عندما يموت الضمير:

عندما يموت الضمير:
"المالك" شرد العجوز .. يريد الزج بها في السجون
حقا.. مازال العرض مستمراً

قضايا بالمئات من فئة ضالة من بعض أصحاب
العقارات تروع حياة الناس من بعض المستأجرين وتثير الذعر والفزع في قلوب
الأبرياء.. قضايا مازالت متداولة في ساحة العدالة وأخري تم الفصل والحكم
فيها.. وحكايات لا تنتهي يندي لها جبين الانسانية من بشاعة وقسوة ممن ماتت
قلوبهم وضمائرهم في لحظة واحدة باعوا فيها ضمائرهم لشيطان الجشع والطمع..
من بين الضحايا أرملة عجوز مقطوعة من شجرة لا ولد ولا ونيس أو شقيق وقعت
بين أنياب مالك عقار "نافش ريشه".. استغل ضعفها وقلة حيلتها وجهلها بخبايا
وثغرات القانون.. يريد تشريدها في الشوارع والزج بها بين جدران السجون
بحكم قضائي استصدره ضدها بالغش والتدليس!!

كانت تعيش حياة الاستقرار والأمن والأمان في كنف زوجها العامل البسيط
الحال.. ودامت العشرة الطيبة بينهما علي مدي حوالي أربعين عاما ورغم أنهما
لم يرزقا بأطفال علي مدي تلك السنوات من الزمان إلا أنهما حمدا الله علي
الرضا والستر وسارت بهما الحياة و السنون هادئة ومستقرة بين جدران المنزل
العائلي بالقرية.

حياة القسوة


لم تكن تدري بأنها علي موعد مع مرارة قسوة القلوب يوم اختطف الموت
شريك عمرها منذ عامين ..وودعت فيه الطيبة والعشرة الطيبة وأغلقت باب
غرفتها بالمنزل العائلي بالقرية..راحت تجتر الذكريات العطرة التي تفوح من
بين جدرانها عطف وحنان ورعاية زوجها الجفن الذي كان يحميها من شرور
العباد.. تركها لحياة الشقاء تتلاطمها في خريف العمر الذي صار يزحف إلي
الخامسة والستين.. "طفشت" من مسكن الزوجية من قسوة قلوب من حولها لم تنجب
من يساندها في العجز والكبر.. صارت حياتها مشردة علي مدي شهور بين مساكن
بعض أقاربها من أصحاب القلوب الرحيمة حتي استقر بها المطاف إلي استئجار
شقة متواضعة تضم غرفة واحدة بموجب عقد إيجار تضمن الايجار الشهري مائتي
جنيه.. رضخت بطيبتها وسذاجتها الريفية لمطلب المؤجر في التوقيع علي إيصال
أمانة علي بياض.. التزمت بكل انتظام علي سداد الايجار ولكونها وحيدة تريد
البعد عن المشاكل ووجع الدماغ مع المالك تناست الحصول علي إيصال بسداد
الإيجار.

خداع الشيطان


بدأت رياح الشر والغدر تهب من حول الأرملة المسكينة من كل اتجاه..
فوجئت بالمالك يطرق باب مسكنها بابتسامة الغش والخداع راح يطالبها بترك
الشقة.وبطيبتها وضعفها قابلت مفاجأته القاسية بكل رضا واستجابة.. استجدت
إنسانيته بأن يمهلها فرصة ولو لمدة شهر للبحث عن مسكن بديل يأويها من حياة
التشرد والضياع.. ولكن باءت محاولتها بالفشل في العثور علي مسكن لضيق ذات
اليد بين يديها أمام جشع الملاك بمطالبتها بسداد مبلغ لا يقل عن خمسة آلاف
جنيه كخلو رجل ورصيدها في بنك الدنيا صفر.

رعب


وهنا نهرها الملاك بغلظة وهددها بطردها بالقوة لم يشفع بحجزها وحالها
ليصنع صاحب العقار من تحويل حياتها إلي فزع ورعب.. فوجئت بما لا يصدقه عقل
إنسان أو يخطر لها علي بال برجال الشرطة التفوا حولها لتنفيذ حكم قضائي
استصدر ضدها المالك المخادع بالحبس سنتان وإتهامها بخيانة الأمانة بموجب
إيصال الأمانة الذي بين يديه أعطاه لقريب له دون مبلغ مائتي ألف جنيه وصدر
الحكم بالغش والتدليس انتابتها حالة من الهوس والحزن المرير ووسط صرخاتها
الخافتة التف حولها الجيران واندفع من بينهم فاعل خير راح يهدأ من روعها
ويصطحبها والمحامي الجار إلي المحكمة..واتخذت اجراءات المعارضة في الحكم
ولاتزال القضية أمام منصة العدالة لتعيش مأساتها الانسانية وسط حياة الرعب
بسبب صاحب عقار مات ضميره وأعماه شيطان الطمع والمال.. أغرته مظاهر الدنيا
عن حساب الآخرة.. تناسي أن كلمة حق وحكم العدالة ينسف جبال الباطل.

وصارت الأرملة العجوز لا تملك سوي أن ترفع يديها المرتعشتين بفعل
الشيخوخة إلي عدالة السماء تدعو العلي القدير أن يوقظ ضمير صاحب المنزل
ويقف وقفة تأمل طويلة يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الذي لا يغفل ولا ينام.

يعطيكـ العافيهـ


ع


المجهود الاكثر



من


رائعـ


لاعدمناكـ