دلال وفيران السكة الحديد! محمد العزبي

من غير ليه
دلال وفيران السكة الحديد!
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com

رفعت السكة الحديد الأسعار. قبل أن تختفي
الفيران من عربات النوم. وقبل أن ينصلح حال الحمامات. أبوابها ورائحتها..
وقبل أن تعود النظافة للكراسي المهلهلة.

واحمدوا ربنا. فقد مضي بعض الوقت دون حوادث دامية أو أخطاء قاتلة..
أما الاضراب ووقف الحال وارتباك مواعيد السفر فأمرها بسيط لا شيء يهم في
السكة الحديد. إلا أن ترفع الأسعار. فذلك هو سبيلها للإصلاح.

كثرت الوعود. وطالت المعاناة. ونحن جميعاً ندفع الثمن.


ركبت مرة قطاراً فاخراً درجة أولي عائداً من المنيا. لم يكن علي
المستوي المتوقع من النظافة. وهو ما لايتطلب اعتذاراً أو ميزانية أو
تكنولوجيا.. فلما دخلت الحمام. وهو ضرورة في الرحلات الطويلة. فوجئت بأنه
غارق في مياه لا أعرف مصدرها ولابد من رفع البنطلون قبل الدخول من باب لا
يغلق بالمعني الحرفي للكلمة فليس الترباس هو الذي لا يعمل. وانما الباب
مفتوح علي آخره. مما جعلني أطلب من أحد موظفي القطار المتجمعين أمام باب
الحمام أن يحرسوني ويراقبوا لضمان عدم دخول آخرين.. كيف يحدث هذا.
ويبقي؟.. ثم يرفعون الأسعار بينما السيئات باقية علي حالها. بشهادة زميل
سافر منذ أيام ومازالت في أنفه رائحة حمام القطار!!

وزميل آخر سافر إلي سوهاج مع أسرته. وليست هناك وسيلة سفر إليها غير
القطار. وأهم ما رواه هجوم الفيران.. كيف يحدث هذا. ويبقي؟.. ثم يرفعون
الأسعار!

ورسالة من "رشدي عبدالرحيم" عضو مجلس إدارة سابق بفندق "شبرد" ويذكر
فيها تفاصيل رحلة عودته بالقطار من الإسكندرية محدداً رقم القطار والعربة
وموعده وكان مزدحماً كالعادة بالركاب. وكيف أصاب الفيران الأطفال والسيدات
بالرعب وهي ترتع وتلعب بين أرجلهم.. هذا بخلاف الكراسي المكسرة والمهلهلة
ودورات المياه القذرة التي لا تصلح للاستعمال الآدمي. ثم ترفع السكة
الحديد الأسعار بمنتهي الثقة والدلال.. دون خجل! بأمارة إيه يفرضون زيادة
الأسعار علي جميع الركاب. الفقراء منهم والسياح.. وفي حركة مفاجئة. لم
يمهدوا لها ولو بغسل كساوي الكراسي أو إصلاح أبواب دورات المياه أو أي سبت
يقدمونه لايحتاج إلي ملايين الجنيهات لاستيراد قطع غيار أو استبدال جرارات
أو اتقاء شر الحوادث!

عن الأجانب الذين يتعذبون في قطاراتنا. لن يدفعوا الزيادة لأنهم
يأتون في مجموعات تم التعاقد علي أسعارها من العام الماضي.. وطالما طالبت
شركات السياحة المصرية أن يكون تغيير الأسعار في المواصلات طائرات أو
قطارات. وفي رسوم دخول المعابد والمزارات بعد سابق انذار ومع بداية الموسم
السياحي عند توقيع الاتفاقيات الجديدة.

ولكن ماذا نفعل مع "قراقوش" الذي يفعل ما يشاء بدون مناسبة أو أي اعتبار.


المصريون مش ناقصين.. والسياح في هذه الظروف نتمني لهم الرضا.. والقطارات بالذات علي سوء حالها.. وبكل الثقة والدلال تزيد الأسعار!!