الدرع والرمح بقلم : محـمود معـوض

من طرف **tete** الخميس فبراير 26, 2009 12:41 pm

أحوال عربية
بقلم : محـمود معـوض

الدرع والرمح

‏*‏
اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقف المفاوضات مع إسرائيل هو الرد
المناسب علي تشكيل حكومة متطرفة‏,‏ واعتقد أن الفلسطينيين الآن باتوا
يدركون أنه لايوجد ما يمكن الرهان عليه لدي شعب اسرائيل الذي صوت لليمين
واليمين المتطرف وليس أمام الفلسطينيين سوي الالتفاف حول المقاومة بعد
سقوط كل الرهانات علي إمكانية التوصل لتسوية سياسية‏.‏

ولعلها فرصة
لتطبيق نظرية الدرع والرمح التي طرحها المفكر المصري الدكتور حسن حنفي علي
صفحات الزميلة العربي لسان حال الحزب الناصري‏..‏ النظرية تقول‏:‏ النضال
يحتاج إلي درع ورمح‏..‏ فالسلطة الوطنية تمثل الدرع الذي يحمي والمقاومة
تمثل الرمح الذي يطعن‏..‏ يد تعارض ويد تقاتل وكلاهما يد مقاتل واحد‏.‏
‏
*‏
لم تدم الفرحة سوي‏24‏ ساعة‏.‏ كانت هي الفاصل بين قرار أصدره البرلمان
الأردني بتقديم مذكرة قانونية موثقة إلي المحكمة الجنائية الدولية ضد
إسرائيل‏.‏ وبين قرار آخر أصدره نفس البرلمان بالتراجع عن الطلب الرسمي
بالتحقيق مع جنرالات اسرائيل المجرمين‏.‏

كنا نتمني أن نفاخر بأن
لدينا برلمانا عربيا تصدي وسجل في مضابطه علي الأقل أنه حاول ولم يفلح لكن
التراجع لم يقلل من قدر البرلمان الأردني وهو البرلمان العربي الوحيد الذي
أحرق العلم الاسرائيلي تحت قبته‏.‏

أما ملك الأردن فإنه يسجل له أنه الرئيس العربي الوحيد الذي تبرع بدمه من أجل ضحايا غزة‏.‏

‏*‏
رغم أن بابا الفاتيكان اعتذر شخصيا لليهود في مقر البابوية بروما منذ
أسبوعين ردا علي تصريحات المطران ريتشارد وليمون الذي أنكر المحرقة‏..‏
إلا أن الصهاينة اذاعوا برنامجا تليفزيونيا وجهوا فيه عبارات بذيئة وسيئة
للسيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء لايصح الخوض فيها‏.‏

ليت قداسة البابا يلغي زيارته المقررة لاسرائيل في مايو المقبل‏.‏ ولو من باب حفظ ماء الوجه مع دولة تتعامل علي أنها قدس الأقداس‏.‏
‏
*‏
القرار الذي اتخذه رجب طيب أردوغان بوقف المزايا المالية الممنوحة لنواب
وقيادات حزبه الحاكم في تركيا لمواجهة الأزمة المالية يكشف حالة الانسجام
مع النفس والمصداقية التي يتمتع بها رئيس الوزراء التركي ورغم أن الجميع
شهد له بالحكمة السياسية التي حددت المدي في خلافه مع اسرائيل الا أنه يري
أنه ليس من الحكمة الصمت علي من يرتكب جرائم ضد الانسانية حتي ولو كان
مرتكبها صديقا أو حليفا لكن الأهم ـ من وجهة نظري ـ هي الرسالة التركية
الموجهة إلي الاتحاد الأوروبي والتي تقول إن تركيا لن تسمح لنفسها بأن
يموت ضميرها مثل آخرين حتي ولو كان الثمن هو التضحية بالحلم التركي في
الانضمام للاتحاد الاوروبي‏!!‏