التاريخ يعيد نفسه..بوقاحة لعنة الكويت..أصابت العراق الدور علي الملالي .. و"البحرين" كلمة السر فليأخذوا الحكمة من رأس "صدام" الطائر!بقلم: خالد إمام

من طرف ابو منصور الثلاثاء فبراير 17, 2009 8:58 pm

..وماذا بعد؟!
بقلم: خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg
التاريخ يعيد نفسه..بوقاحة
لعنة الكويت..أصابت العراق
الدور علي الملالي .. و"البحرين" كلمة السر
فليأخذوا الحكمة من رأس "صدام" الطائر!

قد يعيد التاريخ نفسه كل مائة عام أو أكثر.. ولكن لم نتوقع أن يعيده بسهولة في أقل من عقدين من الزمان.. وبهذه الوقاحة.

عندما احتل العراق الكويت في 2 أغسطس 1990 وإعلانها المحافظة العراقية
رقم 19 امتلأت صدور العرب جميعاً بالغضب لأسباب منطقية وفي مقدمتها ألا
يجوز أبداً لحاكم عربي أن يسرق دولة شقيقة ويطرد شعبها ويدمر منشآتها
وينهب ثرواتها.

إلا أن العالم كله تحالف البعض عن قناعة والبعض الآخر لأطماع وطرد القوات العراقية خارج الكويت.

الآن.. إيران تطمع في جميع الدول العربية عامة والخليجية خاصة.. لا
لتسرق تلك الدول فقط.. بل لتحقق أجندتها الفارسية علي أطلال وأحلام الشعوب
الشقيقة وبتمويل من خيراتها.

بدأت رحلة الأطماع بالاستيلاء علي جزر الإمارات الثلاث.. ثم تلفتت
حولها ووجهت بوصلتها تجاه مملكة البحرين.. فأعلنتها المحافظة الإيرانية
رقم .14

* * *

الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ظن أن احتلاله للكويت نهائي ولا رجعة عنه.. وأن أحداً لن يجرؤ علي طرده منها.. لذا تجبر وتعنت.

أصدر مجلس الأمن الدولي 12 قراراً تصاعدياً في أقل من أربعة شهور
وبالتحديد خلال الفترة من 3 أغسطس اليوم التالي للغزو حتي 29 نوفمبر 1990
منها 7 قرارات وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز اتخاذ
كافة التدابير ومنها استخدام القوة المسلحة.. فرفضها جميعاً.

ومع كل قرار دولي.. كان الرئيس حسني مبارك يبعث له برسالتين وأكثر
حتي وصل عدد الرسائل إلي 32 رسالة مفعمة بالصدق والأمانة يطالبه فيها
وبكافة التعبيرات أن يخرج من الكويت حماية له وحفاظاً علي بلاده وشعبه.
وحذره من التباطؤ في الانسحاب انطلاقاً من أنه يري ما لا يراه هو ويستشعر
أخطاراً لا يشعر بها.. لكنه أبي واستكبر.

حتي جاء الطوفان وأصابتهم لعنة الكويت.. تحقق ما حذر منه الرئيس
مبارك.. فهرب جنود صدام من اللظي يبحثون عن مجرد "جُحْر" يحميهم من نيران
جهنم المفتوحة عليهم من كل اتجاه.. ولا يجدون.

* * *

ولأن إيران تحت حكم "الآيات" تسير علي نفس الطريق الآن بعد أن "لطشت"
جزر الإمارات الثلاث وتحاول أن تنشل البحرين وتنزعها من عروبتها وتضمها
إلي مملكتها الفارسية.. فإن الدور علي طهران وأتوقع لحكم الملالي أن يزول
ويزول ويزول بالثلاثة.. وسوف تكون "البحرين" هي كلمة السر في هذا الزوال.

إذا أصاب الملالي مس شيطاني وأخذتهم العزة بالإثم وظنوا أنهم لن يقدر
عليهم أحد وفعلوا لا قدَّر الله بالبحرين كما فعل صدام بالكويت.. فالمتوقع
هو نفس السيناريو الذي تم تنفيذه مع العراق.

لذا.. فإنني أنصح "الآيات" بألا يفكروا مجرد التفكير في هذا العمل
الجنوني.. وأن يأخذوا الحكمة من رأس "صدام" الطائر والذي أصم أذنيه عن
النصائح والمناشدات المخلصة والأمينة وسار في غيه حتي ضاع العراق.. كدولة
وإنجازات وثروات. وانْتُهكَتْ حُرُمات مواطنيه.. بل وتدلي رأس صدام شخصياً
من حبل المشنقة.

* * *

تري.. هل إيران جادة فعلاً في تصريحاتها التي تدعي فيها أن البحرين
جزء لا يتجزأ من إمبراطوريتها وأنها المحافظة الإيرانية رقم 14؟.. أم أنها
تطلق بالونة اختبار لقياس رد الفعل العربي والدولي تجاه هذه التصريحات؟..
أم أنها تريد أن تشغل الدنيا بأسرها بقضية يتباحث فيها القريب والغريب
لصرف الأنظار عن برنامجها النووي بما يتيح لها أن تنفذ أجندتها؟

قد يكون أياً من هذا أو كله.. ولكن الشيء المؤكد والذي لا يختلف عليه
اثنان أن التصريحات الإيرانية ليست مناورة.. وأن أطماع طهران ثابتة
بالتاريخ والجغرافيا وحقيقية بدليل احتلالها لجزر الإمارات.. وبالتالي
فإننا نأخذها مأخذ الجد.

لذا.. فإن الأمة العربية يجب أن تعي هذه المخاطر.. وأن تبقي بعيدة عن
التهديدات والتدخلات وأخطار النزاعات والحروب والصراعات والتفكك حتي لا
يتفتت نسيجها ويسهل اختراقها.

.. والأمة العربية في أمس الحاجة اليوم قبل الغد إلي الوحدة والتضامن
في مواجهة التحديات المصيرية التي تستهدفها.. وفي مقدمتها الأطماع
الإيرانية.

هل نستطيع؟..

ممكن.