مثلث الشر بقلم : سـيد عبدالمجـيد

من طرف هاوى الإثنين فبراير 23, 2009 12:59 pm

للعقل فقط
بقلم : سـيد عبدالمجـيد

مثلث الشر

في
الوقت الذي كانت فيه بلجيكا المسيحية تمنح مواطنتها زينب المسلمة ذات
الأصل التركي لقب ملكة جمال البلاد كانت طالبان باكستان تصدر قرارها الذي
لا يقبل النقض بحظر تعليم الفتيات والويل والوعيد لمن يخالف الأوامر‏,‏
أما في أفغانستان المجاورة التي ابتليت بأكثر النظم وحشية علي مدي التاريخ
الإنساني وكان الطالبان الأصوليون يقيمون المحاكم العشوائية ويصدرون
أحكاما بربرية بالإعدام شملت نساء اتهمن بالدنس والخطية سلبن حق الدفاع عن
أنفسهن وحشد الآلاف لمشاهدة القصاص بصورة يندي لها الجبين‏.‏

ويالها
من مصادفة ففي إيران الإسلامية كانت أيادي البطش تطيح بمكتب شرين العبادي
الحاصلة علي نوبل للسلام والحجج كما هي العادة واهية‏,‏ وفقط تعكس أحد
وجوه القبح في هذا البلد‏,‏ الذي انتهت ثورته مثلما ألت إليه ثورات العالم
الثالث من قمع وفساد‏,‏ والحق أن جحيم الآن مسئول عنه الشاه الراحل فكان
يكفيه قدر من الحرية يجنب تلك الأرض الطيبة طغيان الخميني وتنكيله بقيم
التحضر والحداثة‏!‏

أما حماس التي سيطرت علي غزة وبعد أن خلا لها
الميدان فقد أخذ أفرادها السطو علي دور السينما‏,‏ أولا لنهب أموالها
الحرام لتدخل جيوبهم ثم إغلاقها بالضبة والمفتاح ولأن حفلات الموسيقي رجس
من عمل الشيطان قد حظرت حتي لو كان الهدف منها احياء عرس‏!!‏

وانطلاقا
من مفاهيم مغلوطة شرعوا في تحجيب الصغيرات زورا وبهتانا وبأموال مغموسة في
العار استغلوا عوز مئات الأسر فقاموا بتأجيج مشاعر الثأر لدي فتية بنين
وبنات في عمر الزهور للقيام بعمليات انتحارية مع وعد بأن الجنة تنتظرهم
علي أحر من الجمر‏,‏ وعندما تقوم إسرائيل بالرد تسقط الأسر نفسها ضحية
سماسرة الموت أما هم ولأنهم أولو الأمر فيختبئون في الجحور واهمين رعاياهم
بأنهم يخططون للمعركة مع العدو‏.‏

ومع الوعيد وبث الرعب وسيطرة قيم
البلطجة لا يجرؤ مواطن في غزة المنكوبة علي أن يجهر أو حتي يهمس في أذن
زميله فقد يشي به وينتهي مصيره في طابور الإعدام رميا بالرصاص والتهمة
جاهزة ألا وهي التجسس لحساب الموساد‏!!‏

الغريب أن حماس الورعة‏,‏
التي أخذت علي عاتقها مهمة إعادة هيكلة القطاع وتغيير التشريعات بحيث يصبح
إمارة إسلامية‏,‏ لا يجد قوادها مانعا من الثراء علي حساب البسطاء‏,‏ وفرض
الاتاوات علي البضائع المهرية من أنفاق قاموا بتدشينها‏,‏ وبالتالي لا فرق
بينهم وبين طالبان الذين لا يجدون أي غضاضة في التربح من تجارة الأفيون
فمع الجهاد في سبيل الله تسقط المحظورات‏.‏

لكن السؤال هل مايقومون به يمكن أن يطلق عليه مصطلح الجهاد؟