ابن ضابط يتعلم القيادة علي سيارة الشرطة ويقتل «مكوجي» ويصيب زوجته

المكان: في شارع صلاح سالم.. الزمان: قبل ٥ أيام تقريباً والحادث: عامل وزوجته خرجا معاً بعد شهرين من الزفاف، قضيا معاً ساعات داخل حديقة الأزهر، خرجا في طريق عودتهما إلي المنزل، أثناء سيرهما علي جانب الطريق، صدمتهما سيارة شرطة، حطمت عظامهما، الزوج يرقد في مستشفي قصر العيني داخل غرفة العناية المركزة وفارق الحياة.. والزوجة أصيبت بكسور.. المفاجأة التي كشفها شهود العيان ومحضر التحريات، أن طفلا يبلغ من العمر قرابة ١٣ عاماً هو الذي كان يقود سيارة الشرطة.. وإلي جواره المجند.. وبسؤال المجند في مكان الحادث، قال: «ده ابن الضابط فلان.. وكنت بعلمه القيادة».
١٥ يوماً وتبدأ وزارة الداخلية تطبيق نصوص قانون المرور الجديدة وهو القانون الذي ينص في مادته رقم ٧٤ علي أنه يعاقب بالحبس لمدة لا تزيد علي ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن مائة جنيه، ولا تزيد علي خمسمائة جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين، كل من قاد مركبة دون الحصول علي رخصة تسيير أو رخصة قيادة.
ونص في مادته رقم ٨١ علي أنه يعاقب كل من سمح بقيادة مركبة لمن دون الثامنة عشرة، أو لأي شخص غير مرخص له بالقيادة بنفس عقوبة قائد المركبة، إذا نجم عن ذلك حدوث إصابة أو وفاة أو ضرر للغير.
هذه هي نصوص القانون الجديد الذي وضعته وزارة الداخلية، للحد من حوادث وكوارث الطرق.. فهل ستطبق الوزارة تلك النصوص القديمة أو الجديدة علي رجالها.. وهل ستتحرك عندما تقرأ السطور التالية، التي حولت حياة زوجين لم يمر علي زفافهما أكثر من شهرين، هل ستبدأ بأبنائها وتضربهم بيد من حديد مثلما ستفعل مع باقي المواطنين؟!
القصة ـ كما تحكيها الزوجة ـ بدأت صباح يوم الاثنين الماضي، عندما أغلق أيمن محمد علي «٣٨ سنة ـ مكوجي» المحل الذي يعمل به، وقرر أن يعود إلي زوجته ليجلس معها، خاصة أنه لم يمر علي زواجهما أكثر من شهرين، اشتري أيمن فاكهة وصعد إلي المنزل وتناول مع الزوجة الغداء.. واتفقا علي الخروج للتنزه معاً.
ساعة واحدة وجمعت حديقة الأزهر الزوجين، قضيا معاً ساعات طويلة يخططان معاً مستقبل حياتهما، ويرسمان الأحلام دون أن يدركا أن كارثة في انتظارهما علي باب الحديقة، قبل أن تغرب الشمس بنصف ساعة تقريباً كان ميعاد الخروج، أمسك العامل يد زوجته، وخرجا من الحديقة، سارا معاً علي جانب الطريق، سيارة شرطة جاءتهما من الخلف، صدمتهما بقوة، ألقت بالزوج وسط الطريق، ودفعت الزوجة علي الرصيف، توقف الطريق ونزل السائقون وتجمع المارة، الزوجة أصيبت بكسور ولكنها كانت مدركة لما يدور حولها، صرخاتها لم تتوقف علي زوجها الذي فقد الوعي.
منظر الزوج وهو ملقي علي الأرض ينزف الدماء لم يفارق عيني زوجته، ومشهد مجند الشرطة وهو يفتح بابه ويلف إلي باب السائق ويجذب طفلا عمره ١٣ سنة كان يقود السيارة ويجلس هو مكانه، لم يفارق أيضاً الزوجة وعددا من شهود العيان. نقلت سيارة الإسعاف الزوجين إلي مستشفي قصر العيني، وتجمع المارة حول سيارة الشرطة، حضر ضابط لتحرير محضر بالواقعة، وبسؤال المجند الذي كان بالسيارة، قال للضابط: «ده محمد ابن العميد... وأنا كنت بعلمه القيادة».
اصطحب الضابط المجند والطفل الذي كان معه وسيارة الشرطة إلي القسم، وهناك بدل المجند أقواله، وأكد أنه هو الذي كان يقود السيارة عندما صدم العامل وزوجته وأن الطفل كان يجلس إلي جواره.. ونفي شهود العيان تلك الكلمات. تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيقات، وأصرت الزوجة وشهود العيان علي روايتهم.. بينما زادت حالة الزوج خطورة وفارق الحياة.
تلك التفاصيل روتها الزوجة وعدد من شهود العيان في المحضر ولـ «المصري اليوم».. ووضعوها أمام مسؤولي وزارة الداخلية ربما يجد قانون المرور نصاً لعلاجها.

شكرا لك اخى بارك الله بك

وبانتظار جديدك

شكرا لك اخى بارك الله فيك