الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة رسالة إلي المتطاولين والمتآمرين بقلم: خالد إمام

من طرف نورا نورا الخميس فبراير 26, 2009 7:23 pm

..وماذا بعد؟!
بقلم: خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg
الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة
رسالة إلي المتطاولين والمتآمرين

حاول من حاول. وتشنج من تشنج. وتطاول من تطاول. وتآمر من تآمر.. ولكن بقيت الحقيقة الدامغة انه لا يصح الا الصحيح.

هذا ما يستنتجه وبسرعة البرق كل من يوجه بصره اليوم إلي القاهرة ليجد
13 فصيلاً فلسطينياً يجتمعون في عاصمة المعز برعاية مصرية من أجل الاتفاق
والتوافق.

***

لقد استغل بعض الأقزام العدوان الإسرائيلي علي غزة وحاولوا القفز لخطف
القضية الفلسطينية وتسليمها يداً بيد إلي إيران لإستخدامها ورقة ضغط علي
العالم كله. ومعبراً للهيمنة الفارسية والتغلغل الشيعي في الجناح الغربي
من العالم العربي بعد أن تسربوا وتسرطنوا في جناحه الشرقي.

.. وتشنج الأذناب القابعون خلف نهر الليطاني في جنوب لبنان لتمهيد
الأرض أمام الزحف الفارسي خاصة أنهم الوكلاء المعتمدون للملالي في طهران.

.. وتطاول الحاقدون علي ريادة ومكانة مصر.. ودفعوا بالمظاهرات
المأجورة هنا وهناك بهدف تغييب وتأليب الشارع العربي عامة والمصري خاصة.

.. وتآمر أصحاب الألف وجه سواء من القيادات الفلسطينية الشاردة أو
الجماعة المحظورة من أجل تحقيق أهدافهم الرخيصة ولو علي حساب أكبر دولة
عربية. ولو كان الثمن ضياع قضية العرب الأولي.. القضية الفلسطينية.

كان لكل منهم أهداف وأجندة مستقلة.. وأن اتفقوا علي هدف واحد هو إزاحة السد العالي المنيع الذي يعترضهم.. مصر.

لكن.. خاب مسعاهم وارتطموا بالحقيقة وهي أن مصر لايمكن ازاحتها ابداً
بقرار من طهران ومستحيل تجنيبها أو اغفال دورها الأساسي في أي حوار أو
تسوية أو اتفاق يخص الشعب الفلسطيني وقضيته بناء علي رغبة الدوحة أو دمشق.

***

كانت الفصائل الفلسطينية أكثر وعياً من كل من حاول أو تشنج أو تطاول
أو تآمر.. وأعلنتها صريحة ومدوية: لا تهدئة دون أن يمر الاتفاق عبر مصر.
ولا مصالحة ووفاق بدون رعاية مصر. ولا سلام إلا بمصر.

من هنا.. وافقت هذه الفصائل علي الحضور إلي القاهرة والاجتماع تحت
رعاية مصر لإنهاء الانقسامات وحالة الاحتقان الموجودة بينها وبالتالي يكون
ذلك بداية للمصالحة وتوحيد كلمة "كل الفلسطينيين" من أجل تحقيق الهدف
الأسمي.. إقامة الدولة الفلسطينية.

***

لقد كان محدداً عقد هذا المؤتمر يوم الأحد الماضي.. ولكن تم تأجيله حتي اليوم لإتاحة الفرصة أمام الفصائل لمزيد من التشاور والاتفاق.

من المؤكد أن هذا التأجيل خير علي الفصائل.. فمن الواضح أن هناك هدوءاً نسبياً بين مختلف الفصائل.

بالتالي.. فإن المؤتمر فرصة ذهبية لوضع رؤية شاملة للمستقبل الفلسطيني
خاصة أن الاجتماعات الثنائية والجماعية والتي كان آخرها أمس تبشر نتائجها
بالخير خاصة فيما يتعلق بوقف الحملات الإعلامية والاعتقالات السياسية.

حوار القاهرة سوف يناقش ورقة عمل مصرية تشمل الرؤي المختلفة
للفصائل.. كما يركز علي تشكيل آلية عمل اللجان الخمس المخصصة لمباشرة
الملفات المعروضة علي اجتماع اليوم وهي لجان: تشكيل حكومة التوافق الوطني.
وإعادة بناء الأجهزة الأمنية. والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وتطوير وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية. وإقرار المصالحة الوطنية.

الملفات الخمس مهمة.. ومهمة جداً.. والاتفاق عليها ينهي كافة المشاكل القائمة.

***

إن مصر "الكبيرة" قادرة علي تقريب وجهات النظر المختلفة والخروج بتوافق فلسطيني يحل جميع الخلافات.

تشكيل حكومة توافق وطني تضم مختلف الفصائل برؤية فلسطينية معناه تفويت
الفرصة علي إسرائيل في رفض التعامل مع حماس.. وبالتالي لا يكون هناك أي
ذريعة تمنع رفع الحصار أو فتح المعابر وفق اتفاقية 2005 لمرور الأفراد
والمواد الغذائية والطبية ومستلزمات الاعمار.

.. وإعادة بناء الأجهزة الأمنية كفيلة بمنع الفوضي القائمة والاتهامات المتبادلة بالفساد. وضبط إيقاع الشارع الفلسطيني.

.. والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية ثم إجراؤها بشفافية
ونزاهة هو أمر يرضي جميع الفلسطينيين ويلغي من القاموس ازدواجية الحكم
والسيطرة.. أياً كان من سيختارهم الناخب.

.. وتطوير وإصلاح منظمة التحرير.. أصبح ضرورياً وحيوياً.. خاصة أن
هناك فصائل لا تنضوي تحت لواء المنظمة وفي مقدمتها حماس والجهاد.. وقد حان
فعلاً وقت التطوير والإصلاح لهذه المنظمة.. الممثل الشرعي والوحيد للشعب
الفلسطيني.

بالتالي.. يكون إقرار المصالحة الوطنية مجرد تحصيل حاصل.. لأنه النتيجة الطبيعية لكل ما سبق.

***

ليقل لي كل من حاول وتشنج وتطاول وتآمر.. هل كان يستطيع الخوض في هذا البحر الهائج؟

.. وليقل لي أيضا كل منهم.. هل كان سيتعامل مع هذه القضايا الشائكة
بتجرد عن الهوي الذي لازمهم ودفعهم إلي ما دفعهم إليه من أثرة وعمالة
وخيانة؟

نحن واثقون من أن التاريخ سوف يحكم لنا.. بالضبط كما أنه سيحكم عليهم.

فهل وصلت الرسالة.. إلي كل منهم؟