المناورة "بدوي 3"..في عمق أرض الفيروز أعادتنا لأجمل ذكري..نصر أكتوبر نحن الآن مطمئنون.. علي الحاضر والمستقبل لا خوف علي السلام.. لدينا قوات مسلحة جاهزة دائماً بقلم : خالد إمام

من طرف نونو الأربعاء فبراير 18, 2009 2:01 pm

.. وماذا بعد ؟!
المناورة "بدوي 3"..في عمق أرض الفيروز
أعادتنا لأجمل ذكري..نصر أكتوبر
نحن الآن مطمئنون.. علي الحاضر والمستقبل
لا خوف علي السلام.. لدينا قوات مسلحة جاهزة دائماً
بقلم : خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

انتهت أمس المناورة "بدوي 3" والتي استمرت ستة أيام داخل نطاق الجيش الثاني الميداني في عمق أرض الفيروز.. سيناء الحبيبة.

هذا المشروع التكتيكي -كما يسمي في العسكرية- من المشروعات المهمة.
والمهمة جداً.. للقادة. والقادة الأصغر والجيوش والوحدات المقاتلة الصغري
بكافة تخصصاتها.

وقد أثبتت "بدوي- 3" أن المقاتل المصري يتمتع بتدريب جاد وراق انعكس
علي كفاءته القتالية العالية.. فبدا خلال المناورة في قمة اللياقة البدنية
والنفسية والذهنية والقتالية.

* * *

تضمنت المناورة مرحلتين:

* الأولي: رفع درجات الاستعداد القتالي والعبور باستخدام جميع الوسائل
الممكنة ثم اتخاذ أوضاع بدء الهجوم واقتحام خطوط العدو الأمامية وصد
هجماته المضادة والتغلب عليها وحرمانه من استعادة أوضاعه الدفاعية.

* الثانية: وهي المرحلة النهائية التي انتهت أمس واشتملت علي 4 خطوات:

-طلعات للقوات الجوية للاستطلاع وحماية ومعاونة وتدمير احتياطيات
العدو في العمق باستخدام أحدث الذخائر للمقاتلات والهليوكبتر وبمساندة
الرمي غير المباشر ذي الكثافة النيرانية الهائلة لتدمير مختلف الأهداف.

- قيام القوات الميكانيكية والمدرعة بالهجوم علي دفاعات العدو
وتدميرها بمساندة الرمي المباشر تحت ساتر نيراني من وسائل الدفاع الجوي
والاشتباك مع طيران العدو حتي تحقق للقوات البرية مهامها المخطط لها.. مع
الاتصال بعناصر الابرار من القوات الخاصة التي استولت علي أهم المواقع
الحاكمة في العمق والتي بالسيطرة عليها تمنع تقدم العدو.

- استثمار أعمال القتال وتطويرها للاستيلاء علي باقي المواقع الحاكمة
في العمق وتحقيق المهمة النهائية للمشروع باستغلال كافة وسائل النيران
لحصار وتثبيت العدو وتدميره بالضربات المضادة الموجعة..

- دفع القوة الرئيسية للقوات المدرعة والميكانيكية لاستكمال تنفيذ المهام واحتلال خط حيوي في عمق دفاعات العدو وتأمينه.

* * *

المناورة.. لم تكن عادية أو مجرد تدريب عملي لقواتنا اعتادت
أن تجريه في فترات متقاربة أو كل سنة حتي تكون قواتنا دائماً جاهزة لأي
طارئ.

كمواطن من أبناء هذه الأرض الطيبة.. أحسست بفخر وأنا أتابع المناورة
التي جرت بالذخيرة الحية وتلقيت من خلالها رسالة واضحة الكلمات بارزة
الحروف عميقة المعني أن قواتنا المسلحة والحمد لله جاهزة ومستعدة دائماً
للدفاع عن الأرض والبحر والسماء والمقدسات وللحفاظ علي الانجازات التي
تحققت وأيضا السلام الذي ننعم به.. لأن السلام لابد له من قوة تحميه.

المناورة جعلتني مطمئناً علي يومي وغدي.. لأن بمصر رجالاً صدقوا ما
عاهدوا الله عليه.. يواصلون الليل بالنهار. يفكرون. يخططون. يوفرون كافة
الإمكانيات لتظل قواتنا المسلحة في أرقي درجات القوة وأعلي مراتب
الاستعداد.. جيوشاً وأفرادا.

المناورة أعادتني 36 عاماً للوراء.. وبالتحديد يوم 6 أكتوبر 1973
حينما اقتحم أسودنا البواسل مانع قناة السويس ودمروا خط بارليف الحصين تحت
أكبر غطاء جوي من نسورنا الكواسر وأشد تمهيد نيراني عرفته العسكرية
الحديثة.. ليضعوا أقدامهم علي النقاط الحصينة ويرفعوا علم مصر الخفاق
دائماً علي الضفة الشرقية للقناة.

زاد من هذا الإحساس.. ترديد الجنود لنفس نداء أكتوبر "الله أكبر".. فترقرقت عيناي بالدموع.

* * *

كشفت المناورة عدة أشياء مهمة:

* أن القوات المسلحة تواصل التدريب الجاد للحفاظ علي الكفاءة القتالية العالية التي وصل إليها الفرد المقاتل.

* البعد عن النمطية في التخطيط والتنفيذ مع الاهتمام بالتدريب
الليلي.. لأن الحرب الحديثة لا تتقيد بتوقيت محدد لتنفيذ العمليات
القتالية.

* التجهيز الهندسي الجيد والذي هو أحد العناصر الرئيسية لتأمين وحماية القوات.

* أهمية المبادأة والسرعة في تنفيذ المهام علي مستوي القادة الأصغر
والوحدات المقاتلة الصغري بكافة التخصصات.. وأن الأخذ بالمبادأة يكمن في
المقاتل والأساليب المتبعة في القتال.

* اتخاذ القرار السليم ومواجهة المواقف المختلفة في أقل وقت ممكن وفي جميع ظروف المعركة.

* المهارات الميدانية والقتالية العالية والدقة في إصابة الأهداف وتدميرها.

* سرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين.

* القدرة علي استخدام أحدث وسائل القيادة والسيطرة.

* فرض عدد من المواقف الطارئة بما يتيح للقادة استيعاب أساليب تنفيذ
المهام الجديدة وكيفية اتخاذ القرار المناسب لمواجهة التغيرات المفاجئة
أثناء إدارة العمليات.

* أن السلاح الحديث ليس العبرة في حسم المعارك ولكن الأهم هو كيفية استخدامه وتوظيفه وتحقيق المفاجأة به.

* أن الإنفاق علي إعداد المقاتل هو أعلي استثمار وهو يطابق تماماً
الاستثمار في الأبناء.. فكلما أنفق الأب علي أولاده تعليماً وصحة ورعاية
متكاملة كان الناتج مهولاً والمستقبل أكثر إشراقاً. وكلما تم الإنفاق علي
آلجندي تدريباً وسلاحاً ورعاية صحية واجتماعية فإن النتيجة الطبيعية وحش
كاسر في المعارك.

لذا.. ورغم الظروف الاقتصادية العالمية.. فإن الرئيس حسني مبارك
القائد الأعلي للقوات المسلحة لا يبخل علي أبنائه القادة والجنود بأي
أموال لتوفير السلاح الحديث وإنجاز الخطط التدريبية اللازمة للحفاظ علي
كفاءتهم القتالية.

كما لا يألو المشير حسين طنطاوي القائد العام عليهم بأي أهتمام أو
جهد أو نصيحة أو شرح أو متابعة لأنهم في الأول والآخر.. المدافعون عن مصر.

* * *

تبقي نقطة واحدة تجدر الإشارة إليها.. وهي أن القوات المسلحة رغم
الأعباء العسكرية الملقاة علي عاتقها.. فإن لها دوراً حيوياً وبارزاً في
التنمية الشاملة دون أن يؤثر ذلك علي المنظومة العسكرية.

فنحن اليوم نجد القوات المسلحة تشارك في تنفيذ المشروعات القومية
المختلفة من طرق وكباري ومنازل ومدارس رياضية ومصانع ومزارع وساحات شعبية
وغيرها.. وتفتح مستشفياتها لعلاج المدنيين.. ولا ننسي دورها في مواجهة
أزمة العيش حيث ساهمت مخابز القوات المسلحة في الحد من هذه الأزمة.. كما
لا ننسي دور هيئة التصنيع ومصانع الإنتاج الحربي في تصنيع وإقامة محطات
المياه والكهرباء.

إنها منظومة متكاملة.. عسكرياً ومدنياً.. تجعل القاصي والداني يضرب لها "سلام سلاح".