قبلني علي قد ما تقدر!! محمد العزبي

من غير ليه
قبلني علي قد ما تقدر!!
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
احتفل العالم بعيد الحب. ولحقنا به. لعلنا ننسي طوفان الكراهية الذي يحيط بالبشرية. وأنهار الدم التي لا تتوقف.
نحن لم نتعود علي إظهار مشاعر الغرام علناً. فله خصوصياته. ومازال هناك بعض الخجل.. إلا عند الأجيال الجديدة في ظل تربية مختلفة ومناخ عام أخل بما تعارفنا عليه من تقاليد.
ومثل كل شيء تغير. أصبحت سيرة الحب علي كل لسان.
ولكن الطريقة المكسيكية كانت مختلفة. شعارها "قبلني علي قدر ما تقدر". فخرج الناس إلي الميادين والطرق العامة بصرف النظر عن عقود الزواج يقبلون بعضهم البعض "علي ودنه".. ولقد لفت النظر اندماج كبار السن في قبلات الشوارع ضمن حملة عودة الشيخ لصباه. التي سبق وأطلقها عمدة العاصمة "مارسيلو ابرارد" المتطلع لمنصب رئيس الجمهورية عندما يحين موعد الانتخابات القادمة.
ولقد شارك العمدة "49 سنة" وزوجته الممثلة في قبلات عيد الحب.
يقول العمدة لماذا لا نعمل علي ادخال السعادة لجميع الأعمار. وأن نذهب الحزن والضيق والقلق عن الوجوه المرهقة. لعل المواطنين يمسحون بعض معاناتهم في بلد يعاني من الزحام والتلوث والجريمة.
أقام شواطيء صناعية في أطراف المدينة. ومنع السيارات يوم الأحد في الشوارع الرئيسية بقلب العاصمة مهيئاً مسارات "للبسكلتات" ويطارد الباعة الجائلين وسائقي التاكسي بدون رخصة الذين ترتبط بهم أعمال العنف والسرقات وما يهدد الأمان. مدبراً ميزانية لمزيد من خطوط النقل العام والمترو.. ويعمل علي اصدار قوانين تبيح الاجهاض وتسمح بجمعيات للمثليين رغم صعوبة ذلك في بلد كاثوليكي. ولكنها مطالب لكثيرين.
يهتم عمدة مدينة المكسيك بكبار السن الذين وصلوا إلي العمر الثالث أو السنوات الذهبية كما يقولون.. في محاولة لإعادة البسمة لشفاههم. سواء بالرعاية والحب. أو بمساعدتهم علي التخلص من أمراض الشيخوخة مثل السكر وضغط الدم والسمنة الزائدة واليأس.
ليس هذا فقط. وإنما بتوزيع أقراص الفياجرا مجاناً لمن يزيد عمره عن ستين عاماً إذا لم يكن في استطاعته شراؤها. أي إذا طلبها.. وهو ما يصفه المعارضون و"فيديل هيريرا". أحد المنافسين الرئيسيين علي منصب رئيس الجمهورية. بأنه كلام فارغ.
بأقراص الفياجرا لم يعد الحديث عن الجنس محرماً. تعبر عنه سيدة عمرها سبعة وسبعين سنة قالت في برنامج تليفزيوني ان زوجها مات في حادث منذ سنوات والأبناء الذين يرعون أهلهم لا يفكرون إلا في توفير الطعام والملابس متجاهلين ان هناك مشاعر ورغبات أخري ضرورية. بما فيها الجنس.. وقالت السيدة العجوز: نحن لسنا تماثيل خشبية!!
إلي أين يأخذنا عيد الحب؟!.