كلام في الاقتصاد من‏:‏ نجــلاء ذكــري

من طرف nono الأحد فبراير 22, 2009 10:16 am

كلام في الاقتصاد
باريس من‏:‏ نجــلاء ذكــري

علي هامش المؤتمر الصحفي العالمي لمجموعة سوسيتيه جنرال‏:‏
البنوك الفرنسية تعاملت بكفاءة مع الأزمة العالمية‏..‏
ولن نتخلي عن أي من موظفينا

كلام في الاقتصاد من‏:‏ نجــلاء ذكــري Naglaazakr

أمام
مجموعة من الصحفيين يمثلون اكثر من‏82‏ دولة تتواجد بها مجموعة‏'‏ سوسيتيه
جنرال‏'‏ العالمية أعلن فريدريك أوديا الرئيس التنفيذي للمجموعة أن نتائج
اعمال المجموعة خلال‏2008‏ تعكس قدرتها علي التعاطي مع أزمة عالمية مالية
واقتصادية خطيرة‏.‏ وقال ان المجموعة اتخذت خطوات لتطويع اعمالها في بيئة
ومناخ يصعب التكهن بتطوراته مشيرا الي ان مجموعة البنك تبدأ عام‏2009‏
بقاعدة رأسمالية قوية وطموح بدعم العملاء داخل وخارج فرنسا وأكدت ذلك
الارقام حيث زاد حجم القروض خلال العام بنسبة‏9.2%(‏ تسعة واثنان من عشرة
بالمائة‏).‏ وأعلنت ادارة المجموعة ارتفاع صافي العوائد الي‏2‏ مليار
يورو‏(‏ مليارا يورو‏)‏ كما قرر مجلس الادارة توزيعات بواقع‏1.2‏ يورو‏(‏
واحد واثنان من عشرة يورو‏)‏ لكل سهم‏.‏

وكما تجاوبت البورصات
العالمية وأسواق الصرف الاجنبي مع إعلان بنك سوسيتيه جنرال العالمي عن
نتائجه عن عام‏2008‏ والتي فاقت التوقعات فإن المناخ أيضا تأثر عل مايبدو
بحالة الدفء لنفسي لدي موظفي البنك والذين تجاوز عددهم‏163‏ الف موظفا في
اكثر من‏82‏ دولة الي جانب‏30‏ مليون عميل حول العالم التقطوا أنفاسهم
خاصة مع ما أعلنته بنوك اوربية أخري من خسائر بسبب الازمة وتهاوي البعض
الاخر في الولايات المتحدة الامريكية‏.‏ وأعرب محللون دوليون أن هذه
النتائج الايجابية تزيد من حالة التفاؤل بإمكانية مواصلة المصارف الكبري
النمو والربحية بالرغم من الازمة المالية العالمية‏.‏

وفي المؤتمر
الصحفي بدا أن فريدريك أوديا الرئيس التنفيذي لمجموعة‏'‏ سوسيته جنرال
العالمية‏'‏ مهموما بالصورة الذهنية السلبية التي خلفتها الازمة تجاه مهنة
المصارف بأكثر من تأثيرها المالي الا أنه لم يفوت الفرصة ليؤكد علي سلامة
البنوك الفرنسية التي تعاملت بكفاءة مع الازمة المالية العالمية
وتبعاتها‏.‏ وقال أن البنوك الفرنسية استمرت في منح القروض خلال عام‏2008‏
وستستمر في ضخ المزيد من التمويل لدعم الاقتصاد‏.‏ وأكد أن الازمة
العالمية وان كانت في ظاهرها أزمة مصارف وبنوك الا أنها في حقيقتها أزمة
اقتصادية بسبب اهدار قواعد الرقابة وتقديم التمويل الرخيص غير المدروس
خاصة في قطاع العقارات معلنا أن البنوك عليها أن تتحمل مسئولياتها وتقوم
بتدعيم ادارات المخاطر وتعزيز نظم الرقابة الداخلية‏.‏

وقال ان
مجموعة البنك ستستمر في تحقيق التوازن والتجانس في عملياتها وفروعها علي
مستوي العالم كما سيظل نشاط التجزئة حجر الزاوية في نشاط البنك للاستمرار
في النمو والربحية‏.‏ وأكد أن الاستراتيجية المعلنة بالبنك الاستمرار في
النمو الحذر الا ان المجموعة ستبدأ العام بثقة واصرار في التغلب علي أثار
الازمة خاصة مع نتائج الاعمال الايجابية المحققة‏.‏ وأعلن استمرار سياسة
البنك في دعم العملاء من المؤسسات والشركات لتجاوز الازمة مشيرا الي أن
البنك قام بتوظيف الشريحة الاولي من قرض المساندة من الحكومة الفرنسية
والذي خصصته للبنوك في تمويل الشركات والصناعات الوطنية في فرنسا لاستعادة
النشاط الاقتصادي وتمكينها من التغلب علي الازمة الاقتصادية كما سيتم
استخدام الشريحة الثانية لذات الغرض‏.‏

وفي رده علي سؤال للأهرام
عن أداء بنك الاهلي سوسيته جنرال في مصر وخططه المستقبلية للسوق المصرية
أكد ديديه أليكس نائب الرئيس التنفيذي أن البنك في مصر نما بقوة بعد
الاستحواذ قبل ثلاث سنوات علي بنك مصر الدولي في صفقة قيمتها‏2300‏ مليون
جنيه ليصبح الان البنك الاول بين البنوك الخاصة في مصر مؤكدا الاستمرار في
سياسة النمو عن طريق النمو الذاتي من خلال انشاء المزيد من الفروع التي
مخطط لها ان تصل الي‏200‏ فرع مستبعدا التفكير في الوقت الراهن علي
استحواذات جديدة خاصة وأن الاسعار لازالت عالية للغاية في مصر‏.‏

وأعلن
الرضا التام عن اداء البنك في مصر مؤكدا أن السوق المصرية واعدة ومليئة
بالفرص كما أن مصر لديها نظام مصرفي كفء ولا توجد أية مشكلات او مخاوف من
اية مخاطر تجارية وقال ان مصر دولة محورية بين شبكة البنوك الخارجية كما
أن هناك فرص كبيرة في النمو والربحية خاصة مع وجود العديد من المشروعات
الكبيرة ومعدلات النمو الايجابية بالرغم من الازمة العالمية‏.‏

وكانت
ادارة البنك الاهلي سوسيته جنرال قد أبلغت البورصة المصرية امس الاول عن
عزمها توزيع أسهم مجانية بواقع سهم لكل عشرة أسهم علي أن تمول من
الاحتياطي العام وأعلنت في بيان لها علي شاشة البورصة المصرية أن هذا
الاصدار سيرفع رأس المال بواقع‏302‏ مليون جنيه بما يصل به الي‏3,3‏ مليار
جنيه‏.‏ فيما اكد البيان ارتفاع صافي ارباح البنك لتصل الي‏1137‏ مليون
جنيه بزيادة‏74%‏ عن عام‏2007‏ والتي علق عليها محمد الديب رئيس البنك
مؤكدا أن البنك حقق نتائج تفوق التوقعات سابحا ضد تيار الازمة العالمية
وذلك يعكس في حقيقة الامر قوة الاقتصاد المصري وتماسك السوق المليئة
بالفرص علي حد تعبيره‏.‏

وفي تصريحات خاصة للأهرام أوضح سيفرين
كابانز نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة أن البنوك الفرنسية وفي مقدمتها
سوسيته جنرال حرصت حتي الان علي الحفاظ علي العمالة والموظفين مؤكدا أن
أسلوب تخفيض فريق العمل لتقليل التكلفة سياسة لايمكن تطبيقها في سوسيته
جنرال الذي يتميز العاملين به بكفاءة كبيرة كما أن مايدعم المجموعة
والعمود الفقري لها الشعور بالولاء بين العاملين سواء داخل فرنسا او
خارجها‏..‏

وفي رده علي سؤال للأهرام حول بعض العمليات الخاصة
للبنك في كندا والولايات المتحدة قال ان البنك قدم العديد من الخدمات
والادوات الجديدة مؤخرا وخاصة في نشاط التجزئة كما حقق نجاحا كبيرا في
مجال البنوك الخاصة التي حققت نحو‏4500‏ مليون يورو خلال‏2008‏ وتم خلال
العام تقوية شبكة العمل حيث قام البنك بمشاركات ناجحة وتأسيس شركات مشتركة
مع مجموعات مهمة ومنها شراكة مع مجموعة‏'‏ روكفلر‏'‏ الامريكية بكل من
الولايات المتحدة وكندا اضافة الي بعض العمليات الخاصة بالمملكة المحدة
وتقوية شبكة العمل الوطنية داخل فرنسا‏.‏ وقال ان البنك من اهم البنوك في
منطقة اليورو وثاني اكبر بنك في فرنسا‏.‏

وبالرغم من الاجواء
الاحتفالية بنتائج الاعمال الا ان الصحافة الفرنسة والعالمية كانت متخذة
لوضعية الهجوم طوال المؤتمر حيث تم توجيه اكثر من سؤال عن عملية الاحتيال
التي قام بها‏'‏ كيرفل‏'‏ موظف البنك الأكثر شهرة والتي كبدت البنك خسائر
تصل الي‏4‏ مليارات و‏900‏ مليون يورومنذ عامين وما اذا كانت هناك عمليات
احتيال اخري تم اكتشافها في الولايات المتحدة حيث أكد فريديريك اوديا ان
هذه الواقعة ساهمت في تقوية البنك وزيادة استعداده لمواجهة الازمة المالية
العالمية حيث قام بتعزيز رأسماله وتقوية الرقابة الداخلية لديه والنتيجة
الواضحة للعيان تمكنه من تحقيق نتائج ايجابية بالرغم من الازمة المالية
التي تعد الاعنف علي مستوي العالم‏.‏

وقد ساهم في احتواء الخسائر
التي حققها كيرفل نتائج الاعمال الطيبة خلال‏2007‏ حيث حقق البنك صافي ربح
انذاك يصل الي‏5‏ مليارات و‏600‏ مليار يورو وبعد خصم الخسائر التي تكبدها
البنك خلال عملية الاحتيال ظل محققا لأرباح تصل لنحو‏700‏ مليون يورو‏.‏
ونظرا لانه كان للبنك خطط وطموحات كبيرة في ذلك الوقت لعام‏2008‏ قام في
ذات التوقيت وحتي يحافظ علي حقوق مساهميه بالاعلان عن زيادة في رأس ماله
قيمتها‏5,5‏ مليار يورو اكتتب فيها قدامي المساهمين‏.‏ ونفي فريدريك ان
تكون هناك اية عمليات احتيال اخري قد وقعت لافي فرنسا ولا في اي من
البلدان التي يعمل بها البنك خارج فرنسا‏.‏

وعلي هامش المؤتمر نظمت
المجموعة للوفد الصحفي زيارة خاصة لمتحف الفن المعاصر وهو الفن الذي ولد
ليعبر عن التغير في الفكر والنظرة للفن وبداية مرحلة يتحرر فيها الفنان من
قيود اللون وقواعد الرسم والنحت لينطلق بتعبيراته الانطباعية عن نفسه وعما
يحيط به من اشياء وهي المدرسة التي انطلقت منها مدرسة الفن التكعيبي فيما
بعد ولعل من اشهر فناني هذه المدرسة الفنان‏'‏ بيكاسو‏'..‏ والغريب أن
البنوك الفرنسية وفي مقدمتها‏'‏ سوسيته جنرال‏'‏ من أكبر رعاة هذا الفن
وأن البنك يستثمر به ولديه مجموعته الخاصة لكبار الرواد والفنانين وقد
اصبح هذا النوع من الفن سوقا رائجا ورافدا من روافد الاستثمار في الثقافة
والفن‏.‏

واذا كانت المصارف هي الترمومتر الاول لقياس درجة حرارة
الاقتصاد فإن حركة الاسواق والمستهلكين هي الشاشة التي تعبر بصدق عن درجة
الثقة في الاقتصاد‏..‏ والناس في فرنسا مهمومون بالقلق علي وظائفهم من
جراء الازمة كما تراجعت شهيتهم للاستهلاك بشكل كبير خاصة من ارتفاع
الاسعار الواضح في الاسواق‏..‏ واذا كانت المحال والاسواق مزدحمة الا انها
مزدحمة بالمشاهدين اكثر منها ازدحاما بالمشترين‏.‏

و علي عكس
التوجه العام للاقتصاد بدا فريدريك أوديا متفائلا وأكد في تصريحاته
للصحفيين أنه كان يطمح فقط في اجتياز عام‏2008‏ علي الخروج فائزا منه وأنه
لابد من وجود تنسيق مالي عالمي الا انه لايزال يثق في المستقبل بالرغم من
الكارثة المالية العالمية‏.‏ أيضا اكد تفاؤله بقطاع بنوك الاستثمار
والتمويل والتي توقع نموها بنسبة‏20%‏ في الوقت الذي تشكك فيه بإمكانية
التفاول بقطاع ادارة الاصول بسبب تأثرها بالازمة المالية وتراجع السيولة
عام‏2009‏ ومن ثم فإنه يجد في التحالف مع‏'‏ كريدي أجريكول‏'‏ فرصة طيبة
لكسب حجما اكبر من السوق وأكثر تنوعا‏.‏

واذا كان مناخ باريس
البارد قد اصبح اكثر دفئا بنتائج سوسيته جنرال فإن المرحلة المقبلة وخاصة
الستة شهور الاولي من عام‏2009‏ ستكون الفيصل في الحكم علي المستقبل‏.‏