تليفون الوزير محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
تليفون الوزير

يكلم الوزير الصحفي يوميا.. أو هكذا يقول.


ويكلم الصحفي الوزير في كل الأوقات.. أو هكذا يقول.


وقد حباني الله نعمة عدم الاتصال بالمسئولين.. أو الادعاء.


هكذا اكتب علي حريتي قدر استطاعتي لا أتلقي عادة تعليقا فأتصور ان أصحاب المعالي لا يقرأون وإذا قرأوا لا يبالون.


ومع ذلك لم اسلم وأذكر مكالمة غاضبة تتسم بالوقار والأدب من الدكتور
مفيد شهاب وزير شئون مجلسي الشوري والشعب تصحح واقعة نقلتها عن مقال
للدكتور "محمد أبوالغار" الأستاذ بكلية الطب والداعي لإصلاح الجامعات. كان
الدكتور شهاب طرفا فيها عندما كان وزيرا للتعليم العالي.

ومكالمة ودودة في وقت متأخر من الليل من السفير أحمد أبوالغيط وزير
الخارجية يضيف لمعلوماتي ما فاتني من موقف للوزارة وقد امتد الحديث بعض
الوقت وتشعب.. وفي بالي ان الوزير من لطفه دعا عددا من الكتاب لمائدة كشري
عند "أبوطارق" متصورا أن تتكرر الدعوة وقد يصيبني الدور ولكنها كانت مرة
واحدة ولدائرة خاصة من الصحفيين وفي ظروف لم تتيسر بعد ذلك.

ومكالمات أخري جرت في جو مشابه وكانت دائما مرة واحدة. من وزير أو محافظ أو كبير تركت في نفسي اثرا طيبا وانتهي!


طاف بخيالي ما سبق وجري عندما دق جرس التليفون علي الصبح وسمعت صوتا
يدل علي طيبة صاحبته تخبرني بأن الدكتور محمود محيي الدين يطلب مكالمتي..
رحبت ويبدو ان الترحيب لم يكن كافيا فظنت أنني لم استوعب الاسم. إذ أضافت
"وزير الاستثمار". لم تكتمل المكالمة لسبب أو آخر فاعتذرت الفتاة واقترحت
أن تعيد طلبي حتي لا انتظر علي التليفون.

أصابني قلق خفيف لا لشيء إلا لأنني لا أحب العتاب ولابد أنه قرأ مقال
"الوثيقة الناقصة" وفيه حديث عن الدكتور فؤاد محيي الدين واشارة للدور
الذي لعبته أسرة محيي الدين من زكريا وخالد أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو
وحتي محمود وزير الصكوك والخصخصة!!

جاءني صوته فتيا متحمسا مرحبا شاكرا ذكر اسم اسرته بالخير.. تبادلنا
عبارات الود الصادقة منتظرا السبب الآخر للمكالمة.. فإذا به بذكاء ولطف
يستأذن في ان يرسل لي مجموعة من الأوراق تقدم صورة أفضل للدور الذي تقوم
به وزارة الاستثمار وأضاف: لأن الصحفيين يفضلون أحيانا اختيار أوصاف عابرة
بينما هناك أعمال كثيرة دون بأس من بعض الصكوك وبعض الخصخصة وهذا هو بيت
القصيد.

لم يأت الليل وإلا وكانت بين يدي أوراق عن وزارة الاستثمار في عام
ومجموعة كتب فرحت بها. أصدرها مركز اعداد القادة لإدارة الأعمال التابع
للوزارة عن رواد الاستثمار في مصر: محمد أحمد فرغلي ملك القطن وأحمد عبود
الاقتصادي العصامي وفاطمة اليوسف الريادة والإدارة وعبداللطيف أبورجيلة
امبراطور الأتوبيس وسيد جلال ابن البلد وآسيا داغر صانعة البهجة.

أصبحت تليفونات الوزراء ممتعة مع أنهم يتعرضون للأهوال.. بحق وبدون حق!!