أوباما في الأزهر بقلم : سامح عبدالله

من طرف نورا نورا الخميس فبراير 19, 2009 9:38 am

علي الطريق
بقلم : سامح عبدالله

أوباما في الأزهر

ثلاث
مدن إسلامية تتنافس حاليا لاستضافة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلقي
عبرها خطابا شاملا للعالم الإسلامي يهدف لتحسين العلاقات بين الولايات
المتحدة والمسلمين‏.‏

المبادرة أعلنها أوباما في ديسمبر الماضي
واعدا بتنفيذها خلال الأيام المائة الأولي من حكمه الذي بدأ من شهر
تقريبا‏,‏ ولكنه لم يحدد المكان والزمان حتي الآن‏,‏ أما المدن المتنافسة
فهي اسطنبول التركية وجاكرتا الإندونيسية والقاهرة‏.‏

الأتراك
يحلمون بتكرار خطاب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في عام‏2004‏ في
جامعة جلطة سراي الواقعة علي البوسفور ويعتبرون أن وجود الجسر المعلق الذي
يربط بين قارتي آسيا وأوروبا في خلفية المكان رمز لما يمكن أن تقوم به
بلادهم كمعبر للحضارات‏,‏ ولكن مشكلتهم الرئيسية أن أوباما سيفكر ألف مرة
قبل القيام بعمل قام به سلفه غير المحبوب إسلاميا ودوليا‏,‏ بينما يقدم
نفسه كنموذج جديد للرئاسة في الولايات المتحدة‏.‏

أما إندونيسيا
فتري أن عاصمتها هي المكان الأنسب باعتبارها أكبر الدول الإسلامية عددا
للسكان والمكان الذي عاش فيه أوباما سنوات خلال طفولته بعد أن تزوجت
والدته من رجل إندونيسي عقب طلاقها من والده‏,‏ ولكن تبقي مشكلة وهي أن
إندونيسيا الأكثر سكانا ولكنها ليست الأكثر ثقلا وتأثيرا في العالم
الإسلامي‏,‏ وبالتالي فهي ليست المكان المناسب لمخاطبة مسلمي العالم‏.‏
تتبقي القاهرة وهي المدينة الأكثر حظا من وجهة نظرنا لاستضافة أوباما في
هذا الحدث الفريد‏,‏ فهي العاصمة لأكبر دولة عربية وهي الحاضنة لجامعة
الأزهر أشهر الجامعات الإسلامية وأقدمها والمنارة الكبري للإسلام
المعتدل‏.‏

وكما تخيلت أنا وصديقي الأمريكي حين كنا علي المقهي منذ
أيام فإن خطابا يلقيه أوباما من حديقة الأزهر التي تتسع للحشد الملائم
لمثل هذا الخطاب إضافة إلي وجود مآذن الجامع الأزهر الشريف في الخلفية
ومبني القاهرة الفاطمية العريقة سيكون أفضل مكان في العالم لمثل هذا الحدث
المهم‏.‏ من القاهرة‏,‏ ومن القاهرة فقط يمكن لأوباما أن يخاطب العالم
الإسلامي الممتد من إندونيسيا للمغرب ويدعوهم لصفحة جديدة من العلاقات مع
الولايات المتحدة تستند لمبادئ الاحترام المتبادل والتعاون المثمر
الفعال‏.‏ ومن القاهرة فقط‏,‏ عاصمة السلام في الشرق الأوسط‏,‏ يمكن
لأوباما أن يتحدث عن حلول منطقية للصراع العربي ـ الإسرائيلي‏,‏ باعتباره
أكبر العقبات التي تقف في طريق تحسين علاقات الولايات المتحدة بالدول
الإسلامية‏..‏ باراك أوباما‏..‏ أهلا بك في القاهرة‏.‏

sabdallah@ahram.org.eg