الحجر الصغير‏..!!‏بقلم : محمد السعدني

من طرف ديانا الإثنين فبراير 16, 2009 11:23 am

نقطة الملتقي
بقلم : محمد السعدني

الحجر الصغير‏..!!‏

اتفاق
التهدئة بين اسرائيل وحماس الذي يوشك علي الانتهاء برعاية مصرية وتأييد
عربي وعالمي يأتي كخطوة اولي نحو تنفيذ المبادرة المصرية وكنتيجة لعمل جاد
يستشعر الخطر الداهم الذي يحيط بالقضية الفلسطينية من جراء الفوضي التي
شهدتها الساحة السياسية العربية منذ بدء العدوان الاسرائيلي الوحشي علي
أهالي غزة في أثنائه وبعد ان انتهي‏.‏

هذه الفوضي تذكرني بقصيدة
الحجر الصغير لشاعر المهجر الكبير ايليا ابو ماضي وفيها يتذمر حجر صغير في
بناء ضخم لسد علي احد الانهار‏,‏ ويعلن العصيان وينطلق من مكانه مسببا
ثغرة تتدفق منها المياه ويتسع الخرق وتتداعي الصخور الاخري وينهار السد
ويحدث الطوفان‏..‏الحجر الصغير هنا لم يفهم انه برغم صغره المتناهي فإن له
دورا مهما في اطار منظومة شاملة‏.‏

ونحمد الله تعالي علي ان هذا
السيناريو الذي وضعه ايليا ابو ماضي لم يتحقق بكامله في الواقع العربي
الذي عليه الآن ان يواجه تحديات خطيرة‏,‏ أهمها وضع آليات صارمة تضمن
تثبيت اتفاق التهدئة بعدم اللجوء الي أي نشاط عسكري أو اعتداءات بين
الطرفين‏,‏ خاصة بعد نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي إن لم تأت
بالمتطرف بنيامين نيتانياهو رئيسا للوزراء‏,‏ فعلي الأقل سوف تضعه في منصب
رفيع المستوي مع المتهور المنفلت افيجدور ليبرمان وبالشكل الذي يتيح لهما
إجهاض أي اتفاقات سابقة‏.‏

هنا تقع مسئولية الدول العربية ومن
ضمنها من يتصور نفسه في وضعية الحجر الصغير‏,‏ وهنا تبرز أهمية العمل
الجماعي التضامني العربي قبل ان نطلب من المجتمع الدولي ان يساند قضايانا
العادلة‏.‏

نعرف جميعنا ان الدولة الاسرائيلية لن تتواني عن
استخدام القوة المفرطة عند اي فرصة‏..‏وعلي النظام العربي ألا يسمح لأي
فصيل فلسطيني بخرق الهدنة بادعاء ان المقاومة حق مشروع‏..‏ وفي المقابل
لابد من حملة دولية تحد من تهور الحكومة الاسرائيلية الجديدة في استغلال
اي حادث فردي من جانب بعض الفلسطينيين تحت وطأة المحرقة التي تعرضوا لها
في غزة‏.‏

علي النظام العربي ان يكون صارما في الخطوات التي يجب
اتباعها لضمان تنفيذ التهدئة لتقود الي مصالحة فلسطينية والي حكومة جديدة
للوحدة الوطنية تكون قادرة علي العودة للتفاوض لاستخلاص حق اقامة الدولة
الفلسطينية‏.‏

وفي هذا الاطار لا بأس من ان تعقد القمة العربية
العادية المقبلة في الدوحة في مارس لتكون منطلقا نحو إعادة انطلاق
المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية‏,‏ وفي الوقت نفسه يمكن لقمة الدوحة أن
تعيد الحجر الصغير إلي موضعه الطبيعي في المنظومة العربية‏..‏وعفا الله
عما سلف‏.‏

mesadany@Yahoo.com