من الواقع محمد فوده

من الواقع
محمد فوده

أحيانا كثيرة أضيق بأفلام الخيال العلمي
واعتقد انها مجرد أوهام تعيش في عقول مؤلفي ومخرجي هذه الأفلام. وخاصة
بالنسبة للأفلام الكثيرة التي تتحدث عن آلة الزمن.. هذه الآلة التي تنقلنا
عبرها إلي مئات السنين الماضية لنعرف ما كان عليه حال اجدادنا وأجداد
أجدادنا أو تنقلنا عبرها إلي الزمن المستقبلي لتطلعنا علي ماذا سيكون عليه
الوضع بعد مئات السنين.

والحقيقة تؤكد عكس ما أؤمن به.. فقد تحقق خيال عباس بن فرناس الذي
ركَّب لجسمه جناحين وحاول الطيران بهما في الفضاء. لقد كان ذلك ارهاصا
باختراع الطائرة ثم الصاروخ الذي نقل المراكب الفضائية إلي القمر والمريخ.

ثم توالت الاختراعات من التليفون إلي المصباح الكهربائي إلي الراديو
ثم التليفزيون وأخيرا وليس آخرا التليفون المحمول تلك الآلة التي لايزيد
حجمها علي 5 أو 7 سنتيمترات طولا في 3 أو 4 سنتيمرات عرضا وتضعها في جيبك
وتستطيع أن تحادث بها أي إنسان في أقصي مكان بالكرة الأرضية.. ناهيك عن
الكمبيوتر واللاب توب الذي يمكن أن يزودك بأية معلومات مهما كان نوعها
وترغب في معرفتها.

وفي محاضرة عالمنا الكبير الدكتور أحمد زويل بدار الأوبرا التي أقيمت
مساء الاثنين الماضي فجر مفاجأتين في الثورة العلمية التي يشهدها العالم
ونتابعها نحن بشيء من الذهول والدهشة.

أولا: ان تبادل المعلومات مستقبلا سوف يتم علي جسيمات شعاع الضوء وهذا سوف يحدث ثورة كبري في عالم الاتصالات!!


وأنا لا استطيع تخيل مدي هذه الثورة بعد أن تحققت أشياء مذهلة عن طريق
الأقمار الصناعية التي تجوب الفضاء وتربط العالم بأسره حتي شبهوه بأنه
أصبح قرية صغيرة.

هل يمكن أن تؤدي هذه النظرية مثلا إلي أن ينتقل الإنسان نفسه عن طريق
هذه الجسيمات من مكان إلي آخر في ثوان معدودة فيتحقق خيالنا حول بساط
الريح أو المارد الذي ينقلك علي ظهره في ثوان معدودة.

وفي القرآن الكريم في قصة نبي الله سليمان بن داود مع بلقيس ملكة سبأ
ما يمكن أن يوحي بتحقق ذلك عندما وجه سليمان حديثه إلي اتباعه من الانس
والجن متسائلا: "أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين؟.. قال عفريت من
الجن انا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك واني عليه لقوي أمين.. قال الذي
عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا
عنده قال هذا من فضل ربي".

ثانيا: قال الدكتور زويل انه بالتعاون مع مجموعته العلمية في أمريكا
اتموا اختراع الميكرسكوب الرباعي الذي يكبر الأشياء بليون مرة. كما
اخترعوا تليسكوبا قطره ثلاثون مترا وعن طريقه سوف يعود بنا الزمن ملايين
السنين إلي الوراء حيث سنعرف أصل الإنسان!!

إذن هذه آلة الزمن التي شاهدناها في أفلام الخيال العلمي حولها
الدكتور أحمد زويل ورفقاؤه إلي واقع علمي ستعرف البشرية من خلاله ما يفوق
أي تصور!!

تحية خاصة للدكتور أحمد زويل ودعاء خالص أن يكتب الله له التوفيق في كل عمل يعود بالخير علي البشرية.