بنك الإسكان ..وخبايا صفقة "داماك"..!بقلم: سمير رجب

غداً مساء جديد
بنك الإسكان ..وخبايا صفقة "داماك"..!
تأكدوا.. "فتحي السباعي" .. ليس من النوع
الذي يخضع للضغوط .. أو يستسلم للقرارات الفوقية!
الحكاية -ولا شك- لها أبعاد وطنية
تفاديا لسيناريو .. مشابه "للبوشي"!!
الآن.. فليطمئن -بالفعل- الحاجزون
الشقق يتم تسليمها في مواعيدها المحددة
وأموالهم -مع البنك- مصانة وآمنة
بقلم: سمير رجب
E-mail:samirragab@eltahrir.net

بصرف النظر عن أية أبعاد "سياسية" .. أو
غير سياسية.. أو ملابسات أو تقديرات اقتضتها ظروف السوق.. والتي تتمثل من
بين ما تتمثل في تداعيات الأزمة المالية العالمية.. فيما يتعلق باستحواذ
بنك الاسكان والتعمير علي 60 * المائة من أسهم شركة داماك العقارية.. فأنا
شخصيا واثق بأن فتحي السباعي رئيس البنك لديه من القدرة. والمهارة
الفائقتين لإنجاح إدارة الصفقة.. وانتظروا شهورا قليلة لتلمسوا النتائج
التي سوف تتحدث -وقتئذ- عن نفسها..!

* * *


قبل نحو خمس سنوات .. كان بنك الاسكان والتعمير.. مهترئا ممزقا..
يفتقر إلي القيادات.. ولا يكاد يعرف موظفوه أصول العمل المصرفي السليم..
حتي جاء المهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الاسكان في ذلك الوقت.. وأصدر
قرارا بتعيين فتحي السباعي رئيسا لمجلس إدارة البنك..!

لم تكن المهمة بالنسبة له سهلة.. واستقبلت عناصر السوء قرار
التعيين.. بكثير من العناد. المكابرة. وأيضا الكيد الذي وصل إلي حد
التآمر..!

لكن سرعان ما عبر السباعي بالسفينة بر الأمان.. ونجح بنك الاسكان في
أداء دوره كما ينبغي أن يكون.. في نفس الوقت الذي أخذ يحقق أرباحاً بمئات
الملايين.. بعد أن كانت خسارته قد أوشكت علي أن تخفيه عن العيون..
وبالتالي عن الساحة المصرفية في مصر..!

* * *


ما يجب أن يكون واضحا أن بنك الاسكان ليس مثل غيره من البنوك.. إذ إنه
يمارس نشاطا اقتصاديا. واجتماعيا في وقت واحد.. ومن الممكن بطبيعة الحال
أن يطغي واحد منهما علي الآخر.. غير أن حنكة السباعي وخبرته المتميزة في
تسيير الأمور بموازين دقيقة.. مكنتاه من أن يخدم كل من النشاطين الآخر..
لتقتحم مصر مشكلة ظلت مستعصية علي مدي فترة طويلة.. وكانت كلما جرت محاولة
للاقتراب منها.. ازدادت الخيوط تعقيدا..!

* * *


علي الجانب المقابل.. فإن العلاقة التي تجمع بين فتحي السباعي. وفاروق
العقدة محافظ البنك المركزي قوية ومتينة.. لكن هذا لا يعني أبدا أن يقبل
رئيس بنك الاسكان تنفيذ قرار غير مقتنع به.. أو الخضوع لضغوط.. يعرف
مسبقاً أنها يمكن أن تضر أكثر مما تنفع..!

لذا.. فأنا أيضا.. استبعد أن السباعي في صفقة داماك يمكن أن ينوب عن
غيره في تحمل تبعات ليست من فكره أو من صياغته.. أو أن يستسلم لسياسات
"فوقية" لاسيما وأني قد تابعت الرجل في مراحل علاقته الأولي مع بنك
الاسكان وأشهد أنه طالما رفض أية تدخلات من هنا.. أو من هناك مؤكدا علي
محاسبته في نهاية "المشوار"..!

* * *


استنادا إلي تلك الحقائق.. فإن بنك الاسكان بالصفقة الجديدة.. جاء
لينقذ الحكومة من ورطتها.. ولا أقول شركة داماك فقط.. فالناس الذين دفعوا
تحويشات العمر لهذه الشركة "الوافدة".. فإنما أقدموا علي ذلك باعتبار أن
الحكومة هي الضامنة.. وإلا ما سمحت لها بممارسة نشاطها وبجمع أموال
مواطنيها هكذا بلا ضوابط.. وإلا أصبحت مشاركة في "الإثم"..!

دعونا نعتبر أن بنك الاسكان بقيادة فتحي السباعي قبل تحمل أخطاء تلك
المغامرة بدافع وطني بحت حتي لا يتكرر سيناريو "البوشي" الذي لم تمض علي
تفجير فضيحته سوي أيام قلائل بغية ألا تطال الحكومة سهام نقد وهجوم لم تعد
تتحمل المزيد منها..!!

* * *


لقد وعد فتحي السباعي.. بتسليم الحاجزين من خلال -داماك- شققهم في
المواعيد المحددة المدونة في العقود الموقعة مع الشركة.. ورغم ذلك فمن يرد
سحب أمواله.. فلن يمنعه أحد..!

وثقوا.. بأن تلك الوعود.. سوف تتحقق بكل دقة. وانضباط..!


.. ومع ذلك كله.. ينبغي أن تخضع شركات العقار بالذات التي تأتي
لتستثمر أموالها في مصر.. لدراسة متأنية. ولبحث مستفيض. وتقييم شامل
لأوضاعها.. إذ ليس متصورا أبدا.. أن نهلل لها ونصفق.. ونملأ الدنيا صياحاً
بحجم ما أتت به من استثمارات.. ثم نفاجأ بأنها تستخدمنا.. كبوابة
"ترانزيت" تكسب عبرها مليارات.. ومليارات..!!

وإلي جانب داماك.. أمامنا شركة "اعمار" التي استولت هي الأخري علي
مساحات شاسعة من أراضي المقطم ثم باعتها وجمعت الأموال لصالحها بينما كل
ما أنجزته.. لا يتعدي المشاركة في جريمة.. اسقاط صخور المقطم بسبب ما تقوم
به من عمليات تفجير.. ونتيجة استخدامها المياه بلا ضوابط أو حسابات..

* * *


علي أي حال.. تبقي القدرة المصرية.. والكفاءة المصرية.. والخبرة
المصرية.. هي المنقذ دائماً.. فأرجوكم.. انتبهوا.. انتبهوا.. ولا تهرعوا
وراء مثيري الأحلام.. والأوهام.. وموظفي "الأموال".. بصورة.. أو بأخري..!