تحذير أم غضب أم عناد ؟محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
تحذير أم غضب أم عناد ؟

استمعت إلي دفاع هيئة السكة الحديد عن
صفقة جرارات القطارات الجديدة المستوردة من أمريكا. ولم اقتنع تماما رغم
ان المتحدث - وهو مدير الهيئة - رجل فني يفهم أكثر مني ومن غيري ولكن لغة
الإصرار والعناد وتسفيه الاتهامات لا تبعث علي الثقة.. كما ان القول بأن
مصر لم تدفع ولا مليم في الصفقة التي قام أشقاء عرب بتمويلها ليس مبررا
لأن نستوردها غير مطابقة لأفضل المواصفات.

بعد وصول أربعين جراراً في محاولة جادة لبدء إصلاح الأحوال تقدم
خمسون من سائقي ومساعدي القطارات ببلاغ إلي النائب العام يطلبون التحقيق
في مدي مطابقة الجرارات لمواصفات الأمن والسلامة.

الكلام خطير يجب أن نأخذه باهتمام كبير حتي ولو كان فيه بعض المبالغة.


هناك عيوب ظاهرية وردت تفصيليا بالبلاغ.. وعيوب أخري تتعلق بالكباري
التي تمر عليها القطارات فوق النيل يقولون انها لا تتحمل مرور قطارين في
وقت واحد لثقل وزن الجرار واحتمال الاصطدام بكباري المشاة والمسارات
العلوية فوق خطوط السكة الحديد لارتفاع القاطرات لحوالي أربعة أمتار..
بالاضافة إلي عدم اتزانها. وعيوب أخري تهدد السلامة.. هذا ولا يمكن السير
حتي سرعة معينة.

يستمر الاتهام الذي تقدم به أصحاب خبرة في عالم القطارات مقدما
الدليل علي أن أربعة جرارات جديدة ضمن الصفقة تم تشغيلها علي خطوط طنطا
والمناشي والإسكندرية والمنيا أصابتها أعطال فنية فتحولت لجر قطارات
بضائع!

بدلا من إعادة النظر أو حتي التوقف عن اتمام باقي الصفقة مؤقتا حتي
تقوم لجنة فنية هندسية محايدة أو علي مستوي أعلي بمعاينة مواصفات
القاطرات.

قيل بأن سبب بلاغ السائقين ليس الصالح العام بقدر ما هو الغضب لأنه
تم تجاهلهم ضمن اللجنة التي قامت بفحص القاطرات عند تسلمها والتعاقد عليها
كما جرت العادة.

قد يكون ولكن هذا لا يمنع المراجعة للاطمئنان.


أم أننا دائما علي عجل نريد أن نوقع بامضائنا الكريم بأسرع ما يمكن حتي لو كانت المشكلة قديمة ومزمنة وكانت حيوية وحساسة.


ولعل أيضا الحكومة كلامها يمشي ولو غلط من أمين الشرطة إلي معالي
الوزير.. ومن يعترض لا يلتفت إليه. إلا إذا ارتفع صوته أو تظاهر واعتصم أو
تقدم ببلاغ للنائب العام. أو أثار القضية علي شاشات القنوات الفضائية؟!

ليس في التراجع أو المراجعة أي اهانة أو مساس بالكرامة.. وليس تمويل
الأشقاء العرب أو المؤسسات المالية العالمية مبررا لعدم التدقيق في اختيار
ما يناسبنا فما بالك لو انه يهدد حياتنا.

والسكة الحديد مش ناقصة فضحاياها مازالت دماؤهم لم تجف وجلود أجسادهم المحترقة لم تبرأ.


هذا ولا مجال - الآن - لحديث القذارة والاهمال ودورات المياه واطفاء
أنوار العربات التي لا تحتاج إلي استيراد أو تدبير ميزانيات أو انتظار
المعونات المسئول عنها جميع العاملين في السكة الحديد من المدير إلي
الخفير!!