الحسناء.. خطفت زوج "طنط"

انتهت الخلافات بما يشبه القطيعة بين
طاهر وزوجته علا. حتي التحية والسلامات كان كل منهما "يستخسرها" في الآخر.
هذا إذا التقيا أصلا فقد كان كلاهما يتحاشي لقاء "نصفه الثاني".

خلال هذه الأزمة.. كان الزوج يغيب كثيرا عن البيت. بدعوي الهرب من
المشاكل. ومن كل شيء يذكره بها. فوجوده بالقرب منها يشعره بالاختناق كما
يقول أما هي فقد كانت أيضا تجد الراحة في "بعده" عنها. وتقول لكل من
يسألها عنه "غار في داهية"!!

لكنه في الحقيقة لم يذهب في "داهية" كما كانت تمني نفسها. فقد كان
يقضي معظم وقته في خدمة مطلقة شابة جميلة جدا. والأجمل أن وجوده بجانبها
لم يكن يثير الشبهات أبدا. فقد كانت علي صلة قرابة متينة جدا بزوجته. التي
تناديها ب"طنط" كما أن فارق السن بينهما كبير جدا. حتي أنها كانت تناديه
"أونكل".

لكن "اللي يخاف من العفريت يطلع له".. وهذا ما حدث بالضبط. فقد خطفت
"العصفورة" الرجل ال"أونكل" من "طنط" التي خلعت زوجها. في واحدة من أغرب
قضايا الخلع التي شهدتها محاكم الأسرة.. حتي الآن.

كان زواجهما تقليديا وأقرب إلي ما يكون "زواج مصلحة" هو متطلع "ويهتم
بما سيكسبه من وراء هذه الزيجة. وهي رأت فيه العريس المناسب المنحدر من
أسرة ذات سمعة طيبة.

كان واضحا أن ما وقع في قلبيهما "التفاهم" فقط. أما الحب فسيأتي بعد
الزواج. كما هي العادة في زواج "الصالونات" الذي يلتقي فيه الطرفان
بالصدفة ويكفي فيه "القبول".. في البداية علي الأقل.

بعد الزواج.. اكتشف "طاهر" أن زوجته "حريصة" جدا.. وواعية لدرجة
البخل فلم تعطه شيئا من الأموال التي تحت يديها ليكبر مشروعه ورفضت مجرد
مناقشة فكرة أن تشاركه في هذا المشروع. رغم الاغراءات التي قدمها لها..
قالت له بحسم وجفاء: "لا أفهم في التجارة"!

شراكة


قال لها: لكنني زوجك وسوف تكونين شريكتي أي لن أسرق أموالك. وكل ما أملكه لك ولأولادنا.


قالت: "خليني في المضمون.. كل واحد يشيل نفسه".


يعني أروح استلف من الغريب.. بينما أنت لا تمدين لي يد المساعدة..؟!


أدارت له ظهرها وهي تتمتم بعبارات غاضبة أدرك منها أنها "صدرت له الطرشة" ولن تسأل فيه أبدا.


هذا الموقف جعله ينفر منها ويعيش معها وكأنهما أعداء تحت سقف واحد..
كانت الحياة لابد أن تستمر بشكل أو بآخر ولو من أجل الأولاد.. ولكنه كان
يعيش في البيت بجسده فقط. أما قلبه فقد كان مع أي حسناء يجد منها علامة
الرضا والقبول.

بالطبع.. كانت "علا" تستشعر هذا التحول من جانب زوجها لكنها اعتبرتها
"سحابة صيف" لن تلبث أن تختفي سريعا. وسوف تخرج في النهاية منتصرة..
وأموالها معها فشعارها أنه لا أمان مع الرجال.

مع مرور الأيام.. اعتادت "علا" علي هذا النمط من الحياة الزوجية
الفاترة. وأصبحت بالنسبة لها "طبيعية".. المهم عندها أنه يتكفل بالانفاق
علي الاسرة

آخر من يعلم


وكالعادة.. فإنها كانت آخر من يعلم أن الرجل "يلعب" بذيله.. وحتي
عندما وصلتها أخبار المراهقة المتأخرة التي يعيشها زوجها. لم تصدقها..
وقالت: "البنات هيحبوه علي ايه".

زادت هذه المغامرات من حالة "الجفاف" العاطفي التي يعيشها الزوجان..
ومع ذلك لم تهتم فقد كانت هي أيضا تعيش معه.. والسلام حتي لا تدمر الأسرة
كلها ويسدد أبناؤها فاتورة الطلاق.

لكن الحال تغير فجأة.. وأصبح الرجل يعشق الجلوس في البيت!!


هذا التغير لم يأت فجأة. فقد جاء مواكبا لوجود مطلقة صغيرة حسناء
تربطها علاقة قربي متينة بزوجته.. كانت الشابة الجميلة تناديه "أونكل" فقد
كان يكبرها بأكثر من 20 عاما.. وكانت "طنط" زوجته لا تجد أي بوادر للخيانة
في وجوده بالقرب منها بل كانت تعتبر وقوفه بجانب قريبتها "شهامة".. كان
الرجل يتابع القضايا التي أقامتها "الجميلة" ضد مطلقها فمن غير المعقول أن
يتركوا المرأة الشابة بمفردها في مواجهة ذئاب المجتمع التي تري في أمثالها
"فريسة".

هدنة!!


لكن هذه الهدنة لم تطل طويلا. فقد بدأ الرجل يهجر البيت من جديد.
ويعود إليه متأخرا. بعدما تكون زوجته قد ذهبت إلي النوم.. كان يشيع أنه لا
يريد أن يري "وشها" خاصة أنها لم تمد له يدها عندما كان في حاجة إليها..
أما الآن فقد استقرت أحواله. وأصبحت يده هي العليا في البيت. وإذا لم يكن
هذا الحال يعجبها.. ف"الباب يفوت جمل"!

لم يكن أحد يعرف أين يذهب هذا الرجل "الخمسيني" لكن من غير المتوقع
أنه يقضي كل هذه الساعات في المقاهي لابد أنه "يكمن" في مكان ما.. ومن
الأرجح أنها امرأة أخذت بتلابيب عقله وقلبه لدرجة أنه لم يعد يشعر بوجود
زوجته. ولا يحتاج إليها مطلقا.. وهذا ما يخالف الطبيعة البشرية.

ظل المكان الذي يختفي فيه لغزا يحير الجميع. وفشل أصحاب "حب
الاستطلاع" في كشف هذا السر.. صحيح أن البعض كان يشاهده بصحبة المطلقة
الشابة الجميلة. لكنها كانت خارج حدود الشبهات والاتهامات.. فمن غير
المعقول أن تفكر هذه الحسناء في "أونكل" وإذا كان عقلها "خايب" فهل ستتزوج
زوج "طنط"؟!!

وهذكا ازداد اللغز غموضا.. فالمرأة الوحيدة التي يتردد عليها.. لا يمكن توجيه أصابع الاتهام إليها إلا بنسبة "نصف في المائة"!!


إذن.. ما هي الحكاية؟!!


لكن نسبة "النصف في المائة" قلبت كل الموازين.. فقد تأكدت الأخبار التي تقول إن هناك "علاقة" تربط بين الغراب.. واليمامة!!


واجهت "علا" زوجها بهذه الأخبار.. كان أسلوبها مستفزا. ولا يتناسب مع طبيعة العلاقة "الهشة" بينهما..


هذا الاسلوب لم يعجبه فقط.. بل أثار حنقه.. كان يود لو يستطيع أن
يخنقها بيديه لكنه وجد من الأفضل أن يقتلها.. ولكن بدون سلاح ففجر في
وجهها القنبلة قال لها إنه تزوج قريبتها الشابة. ويعيشان في شهر عسل
دائم!!

تبلدت مشاعر الزوجة.. فالطعنة جاءتها من آخر شخص كانت تتوقع منه
الخيانة. ثم ماذا سيقول الناس.. من المؤكد أنه سيستلقون علي "قفاهم" من
الضحك عندما يعرفون أن الجميلة خطفت زوج "طنط".

أنها مقارنة غير عادلة.. ولا منطقية.. لكنها حدثت بالفعل.. ولا حل
لها سوي الخلع الذي أقامته علا.. وقالت لكل من جاء يواسيها.. الحمد لله
انني لم أعطه أموالي.. كنت أشعر بأنني سأحتاج لها لأنني لم أشعر معه
بالأمان.