سؤال يتردد بين الناس: مَن وراء الانفجار .. في ساحة المشهد الحسيني؟ خالد إمام

..وماذا بعد؟!
سؤال يتردد بين الناس:
مَن وراء الانفجار ..
في ساحة المشهد الحسيني؟
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

فور وقوع الانفجار في ساحة المشهد الحسيني.. توجهت إلي هناك لكي أري وأسمع بنفسي وعن قرب ماذا يجري ويقال.


لم أهتم كثيراً بالأجهزة المختلفة التي كانت تؤدي عملها.. وانشغلت بالناس الذين تجمعوا وكأنه يوم الحشر.


* * *


خرجت بحصيلة من السيناريوهات المتناقضة للحادث..كل واحد أكد أن روايته
هي الصحيحة .. ففي مثل هذه المواقف .. تكثر الاشاعات. والافتاءات.

* البعض قالوا إن العبوة الناسفة ألقتها منقبتان بصحبة رجل من أعلي فندق الحسين.


* آخرون سردوا رواية مشابهة وإن زادوا عليها بأن الثلاثة القوا
قنبلتين استهدفتا أتوبيساً سياحياً يقل عدداً كبيراً من الأجانب.. وأن
احدي القنبلتين لم تنفجر والثانية انفجرت بعد مرور الأتوبيس وعلي بعد 20
متراً فقط منه.

* فريق ثالث وصفوا أنفسهم بأنهم شهود عيان قالوا إن العبوة الناسفة
زرعت أسفل مقعد حجري في الحديقة التي تتوسط ساحة المشهد الحسيني.. وأن
انفجارها شطر المقعد نصفين وهو ما يتطابق مع بيان وزارة الداخلية.. وهذا
يعني أنها إما أن تكون قنبلة زمنية أو تم تفجيرها عن بعد.

وبالنسبة لعدد الضحايا.. كان هناك تضارب فيه أيضاً.. البعض قال 14
مصاباً. والبعض الثاني 18 مصاباً. وآخرون أكدوا وفاة سائحة وإصابة 21 من
مختلف الجنسيات.. وهو العدد الذي أعلن عنه رسمياً.

* * *


كل ما سبق وارد ويمكن أن ندرجه تحت بند الاجتهادات أو روايات أدعياء
أو شهود عيان.. وقد تكون صحيحة أو غير صحيحة.. لكن ما شدني فعلاً أن كثيراً من الناس كانوا يتساءلون عمن ارتكب الحادث.. كما أن الكثيرين أيضاً تساءلوا في دهشة واستغراب: هو الإرهاب مش انتهي من مصر؟


لقد استمعت إلي حوارات جانبية من الناس الذين تجمعوا ليتابعوا ما يحدث.. حتي أنهم اتهموا الدنيا بأسرها.


كل واحد وزع اتهاماته علي جهة.. مرة تنظيم القاعدة وفروعه وملحقاته
وأشباهه. وأخري إيران ووكلاؤها. وثالثة الجماعة المحظورة. ورابعة بعض
الفصائل الفلسطينية الشاردة بتشجيع من أنظمة محددة بالمنطقة. وخامسة
إسرائيل نفسها.. وهكذا أصبحنا من وجهة نظر الشارع مستهدفين من جميع
الجهات.

* * *


كلام لا يجوز أن نغفله أو نسمعه وننساه ولكن يجب دراسته جيداً وتحليله من كافة الأوجه.


لكن يجب أن يعلم هؤلاء وهؤلاء.. أنه لم يدَّع أحد أن
الإرهاب انتهي.. فالتصريحات الرسمية في مناسبات عديدة أكدت أننا حجمناه
فقط.. وأن كل دول العالم بما فيها مصر معرضة لهجمات إرهابية في أي وقت.

وهذا ليس قصوراً في مصر المترامية الأطراف والتي تفتح أبوابها للعالم
كله شرقه وغربه سواء الصديق الصريح أو العدو الذي يأتينا في ملابس
الأصدقاء.. بقدر ما هو حقد وحسد لمصر ومواقفها المبدئية التي لا يمكن أن
تتغير مهما كانت الضغوط والتحديات والتبعات.

مصر التي لم ولا ولن تتهاون أبداً في سيادتها وأمنها القومي وحقوقها المشروعة.


نعم.. نحن مستهدفون.. وقد تكون أي جهة مما ذكروا وراء الحادث.. ويقيني
أنه لن يخرج الجناة عن جهة من هذه الجهات لأنها محور الشر في هذا العالم..
ولكن يجب أن نترك جهات التحقيق تعمل في هدوء ودون ضغوط وتدخلات وإفتاءات
قد تفسد التحقيق.

***


ورأيي كمواطن مصري.. أنه إذا كان هناك من لا يعجبه موقفنا من الحرب
علي غزة ويريد فرض واقع جديد بأن يتعملق الأقزام. أو تهيمن وتسيطر قوي إقليمية
معينة مثل إيران. أو تستباح حدودنا وأرضنا. أو ينسف السلام لتحل محله
الحرب مع ما فيها من دمار وتخريب وقتل وتهجير وتوقف لكل أشكال التنمية..
فإنني أقول لهؤلاء: اشربوا من البحر لعلكم تشبعون أو تفيقون.

وإذا كان هناك من يتآمر علي مصر وهم كثر.. ويريد ضرب الاستقرار
والسياحة مستغلاً الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها السلبية علي جميع
الدول.. فإنني أنصح كل المتآمرين وأقول لهم: اذهبوا حيث يوجد سور الصين
العظيم.. أكبر جدار علي وجه الأرض واخبطوا فيه رءوسكم لعلها تلين أو
تتحطم.. لا يهم.

يا هؤلاء ويا هؤلاء.. لن تؤثرا فينا بحادث جبان وعارض. أو فرقعة من
يد مرتعشة. وحتماً.. حتماً سوف يرتد السهم إلي نحوركم قريباً.. وقريباً
جداً.