نقطة نور بقلم : مكرم محمد أحمد الفرصة الأخيرة

من طرف karem الأحد مارس 01, 2009 10:14 am

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

الفرصة الأخيرة

إذا
صحت التوقعات وحسنت النيات‏,‏ وتمكن الفلسطينيون من الفصل بين مصالحهم
الوطنية‏,‏ وصراعات القوي الاقليمية‏,‏ كما نصحهم الوزير عمر سليمان‏,‏
ونبذوا الاتهامات المتبادلة بالعمالة والتخوين‏,‏ وتأكدوا أن انقسامهم هو
السبب الأساسي في كل ما يلحق بالشعب الفلسطيني من كوارث‏,‏ وأثمر حوارهم
اتفاقا علي اقامة حكومة وفاق وطني تبدأ بعملية إعادة إعمار غزة وتشرف علي
إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها الذي ينص عليه القانون تحت
إشراف دولي‏...,‏ فسوف يكون لهذا التحول أثره المهم علي سرعة إنجاز إعادة
تعمير قطاع غزة‏,‏ التي يصر المجتمع الدولي علي أن تتم بشفافية كاملة ومن
خلال نظم صرف تخضع لإشراف دولي‏,‏ ويرفض إعطاء الأموال بصورة مباشرة إلي
أي من الفريقين المتصارعين‏,‏ فتح وحماس‏,‏ خصوصا أن التوقعات تؤكد أن
مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار فلسطين يمكن أن يخصص ما يقرب من ثلاثة
مليارات دولار لهذا الهدف‏.‏

وفي إطار هذا المناخ الجديد‏,‏ سوف
يجد المجتمع الدولي نفسه مضطرا لممارسة كل الضغوط الممكنة علي إسرائيل‏,‏
من أجل انجاز إنفاق التهدئة الطويلة الأمد‏,‏ الذي تعثر في آخر لحظة بسبب
التحول المفاجيء في موقف رئيس الوزراء المنصرف إيهود أولمرت‏,‏ عندما ربط
بين اتفاق التهدئة‏,‏ وقضية الإفراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط‏,‏
لأنه من غير المعقول أن تبدأ عملية إعادة الاعمار‏,‏ ويتكبد المجتمع
الدولي هذا الانفاق الضخم دون ضمانات كافية تمنع إسرائيل من تكرار هدم
البنية الأساسية للقطاع‏,‏ ومؤسسات المجتمع الفلسطيني للمرة الثالثة‏,‏
وأقصر الطرق لتحقيق ذلك تمرير اتفاق التهدئة بين اسرائيل وكل الفصائل
الفلسطينية‏.‏

بل ثمة ما يؤكد أن نجاح الفلسطينيين في توحيد
مواقفهم سوف يبقي علي أولوية القضية الفلسطينية علي سلم اهتمامات الرئيس
الأمريكي الجديد أوباما‏,‏ وينهي كل الذرائع التي كانت تساعد اسرائيل
وواشنطن علي التنصل من مسئولياتهما إزاء القضية بدعوي عدم وجود طرف
فلسطيني يمكن الحوار معه‏.‏ كما أنه سوف يعزز التزام الادارة الامريكية
الجديدة بسرعة العمل علي إنجاز التسوية السلمية في أسرع وقت ممكن‏,‏ سواء
نجح بنيامين نيتانياهو في إنجاز حكومة وحدة وطنية موسعة‏,‏ يشارك فيها حزب
كاديما الذي يشترط لذلك قبول نيتانياهو لمشروع قيام الدولة الفلسطينية‏,‏
أم وجد نيتانياهو نفسه مضطرا لإقامة حكومة يمينية ضيقة تصر علي استمرار
الاستيطان‏,‏ وترفض الانسحاب من أي جزء من الضفة‏,‏ وتواصل احتلالها لهضبة
الجولان‏,‏ لأن هذه الحكومة سوف تفتح بالضرورة أبواب الخلافات مع الولايات
المتحدة علي مصاريعها‏,‏ الأمر الذي يرفضه أغلبية الامريكيين‏,‏ الذين لن
يكونوا علي استعداد لأن يخسروا صداقة الولايات المتحدة من أجل عيون
بنيامين نيتانياهو‏,‏ وربما يعاودون ما فعلوه عام‏1996‏ عندما أسقطوا
حكومته لهذا السبب علي وجه التحديد‏..,‏

ويصبح السؤال المهم‏,‏ هل يحسن الفلسطينين استثمار الفرصة المتاحة أم يضيعونها‏.‏ برغم أنها ربما تكون الفرصة الأخيرة‏.‏

mmahasabo@yahoo.com