ردا علي استخفاف إسرائيل

من طرف هاواى الأحد فبراير 22, 2009 10:05 am

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

ردا علي استخفاف إسرائيل

هل
تكفي كلمات الانتقاد الحذرة التي وجهها المتحدث باسم الخارجية المصرية إلي
حكومة إسرائيل ردا علي تصرف رئيس الوزراء إيهود أولمرت الذي يتسم بالصغار
وانعدام المسئولية‏,‏ عندما أعلن يوم الاربعاء الماضي وفي موقف مفاجيء‏,‏
أن حكومته لن تفتح المعابر كجزء من اتفاق التهدئة إلا إذا تم الإفراج عن
الجندي جلعاد شاليط‏,‏ ليضيف شرطا جديدا يعوق اتفاق تمديد التهدئة‏,‏
ويوجه ضربة تتسم بالخسة لجهود الوساطة المصرية من شأنها أن تضر بمصداقية
الموقف المصري‏.‏

لقد كان يمكن أن يكون هناك اتفاق مواز لاتفاق وقف
إطلاق النار يفرج عن الجندي جلعاد شليط‏,‏ وكانت مصر تسعي إلي انجاز هذا
الاتفاق الذي يعرف الإسرائيليون منذ البداية ان ثمنه هو الإفراج عن قائمة
الأسري الفلسطينيين التي يتم بشأنها التفاوض مع إسرائيل منذ فترة‏,‏ وكان
من شأن هذا الاتفاق ان يثبت التهدئة ويهييء مناخا صحيحا لاستئناف جهود
المصالحة الفلسطينية التي تدعمها واشنطن الآن‏,‏ لكن أولمرت ضرب عرض
الحائط بكل شيء لأنه رفض أن تضم قائمة المفرج عنهم بضعة أشخاص لايتجاوز
عددهم أصابع اليد الواحدة‏.‏

صحيح أن تصرف أولمرت أضر اكثر
بمصداقية الموقف الإسرائيلي‏,‏ واظهر صغار تصرف حكومة إسرائيل‏,‏ وأحرج
ممثلها عاموس جلعاد مندوب وزارة الدفاع الذي كان يتابع مفاوضات مصر مع
حماس أولا بأول‏,‏ ولم يملك إزاء مفاجأة أولمرت سوي أن يستنكر موقف رئيس
وزرائه‏,‏ مؤكدا أن أولمرت كان يتابع أولا بأول تفاصيل مفاوضاته مع
المصريين‏,‏ وليس هناك مايبرر تغيير موقفه علي نحو مفاجيء بدعوي أن حكومة
إسرائيل لم تكن طرفا في أي تفاوض مع حماس‏,‏ والاضرار بمكانة مصر كوسيط
نزيه شجاع‏.‏

لقد أعاد أولمرت‏,‏ برفضه المفاجيء فتح المعابر مقابل
اتفاق تمديد التهدئة ـ الموقف إلي المربع رقم واحد‏,‏ خصوصا عندما ألقي
بالمسئولية كلها علي حماس مؤكدا عزمه علي مواصلة قصف القطاع ردا علي أي
صاروخ ينطلق من داخله‏,‏ متجاهلا مسئولية إسرائيل عن الوضع الكارثي الذي
يعيشه أهل غزة منذ فرضت إسرائيل حصارها الشامل علي القطاع‏,‏ ويزيد علي
ذلك أن الوضع الراهن اصبح أكثر سوءا بعد أن دمرت إسرائيل في عدوانها
الوحشي الأخير ماتبقي من إمكانات ضئيلة تساعد علي الحياة هناك بما في ذلك
كل الورش الصناعية‏,‏ وجميع الأراضي الزراعية التي كانت تمد غزة ببعض
الغذاء‏.‏

ولا أظن أنه يكفي لرد اعتبار الموقف المصري إزاء هذا
الاستخفاف الإسرائيلي‏,‏ أن يبدي الأوروبيون بعض التعاطف أو يمارسوا بعض
الضغوط علي رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف‏,‏ في غيبة موقف مصري واضح
يلزم إسرائيل أن تكون أكثر احتراما لالتزاماتهامع مصر‏,‏ وأكثر حرصا علي
علاقاتها معها‏,‏ وإلي أن يحدث ذلك لا أظن أن هناك فائدة ترجي من وجود
سفير مصري في إسرائيل‏,‏ فلماذا لايتم استدعاؤه؟‏!‏

mmahasabo@yahoo.com