من الواقع محمد فوده

من الواقع
محمد فوده

شيء جميل أن تمد مصر للطيران خطوطها إلي
كل انحاء العالم عواصمه ومدنه. فقد أصبحت مصالح الشعوب متشابكة وزادت هذه
المصالح بين الدول بعضها مع بعض. واستدعي ذلك الإقبال علي استخدام
الطائرات كأسرع وسيلة آمنة بعد ادخال وسائل أمان كبيرة عليها.

وإذا كانت التقديرات تقول إن هناك نحو ثلاثة ملايين مصري يعيشون خارج
وطنهم وإذا كان المواطن المصري دائم الارتباط بوطنه عاطفيا ويحب العودة
إليه في اجازاته. فإن ذلك يضع علي عاتق شركة مصر للطيران مسئولية
توفيرالطائرات وعقد الاتفاقات التي تتيح لهذه الأعداد الهائلة التنقل بين
بلدهم وبين البلاد المقيمين فيها.

ومعروف ان أكبر نسبة من العاملين المصريين خارج وطنهم تتركز في الدول
العربية وبالذات دول الخليج. بالإضافة إلي دول أخري في شرق آسيا وتركيا
وأوروبا.. والمصري بطبعه يفضل استخدام طيران بلده علي أي بلد آخر من واقع
الانتماء إلي جانب ما طرأ علي مستوي الخدمة من تحسينات في عهد الفريق طيار
أحمد شفيق وزير الطيران المدني والانضباط إلي حد كبير في المواعيد.

ولقد لفت انتباهي ما نشرته صحيفة "المساء" يوم الأحد الماضي من انه
تم الاتفاق مع تركيا علي تسيير 14 رحلة طيران أسبوعية بين البلدين.
بالإضافة إلي اتفاق آخر علي تسيير 7 رحلات إلي المجر.

وإذا كان هذا أمرا جيدا يصب في مصلحة الركاب بين مصر وكل من
الدولتين. وبالتالي يصب في مصلحة مصر للطيران التي أصبحت شركة عالمية
باعتراف الجميع.. فإن الأمر يستدعي دراسة اقتصادية جادة لخطوط أخري لا تقل
أهمية عن خطي تركيا أو المجر.

ومنذ ثلاث أو أربع سنوات تعودت السفر إلي كندا في زيارة عائلية وفي
كل مرة كنت استخدم خطوط الطيران المغربية أو اليونانية باعتبارهما الأقل
سعرا في هذه الرحلة عابرة المحيط.

وفي كل مرة كنت أيضا أعاني من عدم وجود أماكن علي الشركتين نظرا
للإقبال الشديد عليهما حيث يصعب حجز مكان أو مكانين أو أكثر قبل ثلاثة أو
أربعة شهور من موعد السفر.

ولذلك تساءلت: لماذا تقصر شركة مصر للطيران رحلاتها إلي كندا علي فصل
الصيف بواقع رحلة واحدة أسبوعيا لمونتريال ولا تمد رحلاتها إلي تورنتو وهي
أكبر مدينة تضم عددا كبيرا من المصريين؟! ولماذا لا يستمر الخط يعمل في
فصل الشتاء رغم الزحام الشديد علي الخطوط المغربية واليونانية؟!

لماذا لا يأمر أو يوجه الفريق أحمد شفيق المسئولين في الشركة لدراسة
تسيير رحلة أسبوعية علي الأقل إلي مونتريال ثم إلي تورنتو علي أن تهبط في
الأولي لمدة ساعة أو أقل ثم تواصل سفرها إلي الثانية. وفي العودة تأخذ
ركاب تورنتو وتهبط في مونتريال لتأخذ ركابها إلي القاهرة كما تفعل شركة
الطيران اليونانية "أوليمبيك".

أعتقد - ولعلي لا أكون مخطئا - ان مصر للطيران لو فعلت ذلك علي مدار
العام فإنها ستقدم خدمة للمواطن المصري المرتبط دائما ببلده وخدمة لنفسها
لأن هذا الخط سيكون اقتصاديا بمعني الكلمة.

نأمل أن تتم دراسة هذا الاقتراح تمهيدا لأخذ القرار الصحيح.