اتجاهات السوق بقلم : نجلاء ذكري

من طرف مشمشة السبت فبراير 28, 2009 10:39 am

اتجاهات السوق
بقلم : نجلاء ذكري

موقف مسئول

بهدوء
ودون ضجة أو انتظار لهتاف من أحد أسهم أحمد المغربي وزير الاسكان في حل
أزمة كانت في سبيلها للتحول الي مشكلة‏..‏ وأسدل الستار علي حلول مريحة
لكل الاطراف تحفظ حقوق المصريين وغير المصريين الحاجزين في مشروع شركة‏'‏
داماك العقارية‏'‏ بالقاهرة الجديدة‏..‏ الوزير باختصار وضع الشركة أمام
أمرين لاثالث لهما وهما إما البناء وتسليم الحاجزين وحداتهم وفق التعاقدات
وفي المواعيد المقررة او سحب الارض منها ورد أموال الحاجزين‏..‏ وبالطبع
مع شركة كبيرة مثل‏'‏ داماك‏'‏ لها سمعتها وثقلها ومصداقيتها كان علي
الشركة الاجتهاد واختيار شريك استراتيجي مناسب يمكن معه انهاء المشروع
والوفاء بالالتزامات والتعهدات التي عليها‏..‏ والحقيقة أن الشركة لم تقصر
في التزاماتها‏,‏ بل إنها سددت‏1125‏ مليون جنيه ثمن الارض لوزارة
الاسكان‏,‏ كما أن موقفها المالي متين وجميع اموال الحاجزين ومقدمات
الوحدات والتي بلغت نحو‏550‏ مليون جنيه في أيد أمينة ولكن ظروف الازمة
العالمية وتراجع الطلب في سوق العقارات بالإمارات واستمرار الازمة الي اجل
غير مسمي‏,‏

كل هذا يضع ضغوطا علي الشركة لابد وأن تعيد حساباتها
معها بما يحافظ علي مصداقيتها وينهي التزاماتها تجاه الغير دون مشاكل‏.‏
ومن ثم فقد قبلت الشركة بالشروط التي وضعتها ادارة بنك التعمير والاسكان
والتي من أهمها أن تصل حصة مشاركته الي‏60%‏ وبالقيمة الاسمية للاسهم وأن
يكون له حق الادارة‏..‏ وقبول الشركة لهذه الشروط دليل آخر علي حسن
نواياها وأنها لم تأت لمصر لانتهاز الفرص والزوغان عند اللزوم ولكنها
كشركة لها تواجد في‏15‏ دولة حول العالم جاءت لمصر للاستثمار والتنمية‏,‏
وأن ظروف الازمة العالمية الطارئة لن تكون سببا في توقف نشاطها ولكنها
كانت سببا مهما لتعديل الخطط والمسار شأن أي شركة عالمية كبيرة اضطرتها
ظروف السوق الي ذلك‏.‏

الموقف المسئول لوزير الاسكان ليس جديدا علي
شخصيته ولكنه يعيد الاطمئنان للقلوب بأن الحكومة‏'‏ صاحية‏'‏ وتتدخل عند
اللزوم لصالح السوق والمعاملات والمتعاملين‏..‏ أيضا مبادرة بنك التعمير
وانتهاز فرصة جيدة للاستثمار دليل آخر علي أن لدينا بنوكا تتمتع بالسيولة
يمكنها اقتناص استثمار جيد أصبح متاحا في الاسواق بعد الازمة العالمية
فيما كان يصعب تخيل فكرة الفوز به من قبل‏.‏ هذا السيناريو لحل الازمات
يؤكد مرة أخري ان دور الدولة كرقيب هو الدور الاهم فهي الحكم وهي رمانة
الميزان لتحقيق العدالة وتنظيم المعاملات‏,‏ والمطلوب أن يكون الوزير في
وزارته متحملا لمسئولياته وواعيا بها وماكان أسهل علي وزير الاسكان من أن
يترك الامر للعلاقة التعاقدية بين الشركة والعملاء وهم وحظهم وظروف السوق
ولكنه كان قاضيا عادلا وحكما قادرا علي تصويب الاوضاع وحماية الأطراف
المختلفة دون شطط أو ميل أو مغالاة‏.‏