..ورقص اللبنانيون في مصر الجديدة!!بقلم: محمد علي إبراهيم

حكايات اسبوعية
بقلم: محمد علي إبراهيم
..ورقص اللبنانيون في مصر الجديدة!!


عاد وزير الدفاع اللبناني إلياس المر إلي فندقه الذي كان يقيم فيه بمصر
الجديدة عند زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي حيث وجد الوفد المرافق له في
انتظاره ليحكي لهم عن تفاصيل ما دار في مقابلته للرئيس مبارك التي حضرها
المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة.

بمجرد أن نزل إلياس المر من السيارة رفع يده بعلامة النصر.. هلل
اللبنانيون في صوت واحد.. وطفقوا يرقصون الدبكة ويغنون.. فهم النزلاء
الموجودون في بهو الفندق الفخم أن الوزير في أقصي درجات السعادة.

الرسالة التي وصلت إلي جميع من في الفندق حتي عمال النظافة أو موظفي
الحجز أو حراس الأمن أن مقابلة الرئيس مبارك للوزير اللبناني جعلته يشعر
أن مصر وراء لبنان تحمي ظهره وتحرس أمنه وتشد أزره ضد كل الأخطار التي
تحيق به.

زيارات سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل وزعيم الأغلبية وإلياس المر
وزير الدفاع وقريباً قائد الجيش للقاهرة تؤكد أن لبنان تستشعر أن هناك
خطراً يتهددها وأن هذا الخطر يتضاءل أو يزوي بعيداً إذا كانت مصر إلي
جوارهم..

ولاستكمال الصورة أمام القاريء لابد أن ندرك أن لبنان مقبلة علي
انتخابات مصيرية وفاصلة.. المؤشرات تقول إن نتائجها لن تكون علي هوي
السوريين والإيرانيين. وهي أيضاً ستقض مضاجع حزب الله وحليفه المسيحي
الماروني ميشيل عون.. النفوذان الإيراني والسوري تراجعا في لبنان بعد
اجتياح إسرائيل لغزة وعجز النظام في دمشق وميليشياته التي يدعمها في لبنان
"حزب الله" عن تقديم شيء يذكر سوي الشعارات الرنانة والحرب الإعلامية.

النظام السوري أيضاً يترقب ما ستعلنه المحكمة الدولية التي تبدأ
أعمالها يوم الأحد المقبل حيث أعلن روبن فنسنت مقرر المحكمة الخاصة بلبنان
أن المدعي العام للمحكمة ربما يطلب نقل المتهمين المحتجزين من بيروت إلي
لاهاي.. كما أن هناك مهلة 60 يوماً تبدأ من أول مارس كي يقدم لائحة
الاتهام ويسجن في لبنان الضباط الأربعة الذين كانوا يرأسون الأجهزة
الأمنية عند اغتيال الحريري.

المراقبون يقولون إن تراجع النفوذ السوري والإيراني في لبنان سينعكس
علي احتمال فوز نواب حزب الله والمنتمين لتيار المعارضة في الانتخابات.

ومن ثم فإن الوضع الطبيعي إذا فشل رموز حزب الله وعون في الانتخابات
أن تبادر إيران بإشعال الحرب الأهلية في لبنان.. الحريق إذا اندلع في هذا
التوقيت بالذات سيكلف لبنان الكثير وسينهي استقراره وأمنه وسيفتح أبواب
الجحيم عليه وعلي أبنائه.

طهران وحزب الله في لبنان بدأوا يشعرون أن المصالحة العربية التي
أعلنها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليست دعائية أو إعلامية
ولكنها في صميمها مواجهة للتمدد الإيراني في المنطقة.. من ثم فطهران لا
تريد لدمشق العودة للصف العربي أو التكامل مع بقية أشقائها.

إيران تستعد لمواجهة مع اليمين المتطرف الإسرائيلي المرشح لتولي
الحكم.. نيتنياهو يقول إن إيران أولوية وهناك تقرير وكالة الطاقة الذرية
الذي يتهمها صراحة إضافة إلي تمسك إدارة أوباما بتسوية الملف النووي
الإيراني بسرعة.

وباستقراء كل هذه المعطيات وبإضافة معلومة في منتهي الأهمية عن مصر
وهي أن أرض الكنانة خرجت من أزمة غزة منتصرة انتصاراً كبيراً. ولا يمكن
إحراجها مرة أخري بافتعال صدام بين حماس وإسرائيل. سنجد أن لبنان هو
المرشح للانفجار الوشيك..

إيران تلاعب سوريا هذه حقيقة.. لقد قلت قبل ذلك إنه لا شيء ثابتاً في
السياسة وربما يصبح عدو الأمس حليف اليوم أو أكثر. لكن لا أحد يصدق.

طهران تراهن علي تهور نيتنياهو وستكون ساحة المعركة القادمة هي لبنان
لأن فتح جبهة مع إسرائيل في بيروت سيشغل العالم عن متابعة الملف النووي
الإيراني فتفوز به في ظل انشغال الجيش الإسرائيلي بمعركته مع حزب الله
وانشغال أوباما بالملفات الجديدة ومحاولة تأمين إسرائيل مما يسمونه
إرهاباً.

المضحك أن التوازنات السياسية في لبنان اختلفت فسوريا أصبحت تدعم
ميشيل عون أكثر مما تدعم حزب الله.. حزب الله الإسلامي الشيعي الجهادي
سيرتدي عباءة عون المسيحية في الانتخابات ليبدو في صورة غير طائفية. كما
أن عون يصلح وجهاً لبنانياً تختفي وراءه الأطماع والمصالح السورية.

تركيبة لبنان معقدة ويمكن أن تطيح بهذا البلد الجميل وتلقي به إلي
أتون ملتهب السعير يقضي علي وحدته أو علي أقل تقدير يحوله إلي دولة شيعية
تتبع رسمياً الولي الفقيه ويدفع مسيحيوها الجزية لطهران.

لا أحد ينكر أن طهران في ظل الأوضاع الجديدة يمكن أن تدير ظهرها
لسوريا.. فأي معركة في لبنان أو توتر مع إسرائيل سيسحب من رصيد دمشق
ويجعلها محل شك وريبة مرة أخري وتتعطل ملفاتها التي تسعي للإنجاز فيها مثل
الجولان ومحاكمة الحريري وإنكار التهم النووية.

بعد كل هذا يمكننا التأكد لماذا ابتهج وزير الدفاع اللبناني بمقابلة
الرئيس مبارك.. مصر وحدها التي يمكنها إفساد مخططات طهران كما أفشلتها في
أزمة غزة السابقة.. إحساس اللبنانيين أن مصر تقف بجوارهم وفي ظهرهم يؤكد
علي أن الإحساس بالأمان والاطمئنان لا يكون بالشعارات والهتافات وإنما
بالمواقف الحقيقية والمكانة الدولية التي لا ينازع مصر أحد فيها بالمنطقة.




رد سوداني.. وتعقيب


نعم أنتقد البشير.. وأدافع عن السودان



جاءني رد عنيف من المستشار الإعلامي السوداني علي ما نشرته
في هذا المكان حول ضرورة أن يسعي الرئيس البشير إلي اتخاذ إجراءات قانونية
للتخلص من الآثار السلبية التي خلفتها مذابح دارفور الأمر الذي يهدد
بملاحقته والقبض عليه.

الرد سييء وكعادة بعض الدول العربية فإن السيد المستشار يتهمني بأنني
عميل للصهيونية والإمبريالية الأمريكية وأن تواطوئي لا يخفي علي أحد بدليل
أنني نشرت أرقام القتلي كما جاء في تقرير المحكمة الدولية الذي أعدته
أمريكا وإسرائيل!! لن أنشر رد السفارة لأن فيه تطاولاً وسباً وقذفاً ربما
اندفعوا إليه من جراء المأزق الذي وجد رئيسهم نفسه فيه. ثم الأهم من ذلك
اليس الرقم الذي ذكرته هو الوارد في عريضة اتهامه من المحكمة الجنائية
الدولية وانه لن يستطيع تخفيضه !!

علي أية حال واجبنا أن ندافع عن السودان وننصح البشير.. إذا كان
مصمماً أنه علي صواب فهو حر.. وإذا كان يصر علي أنه مستهدف في إطار حملة
صليبية صهيونية غربية. فجزء من كلامه صحيح. لكن الصحيح أيضا ان القتلي في
دارفور سودانيون مسلمون ومن ثم فمحاولة ربط ملاحقة البشير بالغرب المسيحي
توجه فاشل واستسهال دفاعي لا ينفذ إلي عمق الأزمة.

يحاول الرئيس البشير ورجال حكمه ربط القضية الفلسطينية بملاحقته
جنائيا من المحكمة الدولية وهذا خطأ.. نعم هناك ازدواجية في تعاملات
المحكمة الجنائية مع إسرائيل والسودان.. إسرائيل ترتكب ما يشيب له الولدان
وتفلت دون عقاب.. لكن هذا ليس مبررا لرئيس السودان كي يدافع به عن نفسه..
أوافق علي انه ليس الوحيد الذي ارتكب جرائم. لكنه ينبغي أن يعلم انه
الوحيد الذي تطارده المحكمة الدولية الآن.

انني أناشد المستشار الإعلامي للسفارة السودانية أن يعود إلي بداية
الأزمة ليعرف كيف تطورت وتصاعدت وتيرتها.. البداية كانت من خلال بعض
السودانيين المعارضين فهددهم النظام بالقتل.. ومن ثم فقد الرئيس جزءا من
القاعدة الشعبية.. بعد ذلك حملت الأنباء ان الإبادة في دارفور تحمل طابع
الجرائم المتسلسلة.. فرقص بالعصا وسط انصاره مستهزئا.. وجاء التهديد برفع
دعوي مباشره من المحكمة الجنائية الدولية ضده فأدار ظهره ورد علي الدعوي
بالشتائم.. وعندما اتضح أن الدعوي جادة طلب التوسط من الجميع.. ويبدو أن
الوساطات لن تنجح وأن التأجيل لمدة عام واحد سيكون مستحيلا.

الرئيس السوداني عجز عن رؤية الكارثة المحدقة به رغم التحذيرات
والرسائل التي جاءته من العالم كله.. ورغم صعوبة الموقف فإن مصر لن تيأس
في الدفاع عن السودان مستغلة امكانياتها وعلاقاتها الممتدة.

أن السودان هو عمقنا الاستراتيجي وأمننا القومي العربي.. السودان
يرتبط بنا برباط الدم والنهر والمصير المشترك.. نحن ندافع عن السودان قبل
ان نتوسط لرئيسه.. من ثم فإن دفن الرؤوس في الرمال لن يؤدي لشئ ولن يرفع
الحرج عن نظام الحكم.. المفروض أن يتقبل السودان النصح في هذه الفترة
الحرجة. لكن الطريقة التي رد علي بها المستشار الاعلامي تشي بأن نظام
الحكم ربما ينقل معركته الي الداخل ويصفي حساباته مع المواطنين.. وفي هذا
شر لو تعلمون عظيم.




سر نجاح كرومبو!



اشتهر المفتش "كرومبو" في بر مصر كلها.. الصغار يتابعون
ألغازه اليومية في التليفزيون ومعهم الكبار.. و"كرومبو" كما تعلمون شخصية
كارتونية تقدمها إحدي القنوات الخاصة ولما خشيت من أن يسرق أحد اختراعها
الناجح قامت بنشر تحذير في الصحف اليومية الكبري بأن "كرومبو" اختراع أصيل
لها ولا يحق للغير استعارته أو استخدام نفس الكلمة.

"كرومبو" ظهر لأول مرة في رمضان الماضي.. لكنه انطلق بعدها وحقق
نجاحه الرئيسي بعد رمضان علي غير العادة.. أساتذة علم نفس كبار حللوا
ظاهرة كرومبو وقالوا إن انتعاشها سببه ميل المصريين للثراء السريع كما
أنهم مؤمنون في أعماقهم بالثروة التي تهبط من السماء. ومن تفتح له ليلة
القدر طاقتها أو الذي يفرك فانوس علاء الدين.. وذهب بعض العلماء الي أن
النجاح الذي يلاقيه كرومبو يعود إلي الأسماء الطريفة التي يطلقها علي
شخصياته مثل "بكادكا البواب". و"حمبوزو لاوي بوزو" أو "شلاطة بتاع
البطاطا" أو غيرهم من الأسماء المضحكة.

رأيي الشخصي ان سبب نجاح "كرومبو" للأسف الشديد هو أننا أغبياء..
انخفض مستوي تفكيرنا إلي ما دون العاشرة من العمر.. الألغاز سهلة وسطحية
وتخاطب مستوي الذكاء المحدود للمصريين.. لا انكر انني معجب بالشخصية وأجد
أبنائي وهم في سن الشباب يقبلون عليه إما لطرافة أسماء الشخصيات أو
"للسجع" عند نطق أسماء الشخصيات أو للألوان الزاهية والحركات المضحكة التي
يؤدونها.. وبالمناسبة فإنني احيي مكتشف ومخترع شخصية "كرومبو" وهو هيثم
حمدي لأنه نجح في فترة وجيزة أن يقدم شخصية كارتونية مصرية لها نفس شهرة
"بكار" و"فطوطة" وان كان الارتباط بكرومبو أكبر لأنه يقدم جوائز مالية.

أعود لنقطة سهولة الأسئلة فأقول لقد وجدت نفسي منساقا إلي مقارنة بين
سذاجة الأسئلة التي يطرحها "كرومبو" وبين "من سيربح المليون" الذي كان
يقدمه جورج قرداحي علي قناة الـ "إم بي سي"

كان المصريون فعلا يتابعون برنامج "قرداحي" لكنهم ـ في غالبيتهم ـ لم
يستطيعوا حل اسئلته في المراحل الصعبة.. لم يفز بالمليون إلا مصري واحد
فيما اتذكر.. الاسئلة الثقافية والعلمية والتاريخية والجغرافية ليس لها
رواد في مصر.. نحن نفضل "التيك اواي" في كل شئ.. وهذا خطر.. و"كرومبو" رغم
طرافته وخفة ظله هو وشخصياته لكنه في النهاية يعكس مستوي معيناً من
الثقافة والمعلومات.. المسابقة مبنية علي قوة الملاحظة.. وهذا طبعا مايقال
عليه في علم النفس "ذكاء الصدفة" أي أنك لاتستطيع أن تقيس عليه المقدرة
الذهنية والتوقد الفكري.

أخشي أن ينتشر هذا النوع من المسابقات التي تسعي للربح السريع أو
التي يطلق عليها "0900" وتنحصر في مكاسب مادية فقط.. طبعا لاضير منها بشرط
ان يكون الي جوارها مسابقات أخري عن المعلومات والثقافة والتاريخ والحضارة
والشخصيات.

نقطة هامة أخري مسابقات "0900" بما فيها كرومبو وغيره تؤكد أن عادة
القراءة تراجعت بشدة في مصر وأن التليفزيون أصبح هو وسيلة المعرفة الوحيدة
فما بالك لو كان لايقدم معلومات!


دروس خصوصية.. لوزير المالية!



يتفنن د. بطرس غالي وزير المالية في زيادة موارد الدولة وهذا
واجبه ومهمته الرئيسية.. لكن الذي يثير الناس ضده هو طريقته في زيادة
الموارد أو صراحته.. الناس تشعر انه بلا قلب مع أن المفروض انه يعمل علي
زيادة الموارد من أجلهم ولتأمين احتياجاتهم الأساسية.. وزير المالية مطالب
في كل موازنة أن يدبر الاحتياجات وهو في هذا العام ـ بالذات ـ أمامه مشكلة
عويصة وهي الأزمة المالية العالمية التي تفرض عليه أن يستعد باحتياطي كما
انه مطالب بتقديم الدعم الاضافي الذي قررته الدولة وهو 15 مليار جنيه.

غير أن مشكلة وزير المالية الحقيقية في رأيي انه يعتقد انه كلما كرهه
الناس كان ذلك دليلاً علي نجاحه وتوفيقه.. هو شخص يسعده أن يكون مكروهاً
ودليله علي ذلك أن كل وزراء المالية السابقين كانوا مكروهين. إلا أنه ينسي
أن وزراء المالية السابقين كانوا مكروهين لأسباب غير التي يكرهه الناس
بسببها..

الوزراء السابقون كرههم الناس لأنهم تصوروا أنهم وراء انخفاض مرتبات
موظفي الحكومة وانهم لم يعودوا قادرين علي مواجهة الأسعار المنفلتة.

غالي مختلف.. خصومته مع الناس مباشرة.. قوانينه وقراراته تلحق الضرر
بفئات دون أخري.. ربما كان الناس يكرهون وزراء المالية السابقين ولكنه
انحصر في كراهية معنوية.. غالي يشعل الحرائق مباشرة.. الاضرابات الشهيرة
كانت بسببه ولعل أشهرها إضراب موظفي الضرائب العقارية الذين رفض الوزير
مساواتهم بموظفي مصلحة الضرائب العادية وشن كمال أبوعيطة رئيس نقابة
الضرائب العقارية هجوماً علي الوزير لأنه ليس هناك سند قانوني في اختلاف
المعاملة.

يوسف غالي استولي علي منحة حاكم الشارقة المخصصة لعلاج الأدباء ورفض
تحويلها لاتحاد الكتاب رغم مناشدة الزميل محمد سلماوي رئيس الاتحاد له
أكثر من مرة.. وكما يقول المثل العامي "لا بيرحم ولا يسيب رحمة ربنا تنزل"
فالدولة لا تعالج الأدباء.. ولما جاءهم العلاج من متبرع كريم استولي
عليه.. راح يوسف أبو رية ضحية عدم وجود أموال لزرع كبد له في الخارج.. لن
نقول إن الوزير السبب في موته فالأعمار بيد الله. لكن الوزير الذي فضح
زميلي حلمي النمنم في "المصري اليوم" التكاليف المذهلة لعلاج عينه مؤخراً
في أمريكا. لم يقدر معني أن يعجز الإنسان عن تلقي العلاج.

مع الصحفيين كان له موقف مماثل عندما ظل يرفض دفع البدل المقرر لهم
ولولا تدخل الرئيس مبارك للحق الصحفيون بالصيادلة في إضراب آخر سببه أيضاً
وزير المالية.

الناس لديها انطباع في مصر أن يوسف بطرس غالي وزير خاص.. ليس لرئيس
الوزراء سلطان عليه.. وهو يتصور أن انتخابه وزيراً لمالية العالم سيحصنه
ثلاثة أعوام من الإقالة.. من ثم فإن الوحيد الذي يزجره ويعيده إلي جادة
الصواب هو الرئيس مبارك.

وسواء كان الزجر بعنف أو بلين فالرئيس مبارك هو الذي ينهي دائماً أزمات غالي مع الناس.. وهي ليست مشاكل طارئة وإنما أزمات حقيقية.


المشكلة الرئيسية في رأيي هي شخصية الوزير.. فهو نتيجة لعلمه وتفقهه
فيه ونبوغه الدراسي وحصوله علي أعلي الشهادات. يتصور أنه من طينة أخري..
علمه جعله مغروراً.. ثم ترك مرحلة الغرور ودخل إلي مرحلة الانفصام عن
الناس.. "الشرنقة".. من ثم فإن الوزير ـ رغم انه منتخب عن دائرة شبرا
ونائب بمجلس الشعب ـ فشل في التواصل مع الشعب.. ومع نظرائه.. فهو عنيف في
تعامله مع زملائه الوزراء.. عرقل قانون التأمين الصحي.. وتسبب في أزمات
أخري كثيرة.. يسخر من ملاحظات عالم جليل هو د. جودت الملط رئيس الجهاز
المركزي للمحاسبات ولا يعتد بها.

من ثم فالرجل مكروه.. والجديد انه يسعي ليحظي بكراهية أكثر.. وهو
دائم الاستهتار بالمطالب العادلة.. ويبقي أن تعرف الدولة انه إذا كان من
المستحيل تغييره قبل انتهاء مدة منصبه العالمي. فعلي الأقل يحتاج الوزير
إلي "دروس خصوصية" في فن التواصل مع الناس والوصول إليهم.. ليس من الضروري
أن نحبه. لكن من المهم أن نشعر انه يشعر بنا ويحترم مشاعرنا وآدميتنا.

ليس من مصلحة الحكومة أن يكون لديها وزراء "سوبر". وإذا كان لابد أن
تحتفظ باثنين أو ثلاثة منهم فلتصدرهم للخارج.. ومؤكد سنحصل علي عملة صعبة
مقابلهم!