مرحلة نيتانياهو‏..‏بقلم : سلامة أحمد سلامة

من طرف نورا نورا الخميس فبراير 19, 2009 9:29 am

من قريب
بقلم : سلامة أحمد سلامة

مرحلة نيتانياهو‏..‏

أحدث
صعود اليمين الاسرائيلي في الانتخابات الأخيرة‏,‏ تغيرات ايجابية في
المشهد العربي لم يكن أحد يتوقعها‏.‏ وقد بدا أن سطوة أحزاب اليمين
الاسرائيلية بكل أطيافها‏,‏ قد أزالت الغشاوة عن الأطراف العربية التي
سقطت في فخ أولمرت ـ ليفني ـ باراك‏,‏ بتحريض من ادارة بوش واليمين
الأمريكي‏.‏ وحملها علي مراجعة حساباتها‏,‏ بعد أن اشتبكت مع بعضها البعض
في عداوات واتهامات متبادلة‏,‏ أوشكت أن تمزق النسيج العربي عن آخره‏.‏

ومن
الانصاف أن يقال إن التحسن الذي طرأ علي الأجواء العربية بدرجة ما‏,‏ لا
يرجع فقط إلي سقوط الأقنعة عن النوايا الاسرائيلية‏..‏ مما أدي إلي اعادة
نيتانياهو الي الصدارة‏,‏ وأصبح من المرجح أن يشكل هو الحكومة الجديدة
بالائتلاف مع كاديما‏,‏ أو مع أحزاب اليمين الأخري‏,‏ ولكنه يرجع أيضا الي
التحرك المصري السريع الذي بدا أشبه بعملية إنقاذ للحيلولة دون إقدام
القوي الفلسطينية علي انتحارسياسي في حالة ما اذا ظل الشقاق والخلاف
مستمرا بين فتح وحماس‏.‏

وبعبارة أخري فقد كانت مبادرة التهدئة
التي قدمتها‏.‏ مصر هي حبل النجاة الذي التقطته الفصائل الفلسطينية‏,‏ علي
الرغم مما بدا من اختلاف التقييم بين فتح وحماس لمدي فعالية المبادرة
المصرية‏.‏ فلقد أدرك الطرفان أن صعود نيتانياهو معناه نهاية مرحلة من
مراحل السعي الي التسوية التي استنزفت الي حد كبير من رصيد ابو مازن
وفتح‏,‏ بسبب الإصرار علي استمرار المفاوضات مع أولمرت وليفني دون نتيجة
تذكر‏,‏ وانتهي الأمر إلي صراع شرس علي السلطة‏.‏

قد لا تظهر
النتائج الفعلية للحوار الوطني بين فتح وحماس قبل أن تبدأ الاجتماعات
بينهما في‏22‏ فبراير‏,‏ وإن كانت الاتصالات قد بدأت من خلال الوساطة
المصرية في محادثات التهدئة‏..‏ ولكن تنظيم الحوار واستكمال أدواته تظل
أكثر أهمية من نجاح جهود التهدئة مع اسرائيل‏.‏ وربما لهذا السبب حاولت
اسرائيل من خلال النكوص عن الاتفاق أن تربط شروط التهدئة مع الصفقة الخاصة
بشاليط‏,‏ بهدف ابتزاز حماس والفلسطينيين بصفة عامة‏..‏ وأولمرت لا يسبب
بذلك حرجا لمصر بقدر ما يحاول استغلال اتفاق التهدئة في لعبة المناورات
لتشكيل الحكومة الجديدة‏,‏ وترجيح كفة ليفني علي نيتانياهو‏.‏

ليست
مشكلة المصالحة الوطنية الفلسطينية هي مصدر الضعف العربي الوحيد في
التعامل مع اسرائيل‏,‏ ولكن الصدع العربي الذي يعرض العلاقات بين مصر
وسوريا لكثير من الفتور والوهن‏,‏ يضيف كثيرا من التعقيدات التي انعكست
علي جهود التهدئة كما تنعكس علي المصالحة الفلسطينية‏.‏ وقد سعت تركيا الي
القيام بدور لرأب هذا الصدع‏.‏ كما تسعي السعودية حاليا لإيجاد موقف عربي
موحد يسهل علي الادارة الأمريكية الجديدة انتهاج سياسة متوازنة‏,‏ في ظل
صعود اليمين الاسرائيلي‏.‏ اذ إن أسوأ السيناريوهات أن يواجه الجميع
بحكومة يرأسها نيتانياهو في ظل انقسام فلسطيني وانقسام عربي‏,‏ وإحجام
أمريكي عن اتخاذ موقف واضح كان يمكن أن يغير نتائج الانتخابات
الاسرائيلية‏!‏

salama@ahram.org.eg