قرآن وسنة د. عبد الله النجار

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار

لا يجوز أن يمر العنف الذي يصاحب بعض
جرائم القتل في أيامنا دون أخذ العبرة منه والاستفادة من مؤشرات وجوده.
فإن تلك المؤشرات سوف تساعدنا علي تحليل كثير من الظواهر الإنسانية التي
أصبحت تشكل خطراً كبيراً علي حياتنا ووجودنا. وتمثل أكبر مصدر لتهديد
أمننا. وايجاد الحلول لها وفقا للقراءة الصحيحة التي تعطينا تصوراً صادقاً
لتلك الجرائم حتي نستطيع أن نوجد العلاج الأمثل لتلافيها أو تقليل خطرها
إلي أقل مدي يمكن أن يصل إليه.

ومن أهم الملاحظات التي تكشف عنها تلك الجرائم. إن مقدار العنف فيها
بلغ حداً من الشدة لم تجر علي مثال سبق. وإذا كان المنطق والعقل يقول إنه
لا يضر بعد ذبح الشاه سلخها وتقطيعها. فإنه قتلة عصرنا لا يكتفون بإزهاق
أرواح ضحاياهم. ولكنهم يتبعون ذلك بتمزيق أجسادهم وتقطيعها إربا إربا
وتوزيعها علي أحياء المدينة حتي تتوزع أشلاؤها في مخلتف الانحاء ولا يمكن
تجميعها إلا بشق الأنفس. ذلك إذ ما أمكن جمعها وهو ما لا يتيسر في كثير من
الجرائم ومن ثم يتفرق دم ضحاياها بين الأماكن. وليس بين القبائل كما كان
المجرمون يفعلون من قبل. فعلها منذ شهور طبيب مشهور حين قتل ضحيته. ثم قام
بسلخه وتقطيعه إربا وشرع في توزيع أشلاء جسده علي الأماكن المختلفة إلي أن
حال دون ذلك التعجيل بالقبض عليه. وفي هذه الايام وقعت جريمة مشابهة قام
الجاني فيها بقتل ضحيته. ولم يكتف بذلك. فأتبع ذلك بتقطيع بدنها. لكنه
استعجل الهرب إلي بلده العربي. قبل أن يكمل توزيع بدنها علي مختلف
الأماكن. بل وقبل أن يكمل تقطيع بدنها فترك إحدي رجليها مع النصف العلوي
دون تمزيق. إلا أنه كان قد بادر إلي فصل رأسها عن بدنها. ومن قبل هاتين
الجريمتين قامت زوجة بقتل زوجها وطبخه في قدر مغلي. وقالت: إن لحمه كان
لذيذاً إن هذه الشراسة في الإجرام تدل علي مدي الاستهانة بآدمية الإنسان
واحتقار حياته وذلك بالمخالفة لشرع الله الذي جعل الاعتداء علي نفس واحدة
بمثابة اعتداء علي حياة البشرية جمعاء. قال تعالي: "من قتل نفساً بغير نفس
أو إفساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس
جميعاً". وقد صاحب تلك الظاهرة ما يؤكدها من جرائم الاتجار في البشر.
وسرقة الأعضاء البشرية لمن يدفعون. ولا ندري إلي أي منحدر يتجه البشر.
إننا نغرق. انقذونا يا عباد الله.