أنت دائماً .. في القلب والعين خالد إمام

من طرف **nona** الأحد فبراير 22, 2009 12:50 pm

..وماذا بعد؟!
رسالة مبارك .. للفلاح المصري:
أنت دائماً .. في القلب والعين
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

قرار الرئيس حسني مبارك بإعفاء صغار
المزارعين من نصف ديونهم لدي بنك التنمية الزراعي هو بمثابة هدية هبطت علي
هؤلاء البسطاء من السماء وأنقذتهم من واقع أليم يدفعهم إلي مزيد من الفاقة
والاستدانة أكثر وأكثر.. كما أبعدتهم عن السجن أيضاً.

القرار في نفس الوقت كان رسالة واضحة المعاني يعيها جيداً كل مصري
يعيش فوق هذه الأرض الطيبة بأن الرئيس يقف دائماً مع المواطن البسيط
والفقير والأشد فقراً في نفس الخندق.. ورسالة للفلاح المصري علي وجه
الخصوص تقول له: أنت دائماً في القلب والعين.. ولا يمكن أن ننساك في غمرة
المشاغل والأعباء الداخلية والخارجية.

* * *

لقد أثارت ديون المزارعين لدي بنك الائتمان الزراعي ردود فعل
عنيفة داخل هذه الأسر في الريف المصري.. سرعان ما انعكست علي المواطنين في
المدن.. تعاطفاً معهم من جهة وخوفاً من تأثير هذه الديون علي الإنتاج
الإجمالي للأرض وبالتالي علي المعروض في الأسواق من المنتجات الزراعية..
كماً وسعراً.

زادت المخاوف عندما انتهت في آخر أيام العام الماضي المهلة التي
حددها البنك للمتعثرين لسداد الديون.. ثم تم مد المهلة إلي 31 مارس القادم
وبعدها كان البنك سيلاحقهم أينما كانوا للسداد الفوري أو الحبس مما يعني
تشريد أسر بالكامل وتوقف الزراعة في الأراضي التي "يركبونها" تمليكاً أو
إيجاراً.

كان عدد المهددين بالحبس نهاية مارس القادم 60 ألف متعثر من صغار
المزارعين.. وهو رقم ضخم جداً ونتائج التنفيذ إذا كنا قد وصلنا للموعد
المحدد بمثابة كارثة اجتماعية وغذائية.

* * *

من هنا.. جاء قرار الرئيس مبارك في التوقيت المناسب جداً مما
يؤكد أن الرئيس رغم مشغولياته وارتباطاته وضخامة الأعباء الملقاة علي
عاتقه في الداخل والخارج لم ينس الفلاح المصري البسيط المهدد بالحبس وضياع
مستقبل أولاده وتشريدهم.

والقرار لم يكن مفاجأة أبداً لمن يعرف الرئيس جيداً.. لأن المواطن
محدود الدخل أو الفقير أو الأشد فقراً هو البوصلة التي تحرك مشاعره
وقراراته.. لا يخطو خطوة واحدة في الداخل أو الخارج إلا من أجل هذا
المواطن. لا يصدر قراراً إلا إذا كان فيه مصلحة لهذا المواطن. لا يوجه
توجيهاً واحداً إلا إذا كان فيه خير لهذا المواطن.

ودعونا نعد بالذاكرة إلي الثمانينيات عندما بدأ الرئيس مبارك الإصلاح
الاقتصادي وأصر علي أن يكون إصلاحاً مصرياً بحتاً.. يراعي البعد الاجتماعي
وصالح المواطن محدود الدخل.. ولذا كان إصلاحاً ناجحاً وبامتياز أشادت به
الدنيا بأسرها.

نفذ الرئيس الإصلاح الاقتصادي دون أن يخنق المواطن البسيط أو يزيد من
أعبائه ويرهقه.. رافضاً الغلو في طلبات المؤسسات المالية الدولية حريصاً
علي حقوقها المعقولة.

رفض التنفيذ السريع لما فيه من أضرار تقع أول ما تقع علي المواطن
العادي.. وفضل أن يتم التنفيذ علي مراحل وبما لا يؤثر علي حياة هذا
المواطن وحاضره ومستقبله.

* * *

إن الرئيس مبارك يتعامل مع كافة المشاكل التي تمس المواطن
بما يمليه عليه موقعه وضميره الرئاسي والإنساني ولقناعته وإيمانه بأن كل
شيء في الدولة لابد أن يكون في خدمة هذا المواطن.

لقد ذكرت أمس بعض المشاكل التي تدخل فيها الرئيس مبارك.. لصالح المواطن.. ولا مانع من إعادة التذكير بها فإن الذكري تنفع المؤمنين:

* أزمة عمال الغزل والنسيج في المحلة الكبري.

* كادر المعلمين بالتربية والتعليم والأزهر.

* مشكلة موظفي الضرائب العقارية.

* إضرابات عمال السكة الحديد.

* المنحة الإماراتية التي قررها د. سلطان القاسمي حاكم الشارقة لاتحاد الكُتَّاب.

* أزمة رغيف العيش وطوابيره القاتلة.

* بدل تكنولوجيا الصحفيين.

* مشكلة المقطورات.

* إضراب الصيادلة.

وآخر هذه المشاكل.. قضية صغار الفلاحين المتعثرين في سداد الديون لدي بنك الائتمان الزراعي.

لو كان الرئيس قد ترك المسألة للبنك.. فإن النتيجة ستكون حتماً كارثة
تتلخص ببساطة شديدة في حبس جميع المتعثرين بعد انتهاء المهلة الثانية في
آخر مارس القادم.

.. ولو أصدر توجيها إلي الحكومة بإيجاد حل.. فسوف يصطدم المتعثرون
حتماً بجراب د. يوسف بطرس غالي والذي لا يخلو أبداً من الحيل.. وساعتها
سوف يتمني هؤلاء المتعثرون الحبس علي التعامل مع د. غالي.

لذا.. كان من الخير أن يكون القرار سيادياً ومحدداً.. الإعفاء من نصف
الديون وأن تتحمل الخزانة العامة قيمة هذا الإعفاء.. وبذلك ابتعدت رقبة
المتعثرين عن يد وزير المالية إلا إذا وجد سبيلاً للقبض عليها.

* * *

عموماً.. فإن القرار الرئاسي أثلج الصدور. وأراح الأفئدة. وطمأن النفوس. وأقر العيون. ومسح الدموع من المآقي.

لكن.. يبقي أمر مهم.. ومهم جداً.. أن تكون هناك منظومة متكاملة وعادلة
في تعاملات البنك مع المزارعين.. منظومة تحدد بوضوح وإنسانية حقوق وواجبات
كل طرف وتراعي الظروف الحالية والمستقبلية للفلاح.. فالمسألة ليست بنوداً
جامدة بلا مشاعر.. وإلا فإننا بعد فترة ليست بالطويلة سنجد أنفسنا أمام
نفس المشكلة من جديد.

لا تحملوا الرئيس أعباء إضافية فوق أعبائه.. رتبوا البيوت بشكل جيد وطمئنوا الناس علي يومهم وغدهم.. وساعتها لن تجدوا مشكلة واحدة.