قرآن وسنة د. عبد الله النجار

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار
قال الله تعالي : "وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف. أو سرحوهن بمعروف. ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا. ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا. واذكروا نعمة الله عليكم. وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به. واتقوا الله واعلموا ان الله بكل شيء عليم". البقرة/ .231
هذه الآية الكريمة ترشد المجتمع إلي أعظم أبواب الإصلاح الأسري. وتقيه أشد أنواع العنف والاضطراب من خلال تنظيم الشأن الأسري عندما يتهدده خطر الطلاق. كما تفضح كثيراً من السلوكيات القبيحة التي يمارسها الرجال ضد النساء في هذا الوقت العصيب الذي تتعرض المرأة فيه لأصعب موقف في حياتها. وهو فشل حياتها الزوجية مع رجل أحبته وكانت تعلق عليه أمل أن يكون ستراً لها طوال حياتها. فإذ بالفشل يطاردها. وإذ بهذا الأمل يذبل ويموت. ثم يتلاشي في ثنايا الخلافات والعداء. ليقف علي هاوية الطلاق.
ولأن الطلاق بيد الرجل فقد وجه الله الخطاب له في عدم الكيد للزوجة أو الاضرار بها أو التنكيل بمشاعرها عند إيقاعه. فلا يظهر أمرا وهو يريد خلافه. ولا يبطن شراً. وهو يظهر خيراً. ومن ذلك ان الزوج إذا طلق زوجته وقاربت عدتها علي الانقضاء. فإن له أن يراجعها في العدة إذا كان الطلاق للمرة الأولي أو الثانية. ولم تنقض عدتها بعد. كما ان له أن يطلقها بأن يترك عدتها تمر دون أن يراجعها. وذلك هو ما ينبغي أن يكون. لكن بعض الأزواج قد لا يكون راغباً في استمرار العيش مع زوجته. ولكنه يراجعها قبل انقضاء عدتها حتي ينكل بها. فلا يتركها لحال سبيلها. ولا يمسكها امساك الزوج التقي الذي يخشي ربه ويخاف منه. ولكنه يمسكها للتنكيل بها. وإذلالها. فإذا ما عتب عليه عاتب أو حاسبه عليه محاسب ادعي انه يريد زوجته. وأنه متمسك بالعيش معها ولا يريد أن يطلقها. وادعاؤه هذا كاذب. فهو لا يريد سلاما. ولا يريد عشرة. ولكنه يريد الاضرار بها. والناس لا يعلمون بما في النوايا ولهذا فإن تصرفه وادعاءه يمكن أن يدخل عليهم. إلا انه لن يستطيع أن يدخله علي ربه الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. ومن ثم جاء التحذير من ذلك معوضاً ما في مثل تلك. الادعاءات الظاهرة من كذب يمكن أن يصاحبها. فقال سبحانه في ختام الآية الكريمة: "واتقوا الله واعلموا ان الله بكل شيء عليم". فهو لا تخفي ولن تخفي عليه ألاعيبكم. ومن يفعل ذلك. فإنه يظلم نفسه لأنه يحملها إثماً دون أن يحصل مما فعله فائدة. وما يفعله لعب بآيات الله الذي أباح الرجعة لمصلحة الزوجين. فإذا بالزوج ينحرف بها عن تلك الغاية السامية إلي مآربه الخبيثة. ومن يتأمل هذه المعاني من الرجال لا يمكن أن يقدم علي ظلم زوجته أو التنكيل بمطلقته مهما حاول الشيطان تحريضه علي ذلك.