انفجار الحسين .. إرهاب نفسي أيضاً ! لابد من إغلاق مدارس الإنترنت .. لتعليم صناعة القنابل بقلم:خالد إمام

..وماذا بعد؟!
انفجار الحسين .. إرهاب نفسي أيضاً !
لابد من إغلاق مدارس الإنترنت .. لتعليم صناعة القنابل
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

يجب أن نسلك كل الطرق وألا نغفل احتمالاً واحداً ونحن نحقق ونحلل حادث الانفجار الإرهابي الذي وقع في ساحة المشهد الحسيني.


نعم.. قد يكون وراءه دولة أو تنظيم أو تيار متطرف.


.. وقد يكون عملاً فردياً طائشاً وتهوراً إلي درجة الجنون.


.. وهو في كل الأحوال يستهدف ضرب السياحة في مصر.


لكن.. من الضروري كذلك أن ننظر إليه علي أنه إرهاب نفسي أيضاً.



* * *



كل الدلائل تؤكد أن مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية استهدفوا
السياح الأجانب علي وجه التحديد.. وبالتالي فإنني شخصياً لا أميل إلي أن
الحادث عشوائي وغير مخطط له كما يقول البعض.

صحيح أن العبوة الناسفة بدائية ومحلية الصنع.. ولكن هذا شيء.. والتخطيط للجريمة شيء آخر.


الجريمة تم التخطيط لها جيداً.. وتحديد مكان وضع القنبلة بدقة وعناية.


الدليل علي ذلك.. أن القنبلة وضعت أسفل مقعد حجري بجوار الحديقة التي
تتوسط ساحة المشهد الحسيني.. وهو المكان الذي اعتادت أتوبيسات السياحة
الوقوف بجواره لنزول ركابها من السياح الأجانب وتجميعهم لبدء الزيارات.

السؤال: لماذا هذا المكان بالذات.. إلا إذا كان الحادث مخططاً له؟



* * *



أيضاً.. يجب التنويه إلي دور إدارة مكافحة جرائم الإنترنت في
مراقبة بعض المواقع التي تبث طريقة تصنيع القنابل بدائية الصنع.. وهو ما
يستغله البعض في تصنيع مثل هذه القنابل داخل حجرات أو دكاكين أو ورش في
أماكن نائية أو متطرفة.

إن هذه المواقع هي بمثابة مدارس لتخريج الإرهابيين.. ومن ثم يجب مراقبتها جيداً والتوصل إلي أصحابها ومعاقبتهم.


وإذا كنا نحاكم ونعاقب من ينشر فكراً متطرفاً أو هداماً.. فمن باب
أولي أن نفعل نفس الشيء مع مدارس الإرهاب علي النت.. وبين أيدينا دليل
دامغ علي نتائج هذه المدارس.. انفجار الحسين.


* * *



النقطة الأخيرة.. أن قرب الانفجار من المشهد الحسيني يثير
سؤالاً في غاية الأهمية هو: هل نحن أمام نوع جديد من الإرهاب يستهدف دور
العبادة في مصر؟

الدنيا بأسرها تعلم جيداً أن المصريين يرتبطون عقلاً وقلباً وشعوراً
بدور العبادة سواء كانت مساجد أو كنائس.. وبالطبع فإن الإرهابيين يعرفون
عنا ذلك جيداً.

بالتالي.. فإنهم عندما يستهدفون السياح أمام واحد من أكبر وأهم مساجد
أهل البيت وهو الحسين رضي الله عنه مع ما له من مكانة في القلوب. فإن ذلك
يعتبر إرهاباً نفسياً أكثر منه أمنياً.

إن الضرر النفسي الناتج عن حادثة ولو بسيطة تتعلق بمسجد أو كنيسة
يكون كبيراً.. وأكبر بكثير من أي خسائر مادية.. فما بالك إذا كان الحادث
إرهابياً؟


* * *



في عام 2005 وقع حادث إرهابي أكبر وأشد في شارع الأزهر.. لكن تأثيره علي النفس كان أقل وطأة من حادث ساحة المشهد الحسيني.


لذا.. يجب تشديد الرقابة حول دور العبادة المختلفة سواء كانت مساجد أو كنائس لمنع تكرار ما حدث في الحسين.


من الضروري سد كافة المنافذ والطرق أمام الإرهابيين للإضرار بنا
وبضيوفنا جسدياً أو نفسياً.. ولكن الأهم أن يحدث ذلك دون تضييق الخناق علي
مرتادي دور العبادة أو تسرب مشاعر الخوف والقلق إلي نفوس السياح.

الأمر يحتاج إلي ذكاء في التعامل.. وإلي تقنيات حديثة أكثر.. وأفراد شرطة أقل.