شيخ القضاة يتلقي التهاني بقلم : مكرم محمد أحمد

من طرف ديانا الإثنين فبراير 16, 2009 11:17 am

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

شيخ القضاة يتلقي التهاني

لم
تكد تظهر النتائج الأولية لانتخابات نادي القضاة‏,‏ عند منتصف ليلة السبت
الماضي‏,‏ ويتأكد نجاح قائمة التغيير التي رأسها المستشار أحمد الزند
بأغلبية‏11‏ مقعدا مقابل أربعة مقاعد فقط لقائمة الاستقلال التي رأسها
المستشار هشام جنينة‏,‏ التي اعتبرت نفسها امتدادا لفترة ولاية مجلس إدارة
النادي السابق الذي رأسه المستشار زكريا عبدالعزيز لستة أعوام سابقة‏,‏
حتي هرع جمع كبير من القضاة الي منزل المستشار مقبل شاكر شيخ القضاة ورئيس
محكمة النقض يصرون علي اصطحابه قرابة الواحدة صباحا الي النادي‏,‏

الذي
لم يدخله منذ ستة أعوام‏,‏ للاحتفال بانتصار ضخم‏,‏ اختارت فيه غالبية
قضاة مصر في جمعية عمومية حاشدة وغير مسبوقة‏,‏ زاد حضورها علي أربعة آلاف
قاض‏,‏ الوقوف الي جوار التقاليد الصحيحة التي تحفظ للقضاء قدسيته‏,‏
وتطالب القاضي بأن يحافظ علي عزلته في برجه العاجي بعيدا عن الشارع
السياسي‏,‏ وتباعد بين القضاة والعمل السياسي‏,‏ إلا أن يمارس القاضي دوره
كمواطن عادي له حق التصويت في الانتخابات العامة أما حق الترشيح والعمل
السياسي فمحظور علي القضاة بحكم قانون السلطة القضائية‏,‏

إلا أن
يستقيل من منصبه‏,‏ كما فعل سعد زغلول والنحاس وفؤاد سراج الدين وجميعهم
كانوا قضاة‏,‏ لأن العمل السياسي يفقد القاضي حيدته وتجرده‏,‏ وهذا ما
يقوله قانون السلطة القضائية‏.‏

دخل المستشار مقبل شاكر رئيس
المجلس الأعلي للقضاء نادي القضاة محمولا علي أكتاف زملائه وأحبائه في
الساعة الواحدة صباحا لأول مرة منذ أن غادر النادي في مثل هذا اليوم قبل
ستة أعوام بعد أن مني بخسارة مقعده كرئيس للنادي لأكثر من‏12‏ عاما لأن
أنصار الجمع بين القضاء والعمل السياسي تكاتفوا علي حرمانه من أصوات وكلاء
النائب العام في انتخابات حصل فيها المستشار مقبل شاكر علي‏80‏ في المائة
من أصوات القضاة والمستشارين‏,‏ لكنه خسر صناديق النيابة‏,‏

وها هو
يعود اليوم الي ناديه محمولا علي اكتاف أغلبية حاشدة احتفاء بانتصار
المبادئ التي ظل يدعو اليها علي امتداد العام الأخير منذ أن تولي رئاسة
مجلس القضاء الأعلي‏,‏ يطوف نوادي القضاة في جميع أرجاء مصر داعيا القضاة
الي العودة الي تقاليدهم الصحيحة‏,‏ لأن كرامة القاضي ومكانته يحظران عليه
ان يشارك في أي تظاهر سياسي مع المعارضة أو ضدها‏,‏ أو يظهر في الفضائيات
داعيا الي مناصرة رأي سياسي علي آخر‏,‏ أما الوقفات الاحتجاجية بالزي
الرسمي أمام النادي‏,‏

تعبيرا عن موقف سياسي حتي ان يكن لدعم حقوق
القضاة‏,‏ فأمر مرفوض لأنه يخل بكرامة القضاة ويخالف قانون السلطة
القضائية خصوصا إذا كان في وسعهم أن يعبروا عن مطالبهم من خلال مجلسهم
الأعلي المختص وحده بنظر شئون القضاة‏.‏

صباح اليوم التالي كان
المستشار مقبل شاكر يتلقي التهاني في مكتبه بدار القضاء العالي من كل
أرجاء مصر‏,‏ يختصرها القضاة في عبارة موجزة يتبادلونها لا يصح سوي الصحيح
وعندما سألت شيخ القضاة صبيحة هذا اليوم‏,‏ ألا تعتقد أن زياراتك الأخيرة
لكل أندية القضاة في مصر تدعو الي الفصل بين القضاة والعمل السياسي كانت
في حد ذاتها نوعا من العمل السياسي‏,‏ كان السؤال فاتحة لحوار مهم‏,‏ كشف
فيه رئيس المجلس الأعلي للقضاء الكثير من القضايا والرؤي التي تتعلق
بمستقبل القضاء في مصر‏.‏

mmahasabo@yahoo.com