيقة الطماعة.. وقضت
منصة العدالة باعتبار دعواها كأن لم تكن.

* وهنا.. تربع شيطان الغدر والانتقام بين ضلوع صدر الشقيقة وبيتت
النية مع سبق الإصرار علي الانتقام من شقيقها الأكبر دست سم الخراب
والدمار بين أذني ابنها الشاب المفتول العضلات قام بكسر باب شقة جده
المتوفي وألقي بالمنقولات فوق سطح المنزل وأقام بين جدرانها وراح يعد
العدة للزواج بداخلها.. وعندما لامه خاله علي اندفاعه وتهوره.. راح يختال
بأفعاله اللإانسانية.. وانطلق ومن خلفه والدته المدمرة وقام بتشييد سقف
فوق منور شقة خاله بالطابق الأرضي بالقوة والتهديد ليعيش وأسرته حالة
الاختناق والظلام بعد ما حجب السقف المخالف دخول الشمس والهواء والنور..
هرول الخال المقهور إلي قسم الشرطة وحرر محضرا بالواقعة وبالفعل انطلقت
لجنة هندسية من الحي لمعاينة المكان وتضمن تقريرها وجود المخالفة وصدق
الواقعة وأوصت بإزالة المخالفات وإعادة الحياة الآدمية للسكان.. ولكن ابن
الأخت لم يرتدع وتمادي في إثارة المشاكل والمشاحنات اليومية مع خاله وصارت
أفعاله الشيطانية حديث الأهل والجيران يتندرون من أفعال ابن الأخت مع
الخال الذي هو بمثابة الأب بعدما حولت والدته بأطماعها الثروة الورثة إلي
"ثورة" والنعمة إلي "نقمة" ومزقت باسنانها صلة الرحم بين الأشقاء.