من الواقع محمد فوده

من الواقع
محمد فوده

أن يتهجم التليفزيون الإسرائيلي
"اليهودي" علي رمز الديانة المسيحية السيد المسيح وعلي أمه السيدة مريم
العذراء فهذا أمر لا غضاضة فيه ويمكن أن يندرج تحت مبدأ حرية الرأي!!

لكن أن ينبري فرد ما مسلم أو مسيحي وينكر المحرقة اليهودية
"الهولوكست" أثناء الحرب العالمية الثانية فهذه هي الطامة الكبري التي
تقوم الدنيا بأسرها ولا تقعد إدانة لهذا الإنكار!!

الدين السماوي بكل قيمه ومبادئه وأخلاقياته وإصلاحاته لا اعتبار له
إذا ما أساء إليه شخص أو جماعة.. أما إنكار حادثة اختلفت حولها الآراء ما
بين مصدق لها أو مكذب فهذا جرم الجرائم وكارثة الكوارث التي لا يمكن
التسامح معها!!

أرأيتم إلي أي مدي وصل النفوذ اليهودي للسيطرة علي العالم فكراً
واقتصاداً وإعلاماً.. وأصبح هذا العالم يدين بالطاعة العمياء لأولي الأمر
اليهود؟!

العالم الذي يتجاوز تعداده الآن ستة مليارات نسمة يخضع لإرادة عشرين
أو ثلاثين مليون يهودي هم كل تعداد أصحاب هذه الديانة علي وجه الكرة
الأرضية.

أمريكا المسيحية وأوروبا المسيحية لا تجرؤ أي منهما علي المساس
باليهود أو اليهودية فتهمة معاداة السامية سيف فوق رقاب الجميع.. حتي
البابا بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان والزعيم الروحي لطائفة المسيحية
الكاثوليكية - وهي أكبر طائفة مسيحية في العالم - لا يجرؤ أن يدافع عن
المسيح وأمه اللذين تعرضا للإهانة البالغة في التليفزيون الإسرائيلي!!

الأدهي من ذلك والأمر أن زعماء أمريكا وأوروبا هم الذين يقفون للدفاع
عن كل ما هو يهودي وكل ما هو صهيوني في المحافل الدولية. وهذه الدول هي
"مخزن الدم" الذي يمد عروق الدولة اليهودية التي قامت علي الاغتصاب بسائل
الحياة!!

نحن كمسلمين نستنكر بشدة وندين التهجم علي السيد المسيح وأمه مريم
البتول. ولو كان باستطاعتنا شيء غير الاستنكار والادانة لفعلناه.. فديننا
يأمرنا بالاعتراف والإيمان برسله جميعاً وكتبه ومنهم المسيح عليه السلام
والإنجيل.

يقول الله سبحانه وتعالي في أواخر سورة البقرة: "آمن الرسول بما أنزل
إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد
من رسله".

وفي القرآن الكريم سورة كاملة مكونة من 98 آية باسم مريم أم المسيح
عيسي عليه السلام دليلاً علي مكانتها ومنزلتها هي وابنها عند الله جل في
علاه.

ولكن ماذا نملك أن نفعل لرد هذه الإهانة عن السيد المسيح وأمه سوي الاستنكار إذا كان مسيحيو الغرب راضين بهذه الإهانة؟!


نرجو من الكنيسة الارثوذكسية في مصر ومن قداسة البابا شنودة الثالث أن
يصدر بياناً رسمياً يدين فيه هذا التهجم علي السيد المسيح وأمه.. وهذا
أضعف الإيمان.